ونقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية أنَّ بطرس وأندراوس وفيلبس كانوا يقيمون في مدينة جولياس المفقودة، والتي من المُحتَمَل أنَّها كانت على الشاطئ الشمالي لبحيرة طبريا.
وكان المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس (37 - 100 ميلادياً) هو الذي أشار أولاً إلى وجود مدينة جولياس، والتي قال إنَّها بُنِيَت على، أو بالقرب من، قرية الصيد "بيت صيدا"، على يد الملك فيلبس، ابن الملك هيرودس الأول التوراتي.
وقد أسَّس الملك فيلبس المدينة الرومانية وأطلق عليها جولياس تيمناً بجوليا أوغستا، والدة الإمبراطور الروماني تيبيريوس.
وقال عالم الآثار الدكتور مردخاي أفيام من كلية كينريت الإسرائيلية : "ذكر يوسيفوس فلافيوس أنَّ الملك طوَّرَ بيت صيدا من قريةٍ إلى مدينةٍ حقيقية".
وأضاف: "لم يقل ما إذا كانت المدينة الرومانية قد بُنِيَت على، أو بجوار، أو أسفل قرية بيت صيدا.
وبالفعل، كل هذا الوقت لم نكن نعرف أين كانت، لكنَّ وجود حمامات يشهد على ثقافة حضرية كانت موجودة.
وكانت مفاجأتنا الرئيسية أنَّه في أسفل الحفريات، في منطقة صغيرة، اكتُشِفَ جدارٌ لمبنى وبجانبه كانت أرضية فسيفسائية ومصنوعات فنية تشبه مواصفات حمام".
وكان الجدار الفسيفسائي يُعد مؤشراً على أنَّ كنيسةً قد بُنِيَت هناك في يومٍ من الأيام. وتحدَّث أسقف من ولاية بافاريا الألمانية، والذي قد زار المنطقة في عام 725 ميلادياً، عن زيارته لكنيسةٍ في بيت صيدا والتي بنيت على بيت بطرس وأندراوس.
سببٌ آخر يُرجِّح وجود مدينة جولياس في هذا الموقع، الذي يُطلَق عليه "الأعرج"، يتعلَّق بخطأٍ في تحديد مستوى بحيرة طبريا.
وتفيد الحسابات التي أُجرِيَت بالقرب من الموقع أنَّ مستوى البحيرة كان 209 أمتار تحت مستوى سطح البحر خلال الفترة التي كانت فيها المدينة مزدهرةً بالفعل. وهذا يعني أنَّ موقع الأعرج كان تحت الماء حتى الفترة البيزنطية، وهذا لا يمكن أنَّ يكون صحيحاً، بحسب الإندبندنت.
ووجد الباحثون أنَّ الطبقة الرومانية تصل إلى 211 متراً تحت مستوى سطح البحر، وهو الأمر الذي سيكون منطقياً إذا كانت هناك مدينة موجودة في المنطقة في ذلك الوقت.
وهناك موقعان آخران مُحتمَلان، مع أنَّ هذا الاكتشاف الأخير في موقع الأعرج يضيف مصداقية للاعتقاد بأنَّهم قد وجدوا أخيراً المدينة القديمة.
المصدر : هاف بوست