وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس منظمة الحج الايرانية، حميد محمدي، بمكة المكرمة، في ختام مناسك الحج، قال حجة الاسلام علي قاضي عسكر، ان حج هذا العام تضمن بعض النقاط الهامة، وأولاها هي انه رغم بدء المفاوضات بشأن إقامة الحج متأخرة، ولذلك واجهنا بعض المشكلات في اتخاذ الترتيبات، وكذلك بسبب تعطيل الحج لمدة سنة واحدة، ووجود بعض المخاوف لدى مختلف شرائح الشعب والمسؤولين، في أنه هل تم اتخاذ الترتيبات اللازمة لئلا تتكرر احداث العام ما قبل الماضي، لذلك أجرينا مفاوضات حازمة نتجت عن اتفاقية للحج بين ايران والسعودية.
وأضاف حجة الاسلام قاضي عسكر: ان ما جاء في الاتفاقية بين مسؤولي الحج لدى البلدين، قد تم تنفيذه.
ولفت الى ان عزة وكرامة الحجاج الايرانيين وحرمتهم وأمنهم في موسم الحج هذا العام قد تم تحقيقها حسب ما تلقينا من الحجاج أنفسهم وحسب ما شاهدناه حتى الآن.. وهذا لا يعني اننا لم نواجه مشكلات، فقد كانت بعض الحالات التي أبلغناها وزير الحج السعودي، وقد تم رفعها الى حد ما، وهناك بعض الحالات الاخرى سيتم طرحها واتخاذ القرار بشأنها في المستقبل.
* التزام الجانبين يؤدي الى بناء الثقة وتحسين العلاقات
ورأى المشرف على الحجاج الايرانيين، ان تواجد فريق مؤلف من 10 من الدبلوماسيين الايرانيين في السعودية، وإجراء العمليات المصرفية بسهولة واستقرار مستشفى ومراكز طبية في مكة المكرمة والمدينة والمنورة والمشاعر، تشكل نقاطا ايجابية للمستقبل.
وتابع: ان التزام الجانبين بمضمون الاتفاق بما في ذلك مراسم الدعا واجتماعات الحجاج الايرانيين، من شأنه ان يؤدي إلى بناء الثقة وتحسين العلاقات بين البلدين.
وقال قاضي عسكر: لقد أجريت مراسم البراءة من المشركين هذا العام بشكل أكثر عظمة من السابق، كما أجريت مراسم دعاء كميل ودعاء عرفة هذا العام في الفنادق في حالة معنوية اكثر مما مضى.
* من السابق لأوانه اتخاذ القرار بشأن العمرة
وأوضح ان الوقار والطمأنينة التي كانت لحجاجنا، أثبتت ان الدعاية السلبية التي أثيرت في هذا الشأن لم تكن صحيحة، وأضاف: ان التعامل معنا هذا العام كان بنحو آخر، وأدى الى ان ننهي موسم الحج بشكل جيد.
وأشار قاضي عسكر الى وصايا قائد الثورة الاسلامية المعظم للحجاج بشأن الاستفادة من الفرصة المعنوية للحج، وقال: لقد شاهدت الحجاج الايرانيين نساء ورجالا في مسجد النبي والمسجد الحرام خلال هذه الايام والليالي منهمكين بتلاوة القرآن والصلاة والدعاء والامور المعنوية.
وتابع: نشكر السعودية لاتخاذها القرار بأن تتعامل بأسلوب جديد مع الحجاج، وان شاء الله نقيم مواسم الحج القادمة بشكل أفضل من خلال التخطيط ورفع النواقص.
وردا على سؤال بشأن الترتيبات والمفاوضات لاستئناف أداء العمرة المفردة، قال قاضي عسكر: اعتقد انه من السابق لأوانه اتخاذ القرار بشأن العمرة، لأن هناك امورا لابد من تحديد مصيرها مثل متابعة حادثة الحرم المكي وحادثة منى.
* نحن بصدد زيادة طاقة العالم الاسلامي لحل المشكلات
ووصف مسؤول الحجاج الايرانيين، إقامة حج هذا العام بينما العلاقات السياسية مقطوعة بين ايران والسعودية، بأنها تجربة ناجحة في الدبلوماسية الايرانية، داعيا الاجهزة الايرانية الاخرى الى الاستفادة من هذه التجربة المثمرة.
وأضاف: لقد أطلقنا دبلوماسية الحج، حيث نجري مفاوضات في جميع المجالات، ونحقق نتائج جيدة.
وتابع: الوقت مناسب لتجري حكومتا البلدين محادثات، ونشاهد بوادر هذا الامر، ليتوصلا الى تفاهمات من خلال المحادثات والمفاوضات، ما من شأنه ان يزيد طاقة العالم الاسلامي لحل المشكلات.
واردف قاضي عسكر: انهم (السعوديون) أبدوا حسن نيتهم، ونأمل ان نصل الى نتيجة مرجوة في المجال الدبلوماسي ويتم استئاف العلاقات بين البلدين.