كشفت الخارجية الأمريكية تفاصيل ما حدث للدبلوماسيين الأمريكيين في كوبا، وأنهم إستخدموا ما وصفته بـ"جهاز غريب".
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية، هيذر نويرت، في مؤتمر صحفي أن "الجهاز السري" أصاب نحو 16 دبلوماسيا أمريكيا بضعف السمع.
وأشارت تقارير صحفية أمريكية إلى أن واقعة "السلاح السري" تعود إلى أعوام سابقة، مؤكدة أن عددا من الدبلوماسيين الأمريكيين لا يزال يعمل في كوبا، وبعضهم غادر كوبا.
وتعد تلك هي المرة الأولى، التي تعلن فيها الخارجية الأمريكية أو أي مسؤول أمريكي تلك الواقعة.
وأشارت نويرت إلى أن الأمر برمته قيد التحقيق ما بين الحكومتين الأمريكية والكوبية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إنه من الممكن أن يكون هناك عدد أكبر من المصابين، نتيجة هذا الجهاز الصوتي السري.
وأشارت نويرت إلى أن الدبلوماسيين تلقوا علاجا في كل من الولايات المتحدة وكوبا، مضيفة "نتعامل مع هذه القضية بجدية كبيرة للغاية".
ورفضت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تحميل أي جهة مسؤولية استخدام هذا "السلاح السري"، مشيرة إلى أن التحقيقات ستكشف من المتورط في إصابة الدبلوماسيين الأمريكيين بضعف السمع.
حقيقة أم وهم
وكانت تقارير إصابة الدبلوماسيين الأمريكيين قد بدأت في الانتشار منذ مطلع أغسطس/آب، حيث أكدت صحف أمريكية عديدة وجود ما أطلقت عليه "تأثير خارجي" لجهاز صوتي سري، استخدم ضد الدبلوماسيين الأمريكيين منذ عام 2016.
وتسبب "الجهاز السري" في إصابة الدبلوماسيين بأعراض غثيان غامض، ومشاكل في السمع وعدم قدرة على التوازن، بحسب ما نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ونفت الخارجية الأمريكية حينها الأمر، ولكن عادت واعترفت بوجوده في وقت لاحق.
وبدورها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن المسؤولين الكوبيين يقدمون المساعدة في التحقيقات الخاصة بوجود مثل هذا "السلاح السري".
ولكنها أشارت إلى أن السلطات الكوبية والأمريكية لم تعثر حتى الآن على هذا الجهاز الصوتي، ومن غير المعروف مهامه ولا كيفية عمله، ولا الدولة المتورطة في إنتاجه وتطويره وتشغيله.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "السلاح السري" ربما يكون قد نشر داخل وخارج منازل الدبلوماسيين الأمريكيين، واستهدف إصابتهم بصورة مباشرة بضعف السمع.
ولكن شكك أستاذ في علم الأعصاب، سيث هورويتز، في تصريحات لموقع "بزنس إنسايدر" في تلك التقارير، مشيرا إلى أنه لم يتم حتى الآن اكتشاف جهاز يمكنه التأثير على عصب بعينه في جسم الإنسان.
وقال هورويتز:
"هذا كلام مرسل غير علمي، لا يوجد أي جهاز أو ظاهرة صوتية في العالم يمكن أن تسبب هذا النوع من الأعراض".
ولكن قال جيمس كارسون، الرئيس السابق لقسم المصالح الأمريكية في العاصمة الكوبية هافانا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن هذا يمكن أن يكون نوعا من الاختبارات العملية على سلاح سري تطوره إحدى الدول.
وقال أيضا، توبي هيس، رئيس مركز أبحاث تكنولوجيا المستقبل في جامعة "مانشستر متروبوليتان" لمجلة "نيو ساينتست" إنه يمكن أن يكون هناك جهاز صوتي يسبب تلك الأعراض عن طريق إرساله ذبذبات ذات تردد أقل من تلك المسموعة لدى البشر.
ولكن عاد وأشار إلى أن هذا يتطلب بجانب ذلك الجهاز أجهزة فرعية كبيرة، ما يجعل عملية نشره بصورة سرية أمرا مستحيلا.
يذكر أن الجيش الأمريكي سبق واستخدم أسلحة صوتية في العراق، والتي تكون مهمتها السيطرة على الحشود، كما سبق واستخدمت في السيطرة على تظاهرات غاضبة في بيتسبرغ عام 2009، ولكنها تحتاج إلى أجهزة كبيرة وتبعث أصواتا واضحة لا يمكن أن يكون عملها سريا على الإطلاق، بحسب ما نشره موقع "بزنس إنسايدر".