وتحت عنوان " زئير الطبيعة"، وصفت صحيفة " الديلي ميل" البريطانية، الواقعة بأنها "مما يوقف القلوب .. حين يخرج أسد أسلحته من غمدها، وينطلق بسرعة عالية وزئير ضخم، يرعب حتى مشاهدي الشريط".
وعلى الرغم من أن أحدًا لم يشاهد المصور الباكستاني أحمد سعيد، 38 عامًا، أو صديقه الجنوب إفريقي، لكن شعر الجميع بهما عبر أصوات الحوار الهادئ التي ظلت تدور مع الكاميرا وهي تركز على وجه الأسد، ثم تلتقط مشهد الفريسة التي ترقد في خضوع الموتى لمن يحرك أنيابه وأظافره، ثم تعود الكاميرا لتبرز صورة الأنياب الضخمة وهي تهبط لتنغرس في اللحم.
ويتواصل الحوار الهادئ بين المصورين، ليبدو منه عدم الاكتراث بملك الغابة، الذي قرر في تلك اللحظة أن يلقن الرجلين درسًا، فيؤكد أنه الملك ومركز الثقل في هذه البقعة من الأرض، وأن على الدخلاء احترام نظامه وقانونه.
وقف الأسد، ونظر بعينين ثاقبتين، ثم انطلق بسرعة مخيفة، وعلى الرغم من إدراك المصورين ما سيقوم به، وعلى الرغم من السور الحديدي الذي يفصلهما عن الأسد، لكن انفجرت لحظة رعب من قلب الزئير والغبار، واهتزت الكاميرات حتى كادت تسقط مع القلوب التي انخلعت من أماكنها، ثم ثبت كل شيء وهدأ تمامًا.
وعلى الرغم من الحديث وبعض الضحكات، لكن الواقعة طبعت مخاوفها ودرسها على القلوب، حتى قال أحمد سعيد: " كم كان الموت قريبًا مني، بالفعل لا يجب أن أبدو مهملاً أمام أسد يتناول فريسته".