معركة «فجر الجرود» التي اطلقها قائد الجيش العماد المغوار جوزف عون اسقطت الكثير من الاقنعة وقلبت الكثير من المعادلات وهي على عتبة مرحلتها الرابعة التي ستكون نتائجها وفق حسابات الحقل والبيدر العسكريين وفق الاوساط الضليعة في عالم الميادين، حيث لم يبق امام تنظيم «داعش» الا خيارات الاستسلام او الموت.
ولعل من ابرز الاقنعة التي اسقطتها معارك جرود القاع ورأس بعلبك والفاكهة بروز الوجه الحقيقي لـ«داعش» فهو يضم مجموعة حثالة من شذاذ الافاق ارادت الاستثمار في الدين وتشويه مفاهيمه لتكريس مخططهم الجهنمي الذي رسمه «الموساد» الاسرائيلي بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية والمخابرات البريطانية لربط الاسلام الحنيف بالارهاب وتصوير اتباعه على انهم مجموعة من القتلة والنهابين وتجار الرقيق واعداء الحضارة الانسانية.
اما على صعيد الاسلوب العسكري لـ«داعش» فقد اثبتت معركة «فجر الجرود» ان التنظيم التكفيري المذكور لا يتعدى كونه مجموعة من الارانب والثعالب الذين، لا علاقة لهم بالعلم العسكري بل جل ما يتقنونه المفخخات والانتحاريون المهووسون جنسياً والتلطي خلف الاطفال والنساء كلما اصيبوا بهزيمة وربما ابلغ دليل على ذلك ان الجيش اللبناني خلال المعارك لم يسقط له شهيد واحد في الميدان وان الشهداءالذين سقطوا كانوا ضحية الالغام والنسفيات.
وتضيف الاوساط ان وجود مدنيين من عائلات الدواعش، ربما دفع الجيش اللبناني الى التمهل في الحسم النهائي في وقت اثبتت فيه كل المعارك التي خاضها «داعش» من «الموصل» الي الرقة وصولاً الى جرود القلمون ان اسلوب استعمال المدنيين دروعاً بشرية من اساليب التنظيم الارهابي الذي يلجأ الى استعمال نسائه واطفاله متاريس لديه ولا قيمة لهم في ميزانه المتوحش، وربما من الصور التي تثبت ذلك ان اسامة بن لادن ليلة اقتحام وكره في باكستان احتمى بزوجته اليمنية مرعوباً فقتل وفق ما قيل وجرحت زوجته ونجت ولا ينسى المراقبون ان لدى سقوط الموصل بأيدي الجيش العراقي لجأت زوجة احد رجال «داعش» الى تفجير نفسها وسط رتل من النساء الهاربات من الجحيم ولم يمنعها وجود رضيع في حضنها من تنفيذ العملية.
وتشير الاوساط الى ان الداعشيات اخطر من رجالهن فما نفع اطلاق مفاوضات مع التنظيم المذكور كونه عبر مسيرته القصيرة في «دولة الخرافة» وفق التوصيف العراقي لم يلتزم عهداً ولا وفى بوعد، شيمته الغدر في كل الاحيان حيث وفي اكثر من واقعة تدل على ذلك تظاهر بعض مقاتليه بالاستسلام ثم عمدوا الى تفجير انفسهم بأخصامهم. فالتفاوض معهم بالنار هو الحل الامثل، اضافة الى غموض هذا التنظيم نشأة وتمويلاً وتسليحاً، وسط علامات كثيرة من الاستفهام حول من يديره، فلماذا على سبيل المثال قامت مع بدء نهاية معارك الموصل طوافات اميركية من طراز تشينوك باجلاء 80 قيادياً من «داعش» الى مناطق مجهولة.
ووفق مصادر ما يسمى المرصد السوري يوم امس ان طائرة للتحالف الدولي لمكافحة الارهاب قامت بنقل 5 قياديين لـ «داعش» من دير الزور الى المجهول ما يشير الى ان التنظيم صناعة مخابراتية دولية ووفق فضائية الحياة ان ابو بكر البغدادي هو يهودي يدعى سايمن اليوت زرعه «الموساد» في سجن ابو غريب العراقي ليشكل نواة التنظيم من العتاة الموقوفين في السجن المذكور وعلى قاعدة انه ضابط سابق في مخابرات صدام حسين.
وتؤكد القناة بالصور ان نائب الرئيس الاميركي جون ماكين على صلة مباشرة بالبغدادي الذي يتلقى الاوامر منه وان اسم «داعش» ISIS ليس سوى ترجمة «لمكتب الخدمات السرية للمخابرات الاسرائيلية» ما يعيد الى الاذهان حكاية الجاسوس محمد امين تابت ايليا كوهين الذي كاد ان يعين وزيراً للدفاع في سوريا في حقبة امين الحافظ لو لم تفضح امره المخابرات المصرية اثناء مرافقته لوفد عسكري مصري على حدود الجولان السوري قبل احتلاله.
المصدر: الديار