جنوب إفريقيا تقود حراكًا ضدّ محاولات تل أبيب للتغلغل في القارّة السمراء

الخميس 31 أغسطس 2017 - 13:05 بتوقيت مكة
جنوب إفريقيا تقود حراكًا ضدّ محاولات تل أبيب للتغلغل في القارّة السمراء

جنوب إفريقيا - الكوثر

في الوقت الذي تقوم فيه العديد من الدول العربيّة المصنفّة إسرائيليًا بالدول العربيّة السُنيّة المُعتدلة بمحاولاتٍ حثيثةٍ للتقرّب من الدولة العبريّة وعقد تحالفات معها وتطبيع العلاقات بحججٍ واهيةٍ، تقود جنوب إفريقيا حراكًا دبلوماسيًا ضد محاولات "إسرائيل"، لتطبيع العلاقات مع الدول الإفريقية، ونقل عن دبلوماسي جنوب إفريقي، لم تسمه، قوله الأحد، إنّ بلاده ستقاطع القمة الإفريقية المزمع عقدها في توغو بعد شهرين تقريبًا لأنّها تهدف إلى تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".

وأضاف الدبلوماسي الإفريقي، إنّ "إسرائيل" تتصرف بطريقة مروعة بحصارها لقطاع غزة، وتتسبب بمعاناة كبيرة للفلسطينيين، على حدّ تعبيره.

وأشار إلى أنّ بلاده ستدعو الدول الإفريقية الأخرى إلى حوار حول ضرورة مقاطعة "إسرائيل" وعدم تشديد العلاقات معها. وقال، إنّه لا يمكننا أنْ نغض الطرف عن الجهود الإسرائيليّة للحصول على دعم دول إفريقيا من أجل تقويض القضية الفلسطينية.

وأكد الدبلوماسي الجنوب إفريقي، على أنّ بلاده ليست الوحيدة في مكافحة تلك المحاولات (الإسرائيلية) ويساندها في ذلك دول منها المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا.

ومطلع الشهر الجاري، نشرت صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية تقريرًا قالت فيه إنّ قمة إفريقية (إسرائيلية) ستعقد في دولة توغو نهاية تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، مشيرةً أن الأخيرة ستوجه دعوات إلى 54 دولة إفريقية للمشاركة في القمة المقرر أنْ تستمر 4 أيام، كما توقعت الصحيفة مشاركة ما بين 20 – 30 رئيس دولة في القمة.

وكان أعضاء البرلمان الجنوب إفريقي قد رفضوا في وقت سابق لقاء وفدًا من الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، في جوهانسبورغ (أكبر مدن جنوب إفريقيا)، لعقد لقاءات مع أعضاء المعارضة والجالية اليهودية هناك. وتسعى "إسرائيل" إلى تقوية علاقتها بشكل دائم مع دول إفريقيا، حيث تملك سفارات في 10 دول إفريقية من أصل 54 دولة، وهي: السنغال، مصر، أنغولا، غانا، كوت ديفوار، إثيوبيا، جنوب إفريقيا، نيجيريا، كينيا والكاميرون.

وثمة العديد من السفراء (الإسرائيليين) غير المقيمين في دول إفريقية. جدير بالذكر أنّ مؤتمر سياسات حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (الحاكم)، الذي عقد في جوهانسبرغ الشهر الماضي، أوصى بتبنّي نداء لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي لدولة جنوب إفريقيا لدى "إسرائيل"، انسجامًا مع القيم والمبادئ التحررية للحزب ونصرة لشعبنا الفلسطيني تحت الاحتلال وقضيته العادلة.

وجنوب إفريقيا من الدول الداعمة للفلسطينيين، وفي أيار (مايو) من العام 2010 سحبت سفيرها لدى تل أبيب عقب اعتراض قوات البحرية الإسرائيلية لسفن “أسطول الحرية” التي كانت متوجهة إلى شواطئ قطاع غزة لإيصال مساعدات إنسانية، ما أسفر حينها عن مقتل 10 من المتضامنين الأتراك وإصابة 50 آخرين.

ورغم استئناف العلاقات بين البلدين وعودة السفير الجنوب إفريقي بعد عدة أسابيع إلى تل أبيب، إلّا أنّ "إسرائيل" رفضت في العام 2015 السماح لوزير خارجية جنوب إفريقيا، بلير زيماندا، آنذاك، بالهبوط في مطار “بن غوريون” (وسط) لأنّه أراد زيارة الأراضي الفلسطينية فقط.

وكان سفير دولة جنوب أفريقيا في بيروت أكّد أنّ جنوب إفريقيا القمة الإفريقية ـ الإسرائيلية. وقال بيان للجنة لبنان للتصدي للقمة الإفريقية الإسرائيلية المنبثقة عن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، إنّ وفدها التقى سفير جنوب إفريقيا في سوريا ولبنان شون بينفلدت.

وتسلم السفير ملفا من اللجنة فيه بيان المؤتمر حول القمة الإفريقية ـ الإسرائيلية، وملفا عن تقرير الإسكوا. وأكد بينفلدت أن دولته ستقاطع القمة التي تعتبرها خطوة لتطبيع إسرائيل مع الدول الإفريقية وهذا ما ترفضه، وستعمل على التواصل مع السفارات والدول الصديقة لحثها على عدم المشاركة.

وتطرق السفير للأوضاع في الدول العربية، وما يحصل لقطاع غزة من خنق وحصار، مؤكدًا وجوب إيجاد حلول عملية حول الحصار الخانق لقطاع غزة. كما تبنّى السفير مقترح الوفد بدعوة سفراء دول إفريقيا في لبنان إلى لقاء خاص، تدعى إليه لجنة لبنان للحديث حول القمة وسبل إفشالها، على أنْ يعقد اللقاء خلال الأسبوعين القادمين.

 

 

المصدر: رأي اليوم

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 31 أغسطس 2017 - 12:57 بتوقيت مكة