جميعنا نسعى لتحقيق السعادة في حياتنا، بل هي من أكثر ما يشغل بال كل شخص فينا، ولكن يبقى قياس السعادة من الأشياء التي يصعب تطبيقها بدقة في مختلف المواقف.
وحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، كشف طبيب نفسي بريطاني عن أسوأ المشكلات التي تحرم الإنسان من السعادة، في الوقت نفسه أشار إلى بعض النصائح البسيطة التي يمكننا جميعاً اتباعها للوصول إلى السعادة والتنعم بها.
لا تقلق، قد لا يحدث ما يقلقك أبدًا
وقال الطبيب ماكس: “كانت لدي مريضة تعاني من القلق المزمن لسنوات عديدة، وفي كل مرة أجتمع بها كانت تسرد لي قائمة الأشياء التي كانت تثير قلقها، وكانت الطاقة التي تستهلكها في القلق كبيرة للغاية”.
وفي أحد الأيام، كتبت تلك القائمة وعرضتها عليها في المقابلة التالية، ووجدت أن كل تلك المخاوف لم تتحقق.
لذلك، اكتب قائمة بالأشياء التي تثير قلقك، ثم اطلع على هذه القائمة بعد شهر أو حتى بعد عام، وأعدكم بأن كثيرا منها لن يتحقق.
الغسيل ليس السبب
أشار الطبيب إلى أن إحدى المريضات في منتصف العمر، أخبرته كيف تتشاجر بحدة وباستمرار مع زوجها لأنه لا يغسل الأطباق، وذات يوم قلت لها مازحًا، “اشتر غسالة أطباق”، ففكرت لثانية ثم قالت: “سنجد شيئًا آخر لنتشاجر بشأنه”.
وهذا يقودنا حقيقة إلى أن الغسيل لم يكن سوى وسيلة للتعبير عن غضبها بشأن أمر آخر، فدعك من المشاجرات الصغيرة وركز على السبب الكامن وراء غضبك وإحباطك ومشاعرك السلبية.
كن لطيفا تجاه نفسك
قال الطبيب: “عادة ما أجد مرضاي يتصرفون كألد أعداء لأنفسهم، إذ أنهم يحكمون على أنفسهم وفقًا لمعايير أعلى، ويكونون أقل تسامحًا بكثير مما يكونون عليه تجاه شخص آخر”.
فعليك التوقف عن محاسبة نفسك، فلا بأس إذا ارتكبت خطأ أو لم تتم الأمور كما ترغب، فما لم تكن لتقوله لشخص تحبه لا تقوله لنفسك.
أحسن معاملة الآخرين
يدعوك الطبيب إلى تذكر أن كل شخص تقابله يخوض معركته الخاصة مع الحياة، وأنت لا تعرف شيئًا عنها حتى الأشخاص الذين نعتقد أنهم يمتلكون كل شيء من المظهر الجيد والمال إلى العلاقة المثالية، غالبًا ما يواجهون تحدياتهم الخاصة التي يخفونها عن الآخرين.
فالرضا وتقدير الجانب الإيجابي لظروفك، يعملان على توفير السعادة أكثر بكثير من حصولك على المال.
لا تترك وظيفتك تمتص السعادة من حياتك
يعتبر الطبيب النفسي، أن ما تفعله كل يوم له تأثير عميق على صحتك النفسية، لكن في كثير من الأحيان قد نشعر بأننا عالقون في حياتنا المهنية.
ونظرًا لخضوعنا لسنوات من التدريب، نشعر بالالتزام بها ونجد صعوبة في التخلي عنها وتغيير نمط حياتنا، لكن ذلك يترك الكثير منا عالقين في حياة بائسة.
فتوقف واسأل نفسك ما إذا كانت الفوائد تفوق العبء النفسي.
توقف عن محاولة تغيير الآخرين
يرى الخبير النفسي أننا وخلال حياتنا ما بين الصداقات وزملاء العمل، نهدر كمية لا تصدق من الوقت والطاقة في محاولة تغيير الأشخاص الآخرين، لكن هذا نادرًا ما ينجح.
فهناك خياران، إما أن تقبل الشخص كما هو، أو ابتعد عنه إذا واصل إزعاجك.
لا تقل إنك بخير إذا لم تكن تعنيها
اعتبر الطبيب أن الفشل في التواصل هو السبب في 90 % من مشاكلنا، فمن سوء التفسير إلى عدم الاستماع جميعنا نصاب بالغضب والإحباط، عندما لا يكون هناك تفاهم بيننا وبين الآخرين.
كما لا يفكر العديد من الناس فيما يتوقعونه من الآخرين، حيث يكتم الشخص مشاعره ويحاول إخفاءها قدر المستطاع، ثم يغضب عندما لا يرصد إحدى مشاعره الداخلية، وهذا طلب غير منطقي فما من أحد يقرأ الأفكار.
لذلك، حاول جاهدًا توضيح تفكيرك أو شعورك الحقيقي واستمع للآخرين.
تعلم الرفض بأدب
“لا” هي أفضل الكلمات لصحتك النفسية، تعلم استخدام هذه الكلمة بطريقة مهذبة لكن حازمة، فهي واحدة من أعظم الأدوات لضمان السعادة.
وفي كثير من الأحيان، ينتهي بنا الأمر ونحن نقوم بالأشياء التي لا نريد فعلها، أو التي تجعلنا تعساء ببساطة لأننا لم نكن قادرين على قول “لا”، سواء للخوف من الإساءة إلى الناس أو الظهور بالأنانية.
فابدأ بالأمور الصغيرة، فإذا دعاك شخص ما لحفلة لا تريد الذهاب إليها، فابتسم وقل لهم شكرًا لكن قل لا، واعلم أنك لست مديناً بتفسير إجابتك.
تشارك الحمل
من وجهة نظر الطبيب، أنه يمكن للجميع الاستفادة من العلاج النفسي، فليس عليك التعرض لطفولة صادمة لتزور الطبيب، فالحقيقة أن كل إنسان يحتاج للتعبير عما يمر به لشخص يثق فيه، سواء كان طبيباً أو صديقاً مقرباً أو شريكًا أو شريكة.
فاعثر على شخص يشعرك بالقبول والأمان عند التحدث معه، وائتمنه على أسرارك، لكن احرص على أن يكون جديراً بتلك الثقة، أو استشر طبيباً نفسياً.
أعرب عن حبك للناس
من وجهة نظر الطبيب، الحب هو كل ما يهم الإنسان، فهو الشيء الوحيد الذي يدفعنا ويحفزنا للقيام بما نقوم به، وهو السبب الكامن وراء أعمق المخاوف والقلق، فجميعنا بحاجة للشعور بالحب تجاه الآخرين، وأن يبادلونا هذا الشعور النبيل.
لكن المفارقة هنا، هي أن الكثير من الأشخاص يمتنعون عن التعبير عن تلك المشاعر، وخاصة قول كلمة “أحبك”.
لذلك عبّر عن حبك ببساطة، ولا تخشى رد الفعل، فما من أحد يكره هذه الكلمة، ولا تتركها لتكون آخر كلماتك على فراش الموت، كما يفعل الكثير من الناس.