هناك من يقول إن الفرق بين حرفي الضاد والظاء لا يكمن في مخرج الحرفين ولا في تفخيم الاول وترقيق الثاني وإنما التفريق بينهما يكون من جهة الصوت ويرجع ذلك إلى أن الحروف العربية ثمانية وعشرون حرفا فلا بد أن يكون لكل حرف صوت خاص ومع وجهي الفرق الشائعين لا تكون الأصوات سوى سبعاً وعشرين إزاء ثمان وعشرين حرفا.
وعيله فإنه يقول إن صوت الضاد يكون بين الطاء والدال أي كما يلفظها المصريون. فما تقولون في ذلك افتونا مأجورين.
الجواب: إن هناك خلافات بين علماء اللغة في الظاء والضاد:
(الاول) في أصل كونهما حرفين حيث ذهب معظمهم إلى أنهما حرفان ونقل عن بعضهم أنهما حرف واحد.
(الثاني) في كيفية النطق بهما بناءا على كونهما حرفين والمعروف في كيفيته وجهان:
الاول: ما ينب إلى المصريين والشاميين وهو النطق بهما بين الدال والطاء فيكون مخرج الضاد من بين الاسنان ومخرج الضاد بين الاسنان واللثة فهي من الاصوات الاسنانية اللثوية، كالتاء والطاء. وعليه يختلف الصوتان بأن الضاد صوت شديد والطاء صوت رخو.
الثاني: ما ينسب إلى الحجازيين والعراقيين وهو أن مخرجهما جميعا بين الاسنان واللثة وكلاهما رخو. وهو الذي اختاره جمع من علمائنا ورجح بأن أهل الحجاز هم أفصح الناس وبلغتهم نزل القران وقد اختاره صاحب الجواهر فيها.
وأياً كان: فعلى مبنى كونهما حرفين لا شك في اختلافهما من جهة الصوت، وإنما الكلام في طبيعة الصوتين وتعدد المخرج وإن لم يقتض تعدد الأصوات إلا أنه لا يمنع من تعدده لاختلاف مخرجهما.
الثالث: إنه يجوز تبديل أحدهما بالآخر من قوانين اللغة أو لا يجوز ذلك. فعن جماعة من علماء اللغة عد ذلك من مواضع الإبدال الجائز في اللغة العربية وعن آخرين أنه لا يجوز ولا يخلو الموضوع عن نظر.
المصدر: شفقنا