بعد غياب ما يقارب الثلاث السنوات عن واجهة الاحداث الامنية عاد اسم الارهابي التكفيري "طارق خياط" الى الواجهة متزامنا مع معركة «فجر الجرود» التي يخوضها الجيش اللبناني ضد التنظيم الارهابي «داعش».
وقد ظهر ان الارهابي "خياط" طوال هذه السنوات التي اختفى فيها كان يمارس انشطته الارهابية من حيث يقيم اثر فراره من طرابلس خلال تطبيق الخطة الامنية العام 2014. وهذه المرة عمد الى توظيف اشقائه الثلاثة المهاجرين الى استراليا خالد ومحمود وعامر خياط.
وقد جاء المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق يوم امس في مقر المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ليكشف للرأي العام الانجاز الذي حققته شعبة المعلومات من خلال التنسيق بينها وبين الامن الاوسترالي الذي انقذ حياة 124 لبنانيا من ضمن 400 راكب طائرة كانت بصدد الاقلاع من استراليا الى الامارات العربية.
من هو الارهابي طارق خياط؟
برز اسم طارق خياط خلال الاحداث الدامية في طرابلس بين اعوام 2011 و2012 و2013و2014 وعرف عنه بتشدده على المنهج التكفيري وشكل مع زميله الارهابي الاخر نبيل سكاف من بحنين المنية رأس حربة للمجموعات الارهابية وسرعان ما اعلنا مبايعتهما لتنظيم «داعش».
ويبلغ طارق خياط من العمر 50 سنة وقتل له ولد في الرقة مع «داعش» وكان احد اركان مجموعة قوامها هو واسامة منصور وشادي مولوي ومعروف عنه انه متمول ولديه شركة انشاءات في طرابلس وقاد اخطر العمليات ضد الجيش في التبانة.
ولعب خياط دورا بارزا في العمليات الامنية ضد الجيش اللبناني في طرابلس والمنية.
وقد مارس خياط دورا في التعبئة والتحريض وتجنيد الشبان لصالح تنظيم «داعش» من خلال دروس دينية كان يعقدها في بعض مساجد طرابلس يشرح فيها العقيدة التكفيرية ويبرر عمليات قطع الرؤوس والاعمال الانتحارية وفق نظريته الشرعية. كما كان يلقن الشبان مبادئ تحريم الانتماء الى المؤسسات العسكرية والامنية باعتبارها مؤسسات كافرة ويجوز قتالها.
وتولى شخصيا اكثر من عملية في التبانة ضد الجيش والمؤسسات الامنية. لطالما كان يرتاد مسجد التقوى مؤذنا فيه ومشاركا في تجنيد شبان وارسالهم للالتحاق بداعش في سوريا. واعتبر طارق خياط المطلوب رقم واحد لكافة الاجهزة الامنية في طرابلس ونفذ الجيش اللبناني طيلة السنوات التي مضت مداهمات عديدة لالقاء القبض عليه وكان ماهرا في التواري والاختباء داخل الاحياء القديمة في باب التبانة. حيث كان يتنقل من حي الى اخر باسلوب امني لافت هو ورفيقه نبيل سكاف. الى ان انتهت المعارك بين التبانة وجبل محسن ووضعت الخطة الامنية قيد التنفيذ حينها توارى خياط عن الانظار هو وسكاف وفي احدى المداهمات تم توقيف ابنه عبد الرحمن خياط الى ان ظهر ان طارق خياط وسكاف في الرقة بسوريا مقر تنظيم داعش وتولى مسؤولية قيادية في التنظيم هو ورفيقه سكاف الذي قتل لاحقا باحدى الغارات الجوية على مقرات داعش.
بينما واصل طارق خياط نشاطه الاجرامي من مقر اقامته في الرقة متابعا محاولاته في تشكيل خلايا وتنفيذ عمليات من خلال اشقائه الثلاثة الى ان كشفت شعبة المعلومات خيوط التواصل بين خياط واشقائه وتكليفه لهم بعمل اجرامي ضخم تم كشفه من قبل المعلومات فالقي القبض على شقيقيه في استراليا وعلى شقيقه الثالث عامر اثر عودته من استراليا الى لبنان لتنفيذ مهمات امنية مكلف بها من تنظيم داعش.
السؤال الذي يطرح نفسه كيف تمكن طارق خياط من الفرار من التبانة الى الرقة؟ هل عبر البحر باتجاه تركيا؟ ام كانت جرود عرسال هي الممر الى الرقة؟..
وكان صباحا، كشف المشنوق عن مساهمة شعبة المعلومات في إحباط عملية إرهابية كبيرة، بالتنسيق مع أجهزة الأمن الأسترالية، من خلال الكشف عن شبكة من 4 أخوة من آل الخياط يتحدرون من شمال لبنان، كانوا يخططون لتفجير انتحاري في طائرة إماراتية متوجهة من سيدني في أستراليا إلى أبو ظبي في دولة الإمارات، بواسطة أحد الأخوة. وكان على متن الطائرة 400 راكب، بينهم 120 لبنانيا و280 من جنسيات مختلفة.
وأكد المشنوق أن «دور شعبة المعلومات كان مد جهاز الأمن في أستراليا بالمعلومات الضرورية والمشاركة في مراقبة الأخوة الثلاثة، عامر وخالد ومحمود، الذين كانت ترصدهم الشعبة منذ أكثر من عام، بعدما ثبت تواصلهم مع شقيقهم طارق، الذي انتقل إلى الرقة في سوريا حيث بات قياديا في تنظيم داعش».
وشرح أن «الاخوة الثلاثة يقيمون في أستراليا، وكانوا يترددون إلى لبنان، وتبين أن عامر، الذي أوقفته المعلومات هو الانتحاري الذي ينوي تفجير نفسه في الطائرة»، مضيفا «في 15 تموز 2017 وصل عامر وحده الى لبنان في عيد الفطر. وبقي خالد ومحمود في أوستراليا، فوضعتهما أجهزة الأمن الأسترالية تحت مراقبة مكثفة، بناء على ما أوصلته عملية الرصد التي نفذتها شعبة المعلومات وكشفت وجود اتصالات بينهما وبين شقيقهم طارق في الرقة عبر وسائل اتصال متعددة».
وأوضح المشنوق أن «عامر كان يفترض أن يركب الطائرة الإماراتية، وأن تنفجر العبوات الموضوعة في آلات لفرم اللحمة ولعب أطفال كبيرة، بعد 20 دقيقة من إقلاع الطائرة، لكن حمولة زائدة في الحقيبة المفخخة، جعلت موظفي المطار في سيدني يعيدون الحقيبة التي تسلمها خالد ومحمود. وبعدها أوقفت أجهزة الأمن الأوسترالية خالد ومحمود في 31 تموز، وحين وصل عامر إلى لبنان أوقفته شعبة المعلومات».
ورأى المشنوق أن «قوى الأمن الداخلي، رغم الحصار المالي غير المبرر، مستمرة في تحمل مسؤولياتها الوطنية وفي إنجاز العمليات الاستباقية وكشف الشبكات الإرهابية. وبذلك توجه قوى الأمن رسالة من كل لبنان إلى الأخوة العرب والأصدقاء في العالم بأن الوضع الأمني في لبنان ممسوك وتحت السيطرة».
وكان المشنوق كشف أنه «من خلال التنسيق بين مختلف القوى الأمنية والعسكرية، وتنفيذا لقرارات مجلس الدفاع الأعلى، وضعت قوى الأمن الداخلي 700 ضابط و14 ألف عنصر بتصرف الجيش، كقوة دعم واحتياط».