خاص للكوثر: خفايا ومفاجآت السياسة السعودية في المنطقة وتغييرها "المفاجئ"!

الثلاثاء 22 أغسطس 2017 - 20:35 بتوقيت مكة
خاص للكوثر: خفايا ومفاجآت السياسة السعودية في المنطقة وتغييرها "المفاجئ"!

مقابلة خاصة - الكوثر

قال مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام، في مقابلة خاصة مع موقع قناة الكوثر ان المشكلات التي تواجهها السعودية هي من خلقتها عبر سياساتها الخاطئة، وهي الآن مضطرة لتغيير هذه السياسات لأنها تابعة لأميركا التي اضطرت هي بدورها الى تغيير سياستها بعد صمود محور المقاومة وفشل أهدافهم بالمنطقة.

وجاء حوار موقع الكوثر مع السيد شيخ الاسلام السياسي الايراني المخضرم على الشكل الآتي:

ما هي المشكلة الاساسية في العلاقات الايرانية السعودية؟

إن السعودية تعاني من مشاكل خلقتها هي في اليمن وافغانستان وسوريا ولبنان. السعودية هي نفسها من أوجد كل هذه المشاكل. ولا تعرف كيف تخرج من هذه المشاكل التي تورطت فيها فتلقي اللوم على الآخرين. وليست عندنا اية مشكلة معها بل هي من يُوجد المشاكل.

على سبيل المثال الازمة التي خلقتها مع قطر. انها وقبل الازمة لم تأل جهدا للاصطفاف ضدنا وبذلت ما بوسعها لتأسيس "حلف عربي" ضدنا ما ادّى الى تشكيل مجلس التعاون. والآن تزعزت اسسه بخلق الازمة مع قطر. السعودية تعاني من مشاكل ذاتية.

ما هو سبب خوف آل سعود من الحراك الشعبي السلمي في القطيف والعوامية؟

ان السعودية تتبع تيارا فكريا وهابيا وهذا التيار لا يجيز للناس حقا، ولايهتم بآراء الشعب. كما يسعى الى عدم حصول مواجهة بين الشعب والحكومة وإلى عدم مطالبة الناس بحقوقهم. والناس في شرقي السعودية هم من أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ويطالبون بحقوقهم، انها حقوقهم الطبيعية. لدى السعودية المشكلة ذاتها في البحرين. ماطالب  به الشعب هناك هو ان يكون لكل من ابناء الشعب رأي واحد. للشعب البحريني ملك يخاف من كل شيء ويريد الحفاظ على كرسيه بأي صورة وان كانت لاتطابق المنطق السائد في العالم. والشعبان في البحرين و شرق السعودية عينهم على الشعوب في الدول الاخرى حيث الشعوب يحددون مصيرهم بأنفسهم. فهذا ليس من المنطق ان تنحسر الحكومة في عائلة واحدة، فيرث الابن الحكومة عن ابيه كفوءا كان ام غير كفوء.

فمثلا، مع انتصار الثورة الاسلامية في ايران و حضور الشعب الايراني الفعال في الساحة، تم اختيار اعلى منصب في الجمهورية الاسلامية وهو الولي الفقيه من قبل الشعب، وفي العراق يتم انتخاب رئيس الجمهورية من قبل  اعضاء مجلس البرلمان فهناك ديموقراطية برلمانية، اذاً هناك مشاركة غير مباشرة للشعب بجميع اطيافه بالحكم رغم المشاكل التي يعانون منها. وهذا ما لاتطيقه السعودية و تعتبره سماً لها.  وتبذل ما بوسعها حتى لايوفق الشعب. في العراق خلقت المشاكل و اثارت الحرب على ايران و قد احتلت البحرين. السعودية تخاف من الشعب.   

الفرق ببين سياسة بن سلمان وابيه والملوك الذين حكموا السعودية قبلهما تجاه ايران و المنطقة؟

كان اولئك اكثر عقلانية واكثر نضجا، فبن سلمان  يستعجل الامور ليصبح ملكاً. ويفتقر للخبرة و النضج والمعرفة، فانه يخالف التقاليد في نقل السلطة ويضحي بأشياء كثيرة حتى يصبح ملكا ولهذا شن الحرب على اليمن وقمع المعارضة في الداخل، وقدم أموالا طائلة من أجل  كسب رضا الادارة الامريكية الجديدة من اجل حمايته.

ماهي سياسة السعودية تجاه الاتفاق الايراني النووي

السعودية والامريكيون المحافظون و"اسرائيل" لايريدون اي نوع من النجاح لايران. انهم يريدون ايران فاشلة دوما. ان الاتفاق النووي هو اتفاق دولي لكن هؤلاء يرون الاتفاق معارضا لمصالحهم. يخافون من ازدياد قوة ايران. فيعارضون الاتفاق النووي ويسعون إلى إفشال هذا الاتفاق.

لماذا اتجه بن سلمان الى الكيان الصهيوني؟ وهل انه لايخاف ردود الفعل في العالم الاسلامي؟

ان علاقات السعودية مع الكيان الصهيوني "ليست جديدة" فمصالح الجانبين مرتبطة ببعضها. فكل منهما يرى عدو الاخر عدوه ايضا و اصدقاء الاخر اصدقاءه.

