واضاف الشيخ قاسم: ونقصد بها تلك العلاقة التي تجعلنا نتماهى ونتفاعل ونأخذ لحقوقنا ومستقبلنا ما يؤدي إلى نجاحات مختلفة، إيران تنسجم مع مطالبنا وتطلعاتنا، وراقبوا كل تاريخنا في لبنان: كم أخذنا من إيران وكم أخذت إيران منا؟ لقد أخذنا منها كل شيء ولم تأخذ منا شيئا واحدا، فنعم العلاقة التي يأخذ الضعيف من القوي فيصبح قويا على ضعفه أمام الضعفاء الذين يعتقدون أنهم أقوياء بعمالاتهم وخضوعهم، والحمد الله الذي وفقنا للعلاقة الإستراتيجية مع إيران.
وتابع قاسم خلال رعايته حفل اقامه مدير مجلة "مرايا الدولية" فادي أبو ديا لمناسبة إصدار عدد المجلة عن الامام الخميني ان "البرقية الثانية مصلحة العرب والمسلمين أن يتفاهموا مع بعضهم، ومصلحة دول الخليج "الفارسي" أن تتفاهم مع إيران، ليس لإيران أطماع عند أحد، وتاريخ إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية المباركة سنة 1979 مليء باعتداءات دول في الخليج "الفارسي" تحت المظلة الأميركية على إيران ولكن لم يسجل لإيران أنها اعتدت عليهم، بل كانت دائما تمد اليد للعلاقة، نحن ننصح جميع دول الخليج "الفارسي" أن لا يعادوا إيران، وأن يتعاونوا معها وهذا لمصلحتهم ومصلحة أمن الخليج "الفارسي" والعرب والمسلمين، ولمصلحة مستقبل الخليج "الفارسي" والعرب والمسلمين، ومعاداة إيران لا يخدم إلا إيران، وها هي إيران تشارك في سوريا دعما لمحور المقاومة، وها هي إيران تدفع الكثير الكثير وتتحمل لدعم المقاومة في فلسطين، وها هي إيران تدعم مقاومة لبنان وتقف إلى جانب الشعب العراقي واليمني والبحريني وكل الشعوب المستضعفة، إيران هذه تستحق منا أن نشكرها لا أن نعاديها، إننا ندعو دول الخليج "الفارسي" إلى إعادة النظر في علاقة إيجابية مع إيران لمصلحة الجميع".
وتابع "البرقية الثالثة سوريا ساهمت معنا في التحرير الأول سنة 2000، وساهمت معنا في التحرير الثاني في تحرير حدودنا في شرق لبنان، وعندما ساهمنا مع سوريا في إنقاذها من محاولات الغرب و"إسرائيل" للقضاء عليها إنما ساهمنا في انتصار سوريا الذي هو انتصار لنا أيضًا، ومساهمتنا في سوريا هي لحماية ركن مركزي من أركان محور المقاومة ضد "إسرائيل"، وحماية للبنان كقاعدة متقدمة في الصراع مع العدو الإسرائيلي، نحن لم نذهب إلى سوريا من أجل نظام، ذهبنا إلى سوريا من أجل مشروع، ومشروعنا في سوريا أن نحمي المقاومة التي تواجه "إسرائيل" على امتداد المنطقة، ولن نرد على أولئك الذين يمنعوننا من التعاون، أيحق لأميركا أن تدعم "إسرائيل"، ويحق لدول كثيرة في منطقتنا أن تدعم الإرهاب التكفيري، ويمنع علينا أن نتعاون ويشد بعضنا أزر بعض؟ الحمد الله الذي وفقنا في أن نكون يدا واحدة في سوريا كجزء من محور المقاومة، فانتصرت سوريا وانتصرنا، ولكل نصر طعم، وانتصارهم لا يأخذ شيئا من انتصارنا، وانتصارنا لا يأخذ من انتصارهم".
وقال "البرقية الرابعة أحيي روسيا الاتحادية، وأعتبر أنها أثبتت بأنها شريك أساس لدعم منطقتنا، وهي شريك أساس في كسر آحادية أميركا الدولية، وإسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد من بوابة سوريا، ودعم استقلال دول المنطقة وخياراتها ومواجهة الإرهاب التكفيري، أليس هذا السجل الروسي يشكل سجلا مشرفا، أقول لروسيا ما تريدونه نريده، ولذا نحن معا في الميدان وسنبقى ما دامت هذه هي الشعارات التي نعمل عليها لقوة منطقتنا واستقلالها".
وتوجه الشيخ قاسم بالتحية "لشهداء الجيش اللبناني الباسل، وشهداء المقاومة الإسلامية الذين حققوا بوحدة الدم ما لم تحققه كل النظريات والخطابات والإدعاءات، لأننا كنا معا في الميدان، وفقنا الله تعالى فكنا معا في الانتصار فتحية لكم وللبنان المنتصر بجيشه وشعبه ومقاومته".
المصدر: تنا