“هذه ليست سوريا ولا العراق ..انها السعودية”..
بهذه العبارات استهلت قناة “بي بي سي” تقريرها من بلدة “العوامية” التي سبق وخصصنا لها هنا مادتين تساءلنا عبرها: متى سنرى منبرا اعلاميا قادرا على “التسلل” الى هذه المنطقة “المحرمة”؟
صحيح جاءنا الرد سريعا من خلال تقرير “سالي نبيل” الذي يعتبر سبقا صحفيا يحق لها وللمحطة الحديث عنه مطولا، لكن برفقة من كان طاقم البي بي سي اثناء قيامه بتلك المهمة ومن سهل لهم الامور للدخول والتجول “بحرية” وسط الركام والخراب الذي الحق بالمكان؟
قطعا كانت المحطة البريطانية تصور على متن شاحنة عسكرية تابعة لقوات الامن السعودية، وهذا “العامل” لوحده كفيل بالتعاطي بمنتهى الحذر مع هذا “الانجاز الصحفي” ولو ان السعي نحو “الحياد” من خلال عبارات “بناء مشروع تطوير العوامية ” وفقا لرواية النظام السعودي و”التهجير المتعمد” حسب كلام الاهالي ظل حاضرا خلال التقرير.
غير ان نقطة التحول الحقيقية برأيي المتواضع جاءت من خلال تلك “الشهادة” المرفقة بالمادة الاعلامية وجاءت على لسان شاب من اهالي المنطقة اضطر للفرار الى المانيا في ظل القمع والتضييق الممنهج ضد الشيعة حسب كلامه.
“فقط لانك شيعي ولانك تنتمي لطائفة معينة فمصيرك سيكون الاعدام”، هكذا قال الشاب الذي طلب اخفاء ملامح وجهه خوفا على حياته، لكن لماذا لجأت البي بي سي الى هذه “الحيلة” في ختام التقرير؟ هل لكي تقول للمشاهد انسوا المشاهد الاولى داخل العوامية التي عجزنا من خلالها عن قول الحقيقة لاننا كنا في “ضيافتهم”؟
وكيف كان او سيكون رد السطات السعودية على تلك “الشهادة” المثيرة للجدل والتي تفضح واقعا كارثيا يعيشه “الشيعة” في المنطقة الشرقية للممكلة؟
عادل العوفي/ رأي اليوم