تحذير: لا تتركوا الساحة الجزائرية خالية لـ"إسرائيل"

الجمعة 18 أغسطس 2017 - 11:51 بتوقيت مكة
تحذير: لا تتركوا الساحة الجزائرية خالية لـ"إسرائيل"

الجزائر ـ الكوثر

تدور التكهنات في الجزائر على مستقبل البلاد بعد الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الذي أثبت شعبيته ومقبوليته لدى الشعب الجزائري والذي أعيد انتخابه لولاية رابعة رغم مرضه ووضعه الصحي المعقد بنسبة تجاوزت الثمانين بالمئة من أصوات الناخبين.

وتطرح أسماء عدَة لخلافته منها شقيقه سعيد بوتفليقة اليد اليمنى للرئيس، وبين مؤيد ومعارض ينقسم الجزائريون فترى المعارضة أن الشعب الجزائري الذي عرف بحماسته وروحه الثورية لا تتقاطع مبادؤه مع مبدأ توريث الحكم للأخ أو الإبن كما هو الحال في معظم الدول العربية.

أما مؤيدو هذا الطرح فيرون بأن انتخاب سعيد بوتفليقة هو استكمال لنهج عبد العزيز الذي أحبه شعب الجزائر لنضاله وتضحياته وحنكته التي جنبت الجزائر الغوص في الأزمات السياسية التي عصفت بالدول العربية، والخروج بأقل الخسائر من الأزمات الاقتصادية في بلد يعتمد على أكثر من ستين بالمئة من عائداته على إنتاج النفط.

رغم مرضه أقال بوتفليقة رئيس الحكومة عبد المجيد تبون وعين مكانه احمد أويحيا الامين العام للتجمع الوطني الديمقراطي القوة السياسية الثانية في البلاد.

وفي أول تصريح له، قال أحمد أويحيى، رئيس الوزراء المنتخب للتلفزيون الجزائري، أنه يشكر رئيس الجمهورية على الثقة التي وضعها فيه، مشيرا أنه سيعمل على مواصلة تجسيد برنامج رئيس الجمهورية.

كما شكر الرئيس المقال عبد المجيد التبون رئيس الجمهورية على الثقة التي منحه اياها ومكنته من الوصول الى قصر الحكومة، وجدد أيضا "ولاءه التام"  للرئيس بوتفليقة الذي يكن له كل "المحبة والمودة".

وبالعودة الى الرئاسة الأولى ووضع الرئيس بوتفليقة الصحي، تسعى المعارضة الجزائرية التي تعتبر أقلية بالنسبة لمؤيدي بوتفليقة، إلى تطبيق مادة دستورية (المادة 88) والتي تتيح بموجبها للبرلمان عزل الرئيس بسبب عجزه الصحي وإجراء انتخابات مبكرة، بينما يقول أنصاره إن بوتفليقة يمارس مهامه بصفة عادية، وسيكمل ولايته الرئاسية حتى 2019، حيث يشددون على أنه صمام الأمان للجزائر في ظل الوضع السياسي والأمني المتوتر في بلاد الجوار.

بعيدا عن هوية الشخص الذي سيخلف بوتفليقة، على الشعب الجزائري أن يتنبه للدور الخفي الإسرائيلي الأمريكي الذي يسعى الى إضعاف الجزائر من الناحية الأمنية والاقتصادية والإجتماعية، وأن لا يسمحوا لـ"إسرائيل" و أمريكا والدول الخليجية التابعة لهذا الحلف بأن يركبوا موجة الإنتخابات القادمة لتحقيق أهدافهم بضرب الوحدة الجزائرية التي تربك "إسرائيل" لدرجة جعلتها تصنف الجزائر بالدولة الخطيرة على أمن الكيان المحتل.

ويطرح السؤال لماذا على "اسرائيل" أن تقلق من قوة الجزائر؟! والجواب في الأحداث التاريخية التي رسمت ملامح السياسة الجزائرية تجاه القضية الفلسطينية و"إسرائيل" كدولة عدوة.

