مساء الأربعاء 23 أغسطس/آب 2017، توفي ميرغياس سوفيتفش شيرينسكي، السفير الروسي لدى الخرطوم بعيداً عن وطنه، مثيراً كل أنواع التكهنات حول سبب وفاة العديد من المبعوثين الروس من مختلف الرتب –على الأقل ستة– منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
نهاية العام الفائت استقرت 9 رصاصات في جسد السفير الروسي بأنقرة بينما كان يقف أمام الكاميرات. ونُقل خبر وفاة أحدهم، لكنه لم يكن قد توفي. وربما مات الآخرون لأسباب طبيعية، إذا أخذنا في الاعتبار الحقائق من مؤسسات التأمين على الحياة في روسيا الاتحادية. إذ يصل متوسط أعمار الرجال إلى أكثر من 66 سنة بقليل، ويعتبر مرض القلب التاجي مسئولاً عن نصف حالات الوفيات في الدولة تقريباً.
الجواسيس الهواة
لكن في ظل عالم تُتهم فيه الحكومة الروسية مراراً باغتيال أعدائها بسموم غريبة يقول تقرير لصحيفة The Daily Beast الأميركي أن الجواسيس الهواة خمنوا بسرعة، ودون أي دليل، أن شخصاً ما ربما يرد الهجوم. كما أن قلة المعلومات التي تتعلق بالشخص الميت تُسهِّل فقدان السيطرة على نظريات المؤامرة. هل كانوا دبلوماسيين أم جواسيس؟ أو كانوا من المخلصين للكرملين أم خائنين؟ وتزداد النظريات حيث تقل الحقائق.
ويتمثل ما يُعرف عن آخر الحالات في أن السفير الروسي في السودان، ميجاياس شيرنيسكي، قد توفي في منزله في العاصمة الخرطوم وعثر عليه متوفياً في حمام السباحة الموجود بمقر إقامته.
وهناك عدد ليس بالقليل من المسئولين الروسيين وصلوا لسن معينة وكانوا من قبل يخدمون الدولة منذ الحقبة السوفيتية وفق The Daily Beast ومن بينهم الرئيس فلاديمير بوتين، الذي سيحتفل بعيد ميلاده الخامس والستين هذا العام.
ووصل السفير شيرنيسكي إلى سن 62 عاماً. وتصل خبرته المهنية كدبلوماسي إلى 40 عاماً، وكان شيرنيسكي خبيراً في الشؤون العربية وقد شغل العديد من المناصب الخارجية في دول من بينها اليمن ورواندا وفرنسا والسعودية. وأخبر زملاء الدبلوماسي المراسلين بأنه كان يعاني من مشكلة ارتفاع ضغط الدم.
سفير الأمم المتحدة
وفي فبراير/شباط، توفي فيتالي تشوركين، سفير روسيا بالأمم المتحدة، والبالغ من العمر 64، فجأة في نيويورك. وذكرت بعض التقارير أن تشوركين انهار في مكتبه، وذكرت تقارير أخرى أنه تعرض لمشاكل بالقلب خارج السفارة الروسية في شارع East 67 Street.
قتل على الهواء
وقبل أسابيع قليلة من ذلك، وفي حادثة مروعة بالفعل، قُتِل أندريه كارلوف، السفير الروسي في تركيا، أمام زوجته وأمام الكاميرات على يد أحد أفراد الشرطة التركية في افتتاح معرض للصور في أنقرة.
داخل شقة في كازاخستان
وفي ديسمبر/كانون الأول وفق تقرير The Daily Beast عُثِر على جثة رومان سكريلنيكوف، أحد المسؤولين المؤقتين في القنصلية الروسية في كازاخستان داخل الشقة المستأجرة له في أوست كمانغورسك. ولم يذكر أي تقرير روسي عمر سكريلينكوف، كما لم يوضح أي شخص بالضبط السبب في تواجد الدبلوماسي في كازاخستان. ولم تعثر الشرطة على دليل يشير إلى استخدام العنف على جثة الدبلوماسي. ومرة أخرى، جرى تحديد سبب الوفاة في التقارير الرسمية على أنها نوبة قلبية.
نوبة قلبية في اليونان
كما عُثر على القنصل الروسي في اليونان، أندريه مالانين، ميتاً داخل شقته في مُجمع السفارة في يناير/كانون الثاني. وكان مالانين يبلغ من العمر 55 عاماً؛ ومرة أخرى، جرى تحديد سبب الوفاة على أنه نوبة قلبية.
سفيرهم باليمن حي بينما مات الذي بالهند
وفي نفس الشهر، نقلت صحيفة Daily Star في المملكة المتحدة تقريراً بان مسلحين مجهولين اقتحموا السفارة الروسية في اليمن وقتلوا السفير الروسي فلاديمير ديدوشكين. وأنكرت وزارة الخارجية الروسية القصة، وظهر ديدوشكين في العديد من المناسبات العامة منذ ذلك الحين. ولكن بعد حالة القتل في تركيا، بدا أي شيء ممكناً – وكان ذلك بعد وقت قصير من وفاة ألكسندر كاداكين، السفير الروسي بالهند، داخل مستشفى في نيودلهي عن عمر يناهز 67 بعد "فترة مرض وجيزة".
دبلوماسي يقتل زوجته وابنته
وفي مايو/أيار من هذا العام، قتل دبلوماسي روسي يبلغ من العمر 44 عاماً زوجته وابنته ببندقية للصيد ثم أطلق الرصاص على نفسه بعد ذلك في موسكو. وتتمثل المعلومة الوحيدة التي نُشرت علناً في اسمه الأول، ألكسندر، وبداية اسمه الثاني: Sh.
وعلى أي حال، لا يترك الدبلوماسيون الروس الكثير عن حياتهم في السجلات العامة، وعند وفاتهم تتضاءل سيرتهم الذاتية أكثر. وبوجه عام، لا يوجد ما يشير إلى عاداتهم ومتعهم وعواطفهم.
وصرحت أولجا بيتشوكوف، نائبة رئيس تحرير إذاعة Echo of Moscow، لصحيفة The Daily Beast "لا يوجد أمرٌ غريب يتعلق بوفاة الدبلوماسيين الروس نتيجة للسكتة القلبية". وذكر أحد كبار مراقبي السياسات الروسية بأن بيتشوكوف لا يُرحب بأي نظرية من نظريات المؤامرة فيما يتعلق بالموت المتكرر للدبلوماسيين الروس. "وكما هو الحال بالنسبة لعمال تركيب الأنابيب، يتوفى الدبلوماسيون بعد سن الأربعين، وكذلك العديد من الرجال الروس. ولكننا نعير المزيد من الانتباه إلى موت الدبلوماسيين".
المصدر : هافينغتون بوست