وبحسب ما أوردته مجلة "نيوزويك"، نقلا عن التقرير، فإن سجون داعش تديرها أجهزة عدة، منها الحسبة أو الشرطة الدينية والجهاز الأمني والشرطة العسكرية، ويشمل التعذيب الجسدي للسجناء على عدة أساليب يذكرها التقرير، وهي: الجلد وبساط الريح والشبح والكرسي الألماني والعجل.
ويشير التقرير إلى أنه يتم استخدام الكرسي الألماني والشبح والعجل لتعريض جسد المعتقل للضرب، أما أسلوب الوقود فهو نوع من التعذيب النفسي، يتم من خلاله تقييد المعتقل وصب الكاز عليه، ويهدد المعتقل بإشعال النار به إذا لم يقم بالاعتراف، أما من يعذب من خلال الشبح فيترك معلقا في إطار الباب أو السقف لعدة أيام.
وتلفت المجلة، بحسب ما ترجمته "عربي21"، إلى تجربة معتقل سوري عمره 33 عاما، وكيف قام محقق تونسي، اعتقد أنه كان من عناصر الجيش السوري، برشه بالكاز وأشعل النار به، حيث يقول: "أحضر جالون كاز وصبه علي، من صدري وحتى قدمي، وقال لي اعترف وإلا أحرقتك، وآخر شيء أتذكره هو أنني وجدت نفسي في المستشفى".
ويورد التقرير أن "بساط الريح" أسلوب يستخدمه داعش لتعذيب المعتقلين، ويتم وضع السجين بين لوحين، ويتم حنيهما والتسبب بالألم له، خاصة أنه لا يستطيع التحرك بسبب تقييد رجليه ويديه، ويظل الجلاد يحني اللوحين، بحيث يصبح وضع السجين على شكل نصف دائرة، وتقترب قدماه من رأسه، وعادة ما يتسبب هذا الأسلوب بإصابات خطيرة ودائمة للعمود الفقري، ويقوم السجانون بضرب السجناء وصعقهم بالكهرباء وهم مقيدون باللوح.
ويفيد التقرير بأن من الأساليب البشعة التي فرضها التنظيم على السجناء، ووصفتها امرأة بالتفصيل، فقالت إنها شاهدت رأس رجل مشوه وضع على قفص سجينة، واتضح أنه رأس شقيقها، ويترك هذا الأسلوب أثره النفسي العميق، وقالت: "نظرت للجهة الأخرى، ولم أكن أريد رؤية الرأس"، وأضافت: "أفاقت السجينة، التي كانت غائبة عن الوعي، وجرت نفسها إلى آخر زاوية في القفص، ونظرت للرأس وحرفته نحوها حتى ترى الوجه، وعندما شاهدت الرأس بدأت تنوح، وظلت على هذه الحال لمدة طويلة، وكانت تصفع وجهها وهي تنوح، واعتقدت أنها كانت تعرفه، وفي اليوم التالي جاءت السجانات وأخذن الرأس، ولم تأكل أو تشرب المرأة لمدة يومين بعد هذا الحادث".
وتنوه المجلة إلى أن من التفاصيل التي يذكرها التقرير هي عن السجناء الذين يشتركون في زنزانة واحدة، وإجبارهم على حضور مساقات للشريعة وتعلم تعاليم التنظيم المتشددة، وتثقيف المعتقلين بأيديولوحية التنظيم قبل الإفراج عنهم، حيث كان المسؤولون الشرعيون في التنظيم هم من يلقون الدروس.
ويتحدث التقرير عن أن تجارة الرق لم تستهدف فقط النساء الأزيديات، بل نساء وفتيات مقاتلي الجيش السوري الحر وجبهة النصرة، وكان من ينجو من السجناء أو السجينات من عمليات التعذيب يعطى خيار الخروج، لكن بشرط أن يدفع للتنظيم مبلغا من المال لقاء خروجه، وفي حال لم يستطع السجين فعل هذا فإنه "يكره على المشاركة في عمليات انتحارية".
وتذكر "نيوزويك" أن التقرير قام على شهادة 72 من السجناء السابقين والمنشقين عن التنظيم، وجمعت مادته على مدار 18 شهرا.
المصدر: عربي 21