ـ فرضت الجزائر حضور القضية الفلسطينية في جميع المناسبات العالمية والعربية، حتى باتت كلمة الرئيس المقاوم هواري بومدين تتردد على كل لسان "نحن مع فلسطين ظالمة كانت أم مظلومة"، و ترجمت هذا الكلام عمليا فكانت أول من استقبل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وأول من جلب لمنظمة التحرير الفلسطينية منصب ملاحظ في الأمم المتحدة، ونجاحها في فرض إعلان الصهيونية توجها عنصريا”، وهي ثابتة على مواقفها في حين أن الكثير من الدول العربية مرتبطة بعلاقات علنية وسرية مع الكيان الغاصب.

ـ  تسعى الجزائر الى تعزيز جيشها و تطويره على صعيد التدريب والتسليح وهو ما تخشاه اسرائيل ويدفعها الى معرفة ما تجهله من قدرات الجيش الجزائري، الأمر الذي كان واضحا من خلال إرسال عملاء للموساد لغرض التجسس على الحوض الذي يتم فيه بناء مدمرتين للبحرية الجزائرية في ألمانيا.

ـ للجزائر علاقات جيدة مع طهران وخاصة فيما يتعلق بالسياسات النفطية، ففي السنوات الأخيرة تم إبرام عقود ومشاريع بين البلدين رغبةً منهم في الخروج من الضغوط التي تفرضها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها عبر خفض سعر النفط الذي يعتبر المورد الرئيسي لخزينة الدولتين. كما وقع البلدان في الفترة الماضية على مشاريع فيما يتعلق بمجالات الشباب والرياضة والتعليم والتدريب المهني والثقافة والأشغال العامة فضلاً عن التعليم العالي والبحث العلمي.

ـ ولا بد من الإشارة الى أن الجزائر رفضت الإنضمام لما يسمى بالتحالف العربي الذي يشن منذ أكثر من عامين حربا على الشعب اليمني. واعتبار حزب الله كمنظمة إرهابية. ما يفسر غضب الدول الخليجية و محاولاتها الانتقام من خلال تحريك الجماعات الارهابية التي تتسلل إلى الجزائر عبر الحدود الشاسعة لتنفيذ أعمال إرهابية لزعزعة الأمن.

ـ تعترف الجزائر بحركة حماس كحركة جهادية لها حق تحرير فلسطين، وإلى جانب الموقف الرسمي فالشعب الجزائري يتعاطف مع المقاومة الفلسطينية بشدة وبرز هذا التعاطف بعد الهجوم على السفير السعودي في الجزائر سامي بن عبد الله الصالح بالذي وصف حركة حماس بالإرهابية، انتشر بعده هاشتاغ "طبعا مقاومة" ولاقى رواجا كبيرا بين مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي في الجزائر وطالب بعضهم استدعاء السفير السعودي للإستيضاح. إشارة الى أن الجزائر أرسلت اليوم قافلة مساعدات إلى قطاع غزة تضم 14 شاحنة محملة بالأدوية والمعدات الطبية والمولدات الكهربائية اضافة لسيارة إسعاف، و تنتظر القافلة الإذن بالدخول من معبر رفح الحدودي مع مصر.

ـ  شاركت الجزائر الى جانب الجيشين السوري والمصري في حربهما مع اسرائيل سنة ال­­73

ومما ذكر يتضح السبب الذي يدفع الجزائريين إلى التأمل جيدا في الخطر الإسرائيلي الأمريكي الخليجي المنزعج من وجود حكومات ترفض التطبيع، الخطر المتشعب بين زعزعة الأمن وتضييق الخناق اقتصاديا عبر خفض سعر النفط المورد الأساسي لخزينة الدولة، ونشر ثقافات دخيلة لقتل روح الثورة داخل الشعب الذي أثبت أنه منذ الثورة ضد الإحتلال الفرنسي لم يتخلى عن مبادئه التي ستثبت صوابيتها بعد إفشال المخططات الصهيوأمريكية للمنطقة.

الوقت

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الجمعة 18 أغسطس 2017 - 11:51 بتوقيت مكة