وسجل حجم أسطول الطيران التجاري الصيني نموا يفوق من المتوسط العالمي في هذا القطاع، وفقا لما ذكرته شركة بوينغ الأميركية في أحدث تقاريرها عن حركة أسواق الطيران العالمية.
وذكرت الشركة في تقريرها السنوي أن الصين بحاجة إلى أكثر من سبعة آلاف طائرة تقدر قيمتها بتريليون ومئة مليار دولار، لتلبية ارتفاع الطلب في السوق المحلي خلال العشرين عاما المقبلة.
وقالت إن شركات الطيران الصينية تستأثر بحوالي 20% من الطلب العالمي على طائرات بوينغ.
وتوقعت الشركة زيادة الطلب الصيني لشراء طائراتها بنسبة 6.3% لهذا العام مقارنة بالعام الماضي، وقدرت أن الصين تحتاج إلى 4220 طائرة جديدة حتى عام 2036.
وأرجعت شركة بوينغ ارتفاع نسبة الطلب على طائراتها من الشركات الصينية إلى النمو المستمر للاقتصاد الصيني، والاستثمار الكبير في البنية التحتية، وتنامي الطبقة الوسطى، بالإضافة إلى تطوير قطاع الطيران التجاري في الصين.
طفرة
من جهته، أرجع رئيس جمعية وكلاء السياحة الصينية نينغ لي دونغ ارتفاع الطلب على طائرات بوينغ الأميركية إلى "الطفرة التي تشهدها حركة الطيران الداخلية"، مشيرا إلى أن عدد ركاب خطوط الطيران الداخلي بلغ حوالي ثمانمئة مليون راكب في عام 2016.
وأوضح نينغ للجزيرة نت أن الطلب الصيني يتركز على الطائرات ذات الممر الواحد نظرا لتكلفتها المنخفضة وملاءمتها للرحلات الداخلية والأغراض التجارية.
وأضاف أن الصين لديها حوالي عشرة آلاف طائرة من طراز بيونغ تطير في جميع أنحاء العالم، وأن نحو 29% من هذه الطائرات هي طائرات صغيرة الحجم ذات الممر الواحد.
وفي وقت سابق، ذكرت هيئة الطيران المدني الصينية أن عدد ركاب خطوط الطيران المحلية بلغ مليار راكب في الرحلات الخارجية والداخلية بزيادة 11% على أساس سنوي، حيث بلغ عدد الركاب الصينيين 914 مليون راكب، في حين بلغ عدد الركاب الأجانب 102 مليون راكب.
استقطاب
وتعمل سلطات الطيران الصينية على جذب طيارين أجانب لاستيعاب طفرة الطلب على رحلات الطيران وقلة أعداد الطيارين الصينيين، وذلك من خلال تقديم حوافز وأجور سخية، كما تدرس اعتماد عقود مئة شركة طيران من أصل مئتي شركة صينية تقدمت بطلبات ترخيص في السنوات الخمس الماضية لتلبية ارتفاع حجم الطلب في سوق الطيران الصيني.
ووفق دراسة صينية حديثة، فإن قطاع الطيران بحاجة إلى أكثر من ثمانين ألف طيار لتحقيق التوازن بين الطلب والعرض.
ومنذ 2013 استقدمت الصين مئات الطيارين الأجانب، وبلغ عددهم العام الماضي 1005 طيارين، منهم 160 يعملون في شركات طيران مملوكة للدولة، في حين يعمل الباقون بشركات طيران خاصة.
يشار إلى أن شركات الطيران الصينية تنفق ما يعادل 162 مليون دولار سنويا لإرسال طيارين صينيين إلى الخارج لاكتساب الخبرة وتعلم اللغة الإنجليزية، وتشير تقارير محلية إلى أن الصين أنفقت في العام الماضي ما يقارب خمسمئة مليون دولار لاجتذاب واستقطاب طيارين أجانب للعمل في شركات الطيران المحلية.
المصدر : الجزيرة