آلة الإعلام الرسمي اشتغلت على قضية مسورة العوامية؛ كأنها معركة صحراء العلمين غرب مصر أثناء الحرب العالمية الثانية بين الألمان والإنجليز.
العنوان (دحر الإرهاب)، ضمن Propaganda (بروبغاندا) طويلة عريضة فيها ردح وتطبيل وتزمير، هدفها إيصال رسائل للداخل والخارج وإظهار صورة متعوب عليها؛ أن الإرهاب مشترك سني شيعي ونحن نحاربه بعنوان دولي.
هنا محاولة لتأكيد نقطة مهمة يبتغيها ممرر تلك الرؤية؛ “الإرهاب الشيعي” قوي يستهدف ضرب الداخل، هو نسخة لا تختلف عن داعش في فرط استخدام العنف والهتك!!
الإعلام العالمي لم يتفاعل مع الأمر وأغلب الظن لن يتفاعل؛ إلا ضمن ما يدفع تحت الطاولة في حملات العلاقات العامة المدفوعة under table.
ولىّ زمن تمرير الإعلام الموّجه، أي صحفي أو متتبع أو مهتم سيستخدم (النت) ليحصل على معلومات ديموغرافية وإخبارية عما ينشر إعلامياً، حتى الصور لا يمكن تمريرها مع وجود تقنية معرفة منشأها الأساس.
مسوّرة العوامية وجوارها منطقة تم تهجير أغلب سكانها منذ أشهر نتيجة نزع ملكيتها نحو إزالتها فيما عُرف رسمياً بـ”التنمية والتطوير” هي بقعة في قلب منطقة محكومة، ليست نائية أو متطرفة أو حدودية لكي يصلها دعم وإمداد خارجي حتى يُهوّل أمرها.
إنها السياسة تستخدم كل الأساليب المحرمة والمباحة لتمرير مبتغاها، لا تكترث لمعايير الصدق والحق والعدل؛ إن كانت تكترث ستتحول لتعبد النسّاك ولن تكون لعبة معقدة قليلة الأخلاق حين يمارسها نظام فاقد للشرعية الشعبية.
ناصر حسن - مرآة الجزيرة