بالصور..جمال طبيعة مدينة "سبيدان" في شيراز

السبت 19 أغسطس 2017 - 17:35 بتوقيت مكة
بالصور..جمال طبيعة مدينة "سبيدان" في شيراز

مدينة شيراز مركز محافظة فارس هي الروعة بعينها في تراثها القديم وطبيعتها الخلابة التي تبهج النفوس، ومن معالمها الجميلة منطقة باسم "سپيدان" تعتدل الأجواء فيها إبان فصل الصيف فيهب النسيم عليلاً في سهولها وسفوح جبالها، وتتدفق من أراضيها الخصبة الخضراء ينابيع مياهها صافية عذبة، وفي فصل الشتاء ترتدي حلة بيضاء لتظهر وكأنها عروس فاتنة.

هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.

محافظة فارس تزخر بالآثار التأريخية العريقة والمعالم الطبيعية الفذة الفريدة من نوعها، وتتركز هذه الروائع في مركزها "شيراز" التي تسحر النفوس بما فيها من روائع حاكتها يد القدرة الإلهية، لذلك عندما يقصدها السائح لأول مرة سوف لا تطاوعه نفسه بأن تكون زيارته هذه الأخيرة، بل سيشتاق إليها في كل عام ولا سيما في فصل الصيف الذي تعتدل فيه الأجواء وتزهو أراضيها بحلة خضراء جشيبة.

منطقة "سپيدان" السياحية

بين سلسلة جبال "زاگرس" يجد السائح أمامه جوهرة متألقة تزهو بأجمل الألوان، ففي فصل الصيف تكتسي بحلة خضراء مزوقة بألوان الزهور الزاهية وكأنها لوحة فنية رسمت ببراعة لا نظير لها، وهي ليست سوى منطقة "سپيدان" التي تتحول في الشتاء إلى عروس جميلة حينما تغطيها الثلوج البيضاء الناصعة.

تقع مدينة "سپيدان" شمال غربي مدينة شيراز وعلى مسافة 75 كم تقريباً، وهي بحق مصيف منعش حيث تعتدل الأجواء فيها إبان فصل الصيف ويهب النسيم العليل في جميع أرجائها وما يزيد من طلاوة جوها تلك الأشجار الخضراء الباسقة والأعشاب والزهور الطرية التي تغطي كل نواحيها، لذلك أقيمت فيها مضامير للفروسية كي يستمتع السائحون بركوب الخيل إلى جانب تجوالهم فيها؛ وأما في فصل الشتاء فهي تزخر بالثلوج لذلك بادرت السلطات المحلية فيها إلى إقامة مضمار تزلج.

ومن جملة معالمها الطبيعية التي تعد مراكز سياحية بامتياز: نهر تنگ تيزاب، شلال مارگون، چله گاه، ينبوع "شش پير"، برم فيروز؛ وغيرها من المعالم الرائعة ونكتفي في هذا التقرير المقتضب بذكر جانبٍ منها فقط:

شلال "مارگون "

في الأودية الغربية من مدينة "سپيبدان" يوجد شلال تنهال منه مياه صافية عذبة باسم شلال "مارگون"، حيث يبلغ ارتفاعه 70 م وعرضه يصل إلى 100 م، ويقع على مقربة من الطريق التي توصل بين سپيدان وياسوج، وفي قرية باسم "مارگون" لذلك اكتسب اسمه منها.

هذه القرية تابعة لريف "كمهر"   komehr والأجواء فيها معتدلة وتصل إلى درجات منخفضة أحياناً في فصل الصيف لكونها جبلية مرتفعة، إذ يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 2200 م وشلالها يزخر بالمياه صيفاً وشتاءً لكن معظم مياهه تنجمد في فصل الشتاء.

تكثر في هذه القرية الأشجار المثمرة ولا سيما أشجار التفاح اللذيذ، إضافة إلى الكثير من الفواكه الأخرى كالعنب والكمثرى والتين والحمضيات واللوز والجوز والبندق وما إلى ذلك.

روعة شلال "مارگون" لا تقتصر على مياهه العذبة الصافية، وإنما الطبيعة الخلابة المحيطة به فذة فريدة من نوعها تبهر أنظار كل من يقصد ذلك المكان، حيث تكون الأشجار والنباتات والصخور والمياة طوبوغرافيا جبلية نهرية مشجرة هي الروعة بعينها.

مضمار "سپيدان" للتزحلق

مدينة سپيدان ليست معلماً سياحياً ومصيفاً في فصل الحرارة فحسب، وإنما تعتر محط أنظار السائحين في فصل الشتاء أيضاً، فحينما تتساقط فيها الثلوج الناصعة البيضاء، تصبح سفوح جبالها أماكن مثالية لرياضة التزحلق على الجليد، لذلك بادرت السلطات المحلية فيها إلى إنشاء مضمار للتزحلق باسم "پولاد كف" الذي لا تتوقف فيها الرياضة طوال أيام العام، ففي فصل الصيف يقصده السائحون لمزاولة مختلف أنواع الرياضة، وهو يبعد عن مدينة "أردكان" مسافة 15 كم، حيث أقيمت فيه قمرات تلفريك ومطعم وفندق، إضافة إلى وجود دراجات وسيارات رياضية يتم تأجيرها لمن يشاء، هذا إلى جانب العديد من الخدمات الترفيهية والرياضية الأخرى.

نهر "تنگ تيزاب"

من جملة المعالم الطبيعية في مدينة سپيدان، نهر جميل باسم "تنگ تيزاب" حيث يقع على مسافة 20 كم في ناحيتها الشمالية، ويبعد 90 كم تقريباً عن مدينة شيراز، وقد أطلق عليه هذا الاسم نسبة للمنطقة التي ينبع منها.

المياه العذبة الصافية لهذا النهر لا تتوقف عن الجريان طوال أيام العام، ويستفاد منها للشرب والري، وتعيش فيه أصناف عديدة من الأسماك، وضفافه جميلة محفوفة بمساحات خضراء وغابات تكثر فيها أشجار البلوط واللوز والكثير من الأشجار الأخرى المثمرة وغير المثمرة، والجبلية والسهلية.

الأجواء في فصل الصيف في منطقة "تنگ تيزاب" رائعة ومنعشة نظراً لاعتدالها، لكنها في فصل الشتاء تصبح شديدة البرودة، لذلك يقصدها السائحون في أيام الحرارة من كل عام للاستمتاع بأجوائها الجميلة والتجوال في ضفاف نهرها وغاباتها وجبالها والأودية المحاذية لها، فهي محفوفة بمناظر طبيعية خلابة تعتبر مثالية لكل من يحب السياحة والتجوال في الطبيعة.

وفي كل صيف تكثر الخيام التي تقام في هذه المنطقة الرائعة من قبل المسافرين الذين يفدون إليها من شتى أرجاء الجمهورية الإسلامية.

المصدر: تسنيم

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 19 أغسطس 2017 - 14:25 بتوقيت مكة