وعلى سبيل المثال ان السعودية اعتبرت ما قام به حزب الله في عام 2006 ليس الا مغامرة. وكان هذا الموقف موقف السعودية الرسمي. والان وداعش على وشك الانهيار ستعود القضية الفلسطينية لتصبح قضية العالم الاسلامي الاولى، فهناك ضغوط من الكيان الصهيوني على السعودية للحيلولة دون تحقق هذا الامر. فهذا الكيان يشعر بان قوته تتضاءل فلايريد ان يتمكن محور المقاومة من اعادة فلسطين على ما كانت تحظى به من اهتمام. فتسعى السعودية و حلفاؤها لطرح ايران كمعضل في المنطقة. وبانها هي المشكلة و ليس الكيان الصهيوني.

كيف ترى السعودية العراق من بعد داعش؟ وهل تنوي تعزيز علاقاتها مع بغداد؟

السعودية لم تعترف بالحكومة الشرعية في العراق منذ 12 عاما. ولكنها بدأت تعترف الان بهذه الحكومة في العراق. ولكنها وبعد كل المؤامرات التي قامت بها تجاه العراق تعترف اليوم بها. فلم يمر يوما دون ان يقوم عناصر السعودية بتفجيرات في العراق واغتيال الابرياء وإسقاط الضحايا، وذلك لتوحي بان الحكومة ليست قادرة على حفظ الامن في البلاد. لكن الان اختلفت الظروف فداعش باتت على وشك الانهيار، و ايران لديها علاقات جيدة مع العراق ما دفع السعوديين نحو البدء بترميم العلاقات مع العراق. و لابد لهم من هذا. ان السعودية اصبحت ضعيفة ذليلة. وقد صرفت المليارات لاعمال سياساتها الخاطئة، لكنها لم تتمكن حتى من دولة صغيرة كقطر، وبرأيي القطريون هم اكثر توفيقا من الناحية السياسية.

نظرا لفشل السعودية في الحرب على اليمن هل سوف تغير سياساتها ضد المقاومة في المستقبل؟

امريكا بدأت بتغيير سياستها تجاه المقاومة فما بالك بالسعودية. و كيف لها ان لا تغير سياستها وهي تابعة للسياسة الامريكية. طبعا على السعودية ان تتقبل الواقع.

لقد فعلوا الفعائل (امريكا وتابعوها) للاطاحة بالنظام في سوريا، هذا كان هدفهم في سوريا. لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق هذا الهدف. فالرئيس الامريكي صرح بانهم لم يوفقوا باسقاط النظام السوري و اعتبر رحيل الرئيس بشار الاسد غير ممكنا، و لم يبق الا داعش والذي سينتهي امره قريبا، فليس هنالك أمامهم سوى تغيير سياستهم.

ايران و سورية و الشعب السوري حاليا في موقع قوي، ولم يححقوا اهدافهم هناك. وأعداؤهم فشلوا في سوريا.

هل اعتبرت السعودية من "فاجعة منى" وتريد التعويض عما وقع؟

لا اظن ان السعودية تريد هذا. فلم تكن الفاجعة حادثا وقع بالصدفة بل حدثت بسبب سوء إدارة. فبن سلمان وضع عناصره في العمل و لم يكونوا ذوي خبرة في هذا المجال فلم يتمكنوا من ادارة زحام الحجاج. و هذا لم يبرر عدم كفاءته في الادارة. انهم اخفقوا حتى في عمليات الانقاذ  بعد الحادث. وانا آمل ان السعوديين قد اعتبروا من ذلك.

اليس اتجاه قطر نحو ايران و روسيا والمقاومة بعد الازمة اصبح من هواجس الرياض؟

لو كان السعوديون يتصرفون بحكمة لما كانت هذه الازمة. بل انهم يتبعون عواطفهم والحسد هو ما يتحكم بهم حاليا.

 ما هو رأيكم بسياسة السعودية فيما يخص سوريا و مصير الرئيس بشار الاسد؟

لا يستطيعون فعل شيء و انه باق. انهم لايستطيعون تغييره. لقد فعلوا كل ما يقدرون عليه، اشتروا مواقف دول، جلبوا السلاح وأدخلوه الى سوريا، حشدوا كل العالم ضد سوريا، ما ادى الى دمار سوريا و تشريد الشعب وقتل مئات الالاف منهم، لكنهم مع كل هذا فشلوا ولم يحققوا أهدافهم. حتى أنه اليوم لا وجود لشيء يسمى "المعارضة السورية" التي صنعوها.

ماذا ستفعل السعودية بخصوص قضية جاستا والحادي عشر من سبتمبر وقضية حقوق الانسان في البلاد و قمع المعارضة في الداخل ؟

يظن السعوديون ان القضايا العالقة ستحل عن طريق المال، لكنني لا اظن هذا. خاصة وان الامريكيين يتحدثون بملء افواههم عن معاقبة السعودية. يرى الاميركيون أنه في النهاية على السعودية ان تتحمل المسؤولية عن ارتكاب هجوم 11 سبتمبر و ما ارتكبته من جرائم اخرى.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 21 أغسطس 2017 - 19:52 بتوقيت مكة