العولمة والاستهلاك 

الجمعة 11 أغسطس 2017 - 15:12 بتوقيت مكة
العولمة والاستهلاك 

ليس من المحال ان تربي جيلا رسالي ومتفهم لمتطلبات المبادئ والدين والخلق العظيم ، ومن الصعب جدا ان تقوم بهذه الخطوة والمجتمع سائر في طريق الاستهلاك دون الانتاج ، لغة الحوار في العالم أصبحت مختلفة جدا عما سبق, لغة التواصل اختلفت هي أيضا عما سبق, لغة المصالح والمادة هي السائدة.

غاية لدى الكثير ومنتهى الأمل ان يعيش هذه الحياة الدنيا معتمدا على المثل اليهودي حشر مع الناس عيد حتى وان كانت تؤدي الى جهنم, لا ندري هل الخير فيما سبق , أم نحن لا نستطيع مجارة الحاضر بكل تطوراته, المتتبع اللبيب يرى بأم العين النهج الواضح الذي يسير عليه المجتمع مبتعدا عن القيم, وغارق في جوانب المادة, السابقون من الأخيار بطيئون في التحرك ولا يستغلون التطور العالمي والثورة التنكلوجية في سبيل إحياء أفكارهم واستدامة الُخلق النبيل, ولعلنا نرى عالم لا ننتمي اليه, ربما يكون غريبا علينا , وبالأحرى أننا لا تستطيع مواكبته لكسل الكثير منا او ما يسمى النخب المثقفة التي عليها واجب لا يرفع بالتنحي او عدم المبالاة, ثقافة التنزل للواقع قليلة في مفردات منهجيتنا, الأخلاق الرسالية لا تجد حيز للتطبيق في المفهوم المادي السائد وسباق التنافس على المناصب, الوطنية الشريفة أصبحت شعار فارغ المحتوى لادعاء أصحابها, البركة الربانية اختفت في زحمة الحياة, كثيرة هي الأفكار والاختلافات بين الأجيال وما تسعى قوى العولمة لإدراجها ضمن حياتنا, أن تكون مستهلك أكثر مما تنتج, أن يكون الاستهلاك خارج أطار العقل، أن يكون الاستهلاك لمجرد مواكبة الموضة , ظاهرة غزت المجتماعات والشعوب ، ممارسات تجارية الهدف منها ان تضعك سياسية العولمة في خانة المستهلك فارغ المحتوى, جميلة هي الحياة بمفرداتها الربانية والاخلاقية والاجتماعية وهي تتناغم مع الدين والعرف والتقليد الطيب والعادات السمحة, هذه الأمور التي باركها الله والمجتمع لما فيها من خير وصلاح, تلاشت في مفردات العولمة ومواكبة التطور والموظة الفجة, أحاديثنا لا تتعدى الحلقة الأولى من الأصدقاء، الكثير من النخب مرض بالنرجسية, وهو يعرف انها ناتجة من ضعف عدم التنزل للاخر, شبابنا أصبحت له لغة خاصة، ملبسهم ومأكلهم وطريقة معيشتهم وتفكيرهم, مجتمعنا بات يقدم المال على كل شيء, تغيرت الحياة وأصبح ما تملك هو المعيار لما ستكون اليه في نظر العامة, انغماس تام للغاية الفردية بضياع المبادئ, ليبقى مقدار الربح دون الخسارة هو الغاية والوسيلة.ولذلك نرى شرار الخلق يتصلطون على مقدرات الشعوب وللاسف  الشعوب تساعدهم في مسعاهم ، ويمكن تدارك الأخطاء والهفوات بالانتباه والعودة لجادة الصواب والى لغتنا التي نفهما وتربينا عليها انها لغة ومعشية ومنطق وخلق وافعال وترك اهل البيت عليهم وعلى جدهم افضل الصلاة واتم التسليم. 
إن عظمة المرء الكبرى لا تكمن في القدرة على عدم السقوط , بل في النهوض بعد كل سقطة .. كونفوشيوس 
 
* الكاتب والاعلامي علي حاشوش الزيدي - الكوثر

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الجمعة 11 أغسطس 2017 - 15:10 بتوقيت مكة