وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الجمعة، على مرسوم يفرض عقوبات مالية قاسية على فنزويلا، التي وصفت هذه الخطوة بالعدوان الأكبر ضدها منذ 200 عام.
وأعلن البيت الأبيض، في بيان صحفي نشره بهذا الصدد، أن "الرئيس دونالد ترامب وقع مرسوما ينص على فرض عقوبات مالية قاسية جديدة ضد النظام الديكتاتوري في فنزويلا"، حسب تعبيره.
واعتبر البيت الأبيض أن "الديكتاتور (الرئيس الفنزويلي نيكولاس) مادورو يواصل حرمان شعب البلاد من إمكانية الوصول إلى المواد الغذائية والطبية، كما يقوم بسجن ممثلي المعارضة المنتخبة ديمقراطيا، ويقمع حرية التعبير باستخدامه العنف"، على حد وصف البيان.
وأضاف البيت الأبيض في البيان: "لن نقف مكتوفي الأيدي في الوقت الذي تموت فيه فنزويلا".
وتفرض العقوبات الجديدة حظرا على "تنفيذ عمليات تجارية بالأسهم وسندات الديون لحكومة فنزويلا وشركة النفط والغاز الحكومية" الفنزولية، المعروفة باسم "PDVSA"، مع موعد التسديد أكثر من 30 و90 يوما على التوالي.
كما تمنع هذه العقوبات "العمليات باستخدام بعض السندات التابعة للقطاع العام في فنزويلا، وكذلك دفع أرباح الأسهم العائدة للحكومة الفنزويلية".
وأوضح بيان الإدارة الأمريكية أن هذه الإجراءات تهدف إلى "عرقلة المصدر الهام لتمويل استبداد مادورو، وحماية النظام المالي للولايات المتحدة، ومنع مشاركتها في الفساد بفنزويلا".
ودعت السلطات الأمريكية إلى "إحياء الديمقراطية في فنزويلا وإجراء انتخابات حرة وعادلة والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين بشكل فوري ودون شروط ووضع حد لاضطهاد الشعب الفنزويلي"، قائلة إنها ستستمر "بدعمه في هذه الأزمة الصعبة".
بدورها، قالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هائلي: "هذه إشارة قوية إلى الشعب الفنزويلي وإلى مادورو، مفادها أننا لن نتسامح مع الديكتاتورية التي يحاول إقامتها"، حسب قوله.
أسوأ عمل عدواني ضد فنزويلا
في أول رد من كاراكاس على العقوبات الجديدة، قال وزير الخارجية الفنزويلي، خورخي أرياسا، إن هذه الخطوة، التي اتخذتها واشنطن، تمثل أسوأ عمل عدواني ضد بلاده منذ 200 سنة مضت.
وقال أرياسا، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الجمعة عقب لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في نيويورك: "إن التهديدات باستخدام القوة ضد بلاد مسالمة مثل فنزويلا تعد عبثية وعدوانية لدرجة لا توصف، إننا لا نمثل أي خطر على العالم".
وتابع وزير الخارجية الفنزويلي: "إن هذه الخطوة، هذه العقوبات المالية، التي تم الإعلان عنها، تمثل أسوأ عمل عدواني ضد فنزويلا منذ 200 سنة، ربما منذ الفترة التي تمت خلالها هزيمة الإمبراطورية الأسبانية من قبل محررنا، سيمون بوليفار".
واعتبر أرياسا أن الولايات المتحدة تحاول، من خلال عقوباتها، "إثارة أزمة إنسانية" في فنزويلا و"تجويع" شعب البلاد.
كما أعلن الوزير أن الرئيس مادورو لن يشارك هذا العام في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستبدأ دورتها الـ72 في نيويورك يوم 12 من سبتمبر/أيلول المقبل.
الخيار العسكري
وفي وقت لاحق من الجمعة أكد مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، هربرت ماكماستر، أن الولايات المتحدة تدرس جميع خيارات التعامل مع الأزمة الفنزويلية، بما في ذلك العسكرية.
وقال ماكماستر، في مؤتمر صحفي: "لا ندرس الخيارات الدبلوماسية أو الاقتصادية أو العسكرية بشكل منفرد، لكننا نسعى إلى دمجها لعرضها على الرئيس".
وأوضح المستشار الأمريكي أن الولايات المتحدة لا تخطط لاتخاذ أي خطوات عسكرية بحق فنزويلا في المرحلة الراهنة، مشيرا إلى أن هذا الإجراء قد يتخذ حال استمرار تفاقم الوضع في البلاد، الذي وصفه بـ"غير المقبول على الإطلاق".
ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد صرح، في وقت سابق، بأن الولايات المتحدة تنظر في كافة الخيارات بشأن فنزويلا، بما في ذلك "الخيار العسكري".
وأثار ذلك امتعاضا لدى الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الذي طلب إجراء مكالمة هاتفية مع ترامب، لكن البيت الأبيض رفض طلبه.
يذكر، أن فنزويلا تشهد مواجهات بين أنصار المعارضة وقوات الأمن منذ بداية أبريل/نيسان الماضي، وازدادت حدة التوتر في البلاد بعد أن قرر مادورو إجراء انتخابات لجمعية تأسيسية، ستقوم بتعديل الدستور، الأمر الذي رفضته المعارضة، معتبرة أن هذه الخطوة غير دستورية.
وأسفرت الاشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين عن مقتل أكثر من 120 شخصا حتى الآن.
المصدر: وكالات