قد تكون السعودية آخر البلدان التي تخلت عن تغيير النظام في سوريا بما ينسجم مع الحملة الروسية الناجحة لدعم الرئيس بشار الأسد.
إشارات عديدة إلى أن الدول التي لطالما كانت على خلاف مع سوريا تتعاون الآن من أجل التوصل إلى تسوية تبقي على الأسد في السلطة في الوقت الراهن. السعوديون استضافوا الشهر الماضي اجتماعاً لفصائل المعارضة السورية في محاولة للدفع نحو اتفاق في ما بين المجموعات المتشددة تجاه الأسد وأخرى أقل إصراراً على رحيله الفوري.
من المنتظر أن يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الرياض في الأيام المقبلة من أجل إجراء محادثات تسبق الزيارة المتوقعة للملك سلمان إلى موسكو.
ومن شأن التحول السعودي أن يشكل ضربة للمتمردين السوريين الذين شهدوا استعادة الأسد السيطرة على جزء كبير من البلاد في العامين الماضيين مدعوماً من سلاح الجو الروسي.
في وقت سابق من هذا العام أنهت الإدارة الأميركية برنامج المساعدات العسكرية للمعارضة قائلة إن الهدف الأميركي الرئيسي في سوريا هو هزيمة داعش. كذلك تركيا، الداعمة الرئيسية الأخرى للمعارضة، فقد حان الوقت بالنسبة إليها أيضاً للعمل مع الروس.
يقول مصطفى العاني رئيس قسم الدفاع والأمن في مركز الخليج (الفارسي) للأبحاث في دبي “إن السعوديين أدركوا الآن أن الروس قد يكونون الطرف الوحيد القادر على حلّ الصراع في سوريا” مشيراً إلى أن “لا مشكلة لديهم ببقاء النظام”.
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الشهر الماضي أن الهدف البعيد المدى هو بناء مستقبل جديد لسوريا من دون بشار الأسد. لكن محادثات الرياض في 22 آب/ أغسطس شهدت دفعاً باتجاه جبهة موحدة بين الهيئة العليا للمفاوضات التي لطالما حظيت بدعم السعودية، ومنصتين أخريين أقرب إلى موسكو.
جولة أخرى من المحادثات تستضيفها العاصمة السعودية الشهر المقبل بهدف توحيد المنصات الثلاثة ضمن الوفد الذي سيشارك في محادثات جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وتحدث مشاركون في هذه العملية عن حصول تغيير ما. قدري جميل الذي يرأس منصة موسكو قال إنه يرى تحولاً في الموقف السعودي معتبراً أن “فرص التوصل إلى اتفاق كبيرة جداً”.
الحقائق العسكرية تقع في مصلحة الأسد والروس. هذا الأسبوع تمكنت القوات الحكومية السورية من كسر حصار داعش الذي استمر لقرابة ثلاث سنوات على مدينة دير الزور الاستراتيجية. أما في المناطق الأخرى من البلاد فقد تراجعت الفصائل التي تقاتل الأسد، جهادية كانت أم معتدلة، إلى جيوب أصغر من أي وقت مضى.
العلاقات بين السعودية وروسيا تطورت على جبهات أخرى أيضاً. فالمنتجان الأكبر للنفط وضعا خلافاتها جانباً من أجل الموافقة على خفض الانتاج في إطار اتفاق أوبك بهدف تعزيز الأسعار.
القرار على الأرض بيد روسيا
يقول بارمين “إن القوة الأهم على الأرض في سوريا هي روسيا التي تملك زمام القرار.
وتسعى روسيا لاكتساب شرعية دولية لحملتها في سوريا وتجنب صراع عسكري مفتوح من خلال تشجيع الأسد على التوصل إلى اتفاق مع معارضيه في محادثات جنيف التي توقفت لسنوات.
زار لافروف الخليج (الفارسي) الأسبوع الماضي وقال لافروف من هناك “في الوقت الذي لا تزال الخلافات موجودة هناك اهتمام بشكل عام بضرورة إنهاء الحرب”.
الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون كما السعودية وتركيا كان عليهم تبديل موقفهم تجاه الأسد. فهم الآن يقبلون ببقائه في السلطة خلال المرحلة الانتقالية وفق ما يؤكد دبلوماسيان غربيان مطلعان على القضية.
المصدر: الحدث نيوز