وأضاف الحرازين في حديثه لراديو "سبوتنيك أن "مصر حاولت مرارا وتكرارا السعي لرأب الصدع الحاصل في الصف الفلسطيني منذ عام 2007، ومن هذه المساعي اتفاق القاهرة في الرابع من مايو 2011، الذي وضع حلولا تفصيلية لهذه القضايا، إلا أن "حماس" تنكرت لهذا الاتفاق بعد فترة".
وأوضح أن "هذه القضية ليست بحاجة لحوارات ومفاوضات جديدة أو مناورات، فهناك حلول فقط تحتاج إلى التنفيذ مثل اتفاق الشاطئ 2014، الذي على إثره تشكلت حكومة الوفاق الوطني، ومنعت من ممارسة مهامها في قطاع غزة، وهناك اتفاق القاهرة 2011 والذي وضع حلولا لكافة القضايا العالقة بين الطرفين، كما أن هناك نداء الأقصى الذي وجهه الرئيس أبو مازن، وطلب بحل اللجنة الإدارية التي شكلتها حركة "حماس" والسماح لحكومة الوفاق الوطني بممارسة مهامها".
وأكد الحرازين أن الوضع الآن في حاجة إلى جدية ونوايا حقيقية من قبل حركة "حماس"، ويتمثل ذلك في الإعلان الفوري عن حل اللجنة الإدارية، التي تمثل حكومة قائمة في قطاع غزة، وأن تذهب في طريق التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية، وبالتالي تشكيل حكومة "وحدة وطنية" من كافة الفصائل، تحل كافة الإشكالات وفقا لمرجعية اتفاق القاهرة 2011، بالإضافة إلى قضية مهمة جدا، حسب قوله، وهي أن تعلن حركة "حماس" أنها حركة وطنية فلسطينية خالصة، وأن تعلن انفصالها عن جماعة "الإخوان" انفصالا كليا، فالأزمة الرئيسية هي أزمة المصالح الحزبية والاشتراطات التي تضعها حركة "حماس".
وفي المقابل، قال الباحث والمحلل السياسي، حمزة إسماعيل أبو شنب، في حديثه لبرنامج "البعد الآخر"، عبر أثير إذاعة "سبوتنيك"، ردا على ما قاله الحرازين في إطار الضمانات لما طرحته حركة "حماس" للمصالحة، إن الضامن هو الراعي الرسمي والأول والمكلف رسميا من قبل الجامعة العربية، وهو مصر بحكم علاقاتها على الساحة الفلسطينية.
وأوضح قائلا إن هذه المبادرة تلقى إجماعا عليها، لأنها خرجت من القاهرة، وما يتم تداوله من بعض أعضاء حركة "فتح" "غير منطقي"، مضيفا "بل أن حركة فتح تتهرب في بعض الأوقات من الطرح المصري للمصالحة".
وأكد أبو شنب أن الكيان الاسرائيلي تلعب دورا محوريا في تعطيل المصالحة الفلسطينية، وفي تقديره أن سيناريوهات الحرب والمواجهة العسكرية في قطاع غزة بين المقاومة وإسرائيل يرتبط بصورة أساسية بتطورات دراماتيكية ميدانية ما بين المقاومة والاحتلال، كبناء الجدار وما تعقبه من بعض الإجراءات.
ولا يتوقع أبو شنب أن تكون هناك مواجهة قادمة مع الكيان الاسرائيلي في المنظور القريب، حتى لو تم المضي قدما في طريق المصالحة.
وأشار أبو شنب إلى أن هناك قيادة جديدة في "حماس" تحمل توجهات جديدة مغايرة، مضيفاً
"لاحظنا سرعة تحقيق إنجازات هامة على صعيد العلاقة مع مصر، بعد زيارة السنوار لمصر في شهر يونيو/ حزيران الماضي وتحسين العلاقة مع دحلان".
وأشار إلى أن وجود قيادة سياسية جديدة لحركة "حماس" في هذه المرحلة سيجعلها أكثر قدرة على السير في الخطوات السياسية.