ونقلت وكالة "الأناضول" التركية، عن مصادر رئاسية، قولهم، إن اللقاء جرى في فندق "ريكسوس" في أستانا، مشيرة إلى أن اللقاء كان مغلقا، واستمر نحو ساعة.
الأنباء تفيد في أن الطرفين اتفقا على عدد من الملفات المهمة في الشرق الأوسط، يأتي في مقدمتها الملف السوري وملف الاستفتاء في إقليم كردستان العراق.
وقال المحلل السياسي، الدبلوماسي الإيراني السابق، الدكتور سيد هادي افقهي في حوار مع سبوتنيك:
من الواضح جداً أن أحد أسباب هذا التقارب التركي-الإيراني هو التحولات والتطورات الميدانية لصالح الجيش العربي السوري وجبهة المقاومة والحلفاء، وكذلك الأصدقاء الروس، فهذه التحولات والتغيرات الميدانية أقلقت المسؤولين الأتراك بأنه كيف سيكون مصير العصابات الإرهابية المرتبطة بالمعارضة المسلحة، وكذلك جبهة النصرة في محافظة إدلب المحاذية للحدود التركية، وكذلك موضوع الاستقلال الذي يصبو إليه السيد البارزاني، والذي ربما سيحرك الشارع الكردي عند الحدود التركية وخصوصاً حزب العمال الكردستاني، إضافة إلى موضوعات أخرى، كموضوع محاربة الإرهاب والسيطرة على أمن الحدود بين إيران وتركيا، وغيرها أيضاً من الملفات المتعلقة بالمرحلة السياسية في حالة ما إذا انتهينا من الملف الأمني في سوريا، وفيه تحتاج تركيا إلى من يوصلها للطاولة من أجل التفاوض.
سبق لقاء السيد روحاني بـ أردوغان زيارة من العيار الثقيل للجنرال الإيراني باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية إلى تركيا، حيث مكث فيها ثلاثة أيام، وهي سابقة في العلاقات العسكرية والأمنية بين تركيا وإيران، واللقاءات التي قام بها باقري في تركيا كانت تجري خلف الكواليس ولم يرشح منها إلا الشيء القليل، وهذه اللقاءات، بضمنها لقاء روحاني وأردوغان، كانت مقدمة لزيارة الأخير إلى طهران.
قد يكون الرئيسان ناقشا موضوع الأزمة الخليجية، ولكن رغم التوترات الموجودة في هذه الأزمة، إلا أنها لا تتمتع بالأولوية بالنسبة للطرفين الإيراني والتركي كما يتمتع بها الملف السوري أو موضوع استقلال كردستان وموضوع محاربة الإرهاب. وربما كان هناك تنسيق في المواقف السياسية تجاه الأزمة الخليجية، وموقف الدولتين واضح في الأزمة الخليجية، باعتبارهما يميلان باتجاه الموقف القطري.
موقف إيران حازما جدا تجاه موضوع الاستفتاء في إقليم كردستان، بل حتى وصل الموضوع إلى لغة الإنذار، عندما صرح الإمام الخامنئي أن الاستفتاء يشكل خطراً على أمن المنطقة، كذلك ما جاء على لسان باقري بعد لقاءه بالمسؤولين الأتراك باعتبار أن إيران تعارض بشدة هذا الموضوع وتطرق كذلك إلى البعد الأمني لقضية الاستفتاء.
الأتراك لديهم نفس الموقف والتوجس الإيراني من قضية الاستفتاء في إقليم كردستان، ولكنهم ما زالوا على علاقات طيبة بالسيد مسعود البارزاني، وربما يكون في صالحهم ابتعاد إقليم كردستان عن الحكومة المركزية في بغداد، حيث ستنفرد تركيا في إقامة علاقات طيبة مع إقليم كردستان، كما لايضر تركيا إذا ما دخلت إسرائيل في الإقليم الكردي، حيث جاء في إحدى مقابلات مسعود البارزاني في أن الأكراد سوف يقيمون علاقات مع إسرائيل بمجرد الانفصال عن العراق، وهذا ربما لا يقض مضاجع الأتراك، كونهم لديهم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ولكن إيران تعتبر أن وجود إسرائيل في كردستان بمثابة حديقة خلفية لإسرائيل على الحدود الإيرانية.
*ضياء إبراهيم حسون
المصدر: سبوتنيك