كشف مسؤول كردي أن منطقة كردستان العراق تدرس احتمال تأجيل الاستفتاء على الاستقلال المقرر إجراؤه الشهر المقبل، مقابل تنازلات مالية وسياسية تقدمها الحكومة المركزية في بغداد.
وكشف ملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، أن وفدا كرديا يزور بغداد للاطلاع على مقترحات من قادة عراقيين قد تقنع الأكراد بتأجيل الاستفتاء.
وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بقيادة الرئيس السابق جلال طالباني، هو ثاني أكبر الأحزاب الكردية بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة رئيس الإقليم مسعود بارزاني.
واعتبر بختيار في مقابلة مع وكالة "رويترز" في مدينة السليمانية، أن بغداد مستعدة أن تحقق أي شيء لمنطقة كردستان كبديل لتأجيل الاستفتاء، متابعا أن بغداد عليها أن تكون مستعدة لمساعدة الأكراد على تخطي أزمة مالية وتسوية ديون مستحقة على حكومتهم.
ويقدر حجم تلك الديون بنحو 10 - 12 مليار دولار، وهو تقريبا الميزانية السنوية لكردستان، علما أن ديونها مستحقة لمقاولين نفذوا أشغالا عامة وموظفين حكوميين ومقاتلين من البيشمركة لم تصرف رواتبهم كاملة منذ شهور، بسبب تصرف حكومة الإقليم بالنفط دون الرجوع إلى بغداد.
وكانت بغداد أوقفت دفعات التمويل من الميزانية الاتحادية العراقية لكردستان في عام 2014 بعد أن بدأ كردستان بتصدير النفط بشكل مستقل عبر خط أنابيب إلى تركيا، علما أن الإقليم كان يحصل على 17 في المئة ميزانية العراق السنوية والتي تعتمد على تصدير النفط من الحقول الجنوبية بشكل أساسي.
أما سياسيا فيرى بختيار أن على بغداد الالتزام بالموافقة على تسوية مسألة المناطق المتنازع عليها مثل محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط التي يقطنها عرب وتركمان أيضا.
وأشار إلى أن الوفد الكردي سينقل المقترحات التي سيتلقاها إلى الأحزاب السياسية الكردية، وعلى رأسها حزبي بارزاني وطالباني، لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت كافية لتبرر تأجيل التصويت.
وشدد على احتفاظ الأكراد بالحق في إجراء التصويت في موعد لاحق حال التأجيل.
وأعربت قوى دولية على رأسها واشنطن عن مخاوفها من أن يشعل الاستفتاء صراعا جديدا مع بغداد وربما دول مجاورة، في مقدمتها تركيا، ويصرف الانتباه عن الحرب الدائرة ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.
المصدر: رويترز