تنظيم “داعش” الذي حاول القاء الخوف والرعب في قلوب الناس من خلال توثيق ممارساته الوحشية بحق الابرياء بالصوت والصورة ، وهي ممارسات تتضاءل امامها وحشية الضواري والوحوش الكاسرة ، هذا التنظيم الارهابي الدموي يتوسل اليوم ابطال حزب الله للخروج سالما من منطقة حدودية بين سوريا ولبنان ، بعد ان تم الاطباق عليه.
وحوش “داعش” وجها لوجه امام رجال نصرالله ، الرجال الذين اذلوا اسياد “الدواعش” من الصهاينة المجرمين عام 2000 وعام 2006 ، رجال يلين الحديد ولا تلين ارادتهم وعزيمتهم ، رجال حرروا ارض لبنان من الاحتلال الصهيوني واليوم يحررون ارض لبنان وسوريا من احتلال اذيال الصهاينة “الدواعش” التكفيريين.
مصادر مقربة من محور المقاومة اكدت ان “داعش” طلبت السماح لها بالانسحاب من الحدود السورية مع لبنان إلى محافظة دير الزور بشرق سوريا بعد 6 ايام من بدء هجوم الجيش السوري وابطال حزب الله لتطهير منطقة القلمون الغربي بسوريا على الحدود مع لبنان من “الدواعش” ، وبعد سيطرة حزب الله على أهم المواقع الاستراتيجية ل”داعش” وعلى مركز قيادتها في وادي ميرا.
كما نقلت صحيفة “الشرق الاوسط” السعودية عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها ان “داعش” ارسلت مبعوثا إلى حزب الله لعرض تسوية تقضي بالسماح ل”الدواعش” الانتقال إلى دير الزور بعد تعرضهم لخسائر كبيرة ونتيجة الضغط الذي تمارسه المقاومة والقوات العسكرية اللبنانية والسورية عليها.
حقيقة طلب “داعش” للتفاوض مع حزب الله من اجل الانسحاب من منطقة الحدود ، اكدها سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب الاخير وقال إن المفاوضات الرامية إلى التوصل لاتفاق هدنة مع “داعش”بدأت بالتوازي مع القتال لكن “الأرجحية هي للعمل العسكري ونحن ذاهبون في الجبهتين للحسم العسكري”.
من المعروف ان هجوم الجيش السوري ومقاتلي حزب الله على “الدواعش” بدأ يوم السبت ما قبل الماضي بالتزامن مع حملة للجيش اللبناني على جانب لبنان من الحدود لإخراج “الدواعش”من منطقة راس بعلبك بالشمال الشرقي.
سماحة السيد نصر الله اشار في خطابه الى اهداف المعركة في القلمون وقال أن “أحد أهداف هذه العملية في بعدها السوري استعادة السيطرة على كامل القلمون الغربي حتى الحدود اللبنانية”، وكذلك “من أهداف هذه العملية طرد “داعش” مما تبقى من أراض لبنانية وتأمين الحدود اللبنانية السورية بالكامل وكشف مصير العسكريين المختطفين لدى “داعش”، وأوضح “نحن نقاتل من أجل كل الأهداف في بعدها اللبناني والسوري لأن المعركة لا يمكن تجزأتها”.
العبارة الاخيرة لسماحة السيد نصرالله حول وحدة المعركة في سوريا ولبنان ، يبدو انها تثير الاشجان لدى البعض داخل لبنان من الذين يعيشون حتى اليوم وهم عدم تنسيق الجيش اللبناني مع الجيش السوري وحزب الله في المعركة ضد “داعش” ، لذلك وقف عندها سماحته عندما قال أن “شغل الأميركيين وبعض الجهات اللبنانية الآن هو لعدم الإتيان على سيرة المعركة الجارية على الجبهة السورية”، لان “الإدارة الأميركية يزعجها أن تبدو المقاومة في لبنان بمشهد القوي الذي يسحق الجماعات التكفيرية”، لذلك هددت “السفارة الأميركية بعض وسائل الإعلام من التعاطف مع حزب الله بعد معركة جرود عرسال”، وأن “هناك وسائل إعلام لبنانية سقطت أخلاقياً حين تجاهلت تضحيات مقاتلين قاتلوا “داعش” إلى جانب الجيش”.
يرى حزب الله ، وخلافا لرؤية التيار الموالي لامريكا داخل لبنان ، ان التكامل بين الجبهتين اللبنانية والسورية هو الذي عجل بهذه الإنتصار، الذي سيكون بمثابة عيد جديد للانتصار وتحرير الارض من التكفيريين ، بعد عيد التحرير الاول للارض اللبنانية في عام 2000.
الهزيمة المذلة لعملاء الصهيونية ، “الدواعش” التكفيريين امام رجال نصرالله ، جاءت لتؤكد مرة اخرى صحة مقولة سيد المقاومة سماحة الامين لعام لحزب الله ان قوة لبنان ليس في ضعفة كما كان يحاول الانبطاحيون ترسيخ هذه الفكرة الانهزامية في عقول ووجدان اللبنانيين ، بل بشجاعة شعبه وجيشه ومقاومته ، الذين اذهلوا العالم اجمع ببطولاتهم ، فلا قوة صهيونية “لا تقهر” و وحشية “داعش المخيفة” ، يمكن ان تنال من لبنان مادام محصنا بالمعدالة الذهبية .. الشعب والجيش والمقاومة.
شفقنا