يوم الاحد الماضي استولى المئات من مسلحي طالبان و”داعش” على منطقة ميرزا أولنغ التي تبعد حوالي 20 كيلومترا عن مدينة صياد مركز ولاية سربل شمال افغانستان ، وقاموا باعدام العشرات من اتباع اهل البيت عليهم السلام ذبحا و رميا بالرصاص ، كما قاموا باختطاف 150 عائلة فيها العديد من الاطفال والنساء.
محافظ منطقة سربل، محمد ظاهر وحدت، كان قد كتب على صفحته في مواقع التواصل الإجتماعي إن عناصر طالبان و”داعش” اختطفوا 150 أسرة من قرية ميرزا اولنغ، وإنها تقوم في كل لحظة بقتل مجموعة منهم.
مسؤول محلي افغاني كشف عن ان التكفيريين قتلوا حتى الان 50 شخصاً من هذه الأسر التي يتخذونها رهائن ، وهناك مخاوف ان يتم تصفيتهم جميعا، فيما طالب مسؤول محلي آخر القوات الاجنبية المنتشرة في افغانستان الى التدخل لحماية المدنيين العول من وحشية طالبان و”داعش” والعصابات التكفيرية الاخرى.
الامر الذي اثار اهتمام المراقبين بالشان الافغاني ، هو نداء الاستغاثة الذي اطلقه المسؤول المحلي في المنطقة التي شهدت المجزرة ، عندما طالب القوات الاجنبية وفي مقدمتها الامريكية للتدخل لحماية المدنيين ووقف المجزرة ، حيث ذهب النداء ادراج الرياح ، فلم تحرك هذه القوات وهي بالالاف ومنتشرة في جميع انحاء افغانستان ، ساكنا ، وهي ترى المئات من التكفيرين المدججين بالسلاح وهم يتوجهون نحو ميرزا اولنغ ويستولون عليها وينفذون مجازرهم بدم بارد ويخطفون 150 عائلة كرهائن ، قتلوا منهم الكثير حتى الان.
اذن ما الفائدة من تواجد القوات الاجنبية وخاصة الامريكية في افغانستان؟ ، اليس هذا التواجد كان سببه حماية الابرياء امام التكفيريين ؟، الا تؤكد مجزرة ميرزا اولنغ ان القواعد الامريكية والجيش الامريكي في افغانستان هي من اجل حماية مصالح امريكا وخلق اجواء فتنوية لضرب امن واستقرار بلدان المنطقة ؟، لماذا لم تحذر القوات الامريكية الحكومة او على الاقل اهالي ميرزا اولنغ من مخططات الجماعات التكفيرية ، وهي ترصد جميع تحركاتهم في افغانستان؟.
شعار مكافحة الارهاب الذي ترفعه امريكا وحلفاؤها منذ اكثر من 6 سنوات ، لا اثر له على ارض الواقع ، فالارهاب التكفيري انتشر وتجذر في المنطقة في ظل التحالف الدولي الذي تقوده امريكا ضد الارهاب ، ففي الوقت ترفع فيه جميع الدول المشاركة في التحالف شعارات مكافحة الارهاب ، الا ان هذا الارهاب يتم تغذيته يوميا عبر مشايخ ومنابر وفضائيات الفتنة الممولة بمليارات الدولارات، التي لا تنفك تنشر سموم الطائفية والموت العبثي في ديار العرب والمسلمين.
ان الارهاب التكفيري الذي ضرب في افغانستان ، هو نفس الارهاب الذي ضرب ويضرب في العراق وسوريا واليمن وليبيا وباكستان ولبنان والكويت والصومال وو..، فهذا الارهاب يحمل هوية واحدة وتاسس على منهاج واحد وخرج من مدرسة واحدة ، لذلك لا ترى ذكرا لفلسطين اوالجهاد ضد الصهيونية العالمية في ادبيات العصابات التكفيرية ، التي تتفق جميعها على محاربة المسلمين وفي مقدمتهم اتباع اهل البيت عليهم السلام ، ونشر الدمار والخراب في ديار المسلمين في خدمة مجانية لعدو العرب والمسلمين.
من السهل جدا تبرير مجزرة ميرزا اولنغ ضد اناس ابرياء ذنبهم الوحيد هو انهم شيعة اهل البيت عليهم السلام ، بالقول ان التكفيريين يهدفون من وراء هذه المجزرة اثارة النعرات الطائفية وزرع الفتن في المجتمع الافغاني بهدف ضرب امن واستقرار هذا البلد ، ولكن هناك سؤال كبير يطرح نفسه على المتابع للجرائم والفظائع التي ترتكب ضد اتباع اهل البيت عليهم السلام في العالم اجمع ، وهو: لماذا يتم تبرير جرائم التكفيريين ضد اتباع اهل البيت (ع) في كل بلد بطريقة مختلفة عن البلد الاخر بينما الضحية واحد (اتباع اهل البيت “ع”)؟.
اتباع اهل البيت (ع) يُقتلون في العراق بذريعة سيطرتهم على الحكم ، وفي سوريا يُقتلون بذريعة وقوفهم الى جانب الحكومة ، وفي لبنان يُقتلون بذريعة تدخل حزب الله في سوريا ؟، وفي نيجيريا يُقتلون بذريعة تهديدهم للوجود السني؟! ، وفي اليمن يُقتلون بذريعة رفعهم شعارات تندد ب”اسرائيل” ، وفي افغانستان وباكستان يقتلون بذريعة ان القتلة يهدفون الى اثارة الفتن الطائفية في المجتمع ؟ و في اماكن اخرى من العالم ومنها اوروبا واسيا وافريقيا وبعض الدول العربية ، يُقتلون بذريعة كونهم شيعة ، ويبدو ان الذريعة الاخيرة هي من اصدق الذرائع الاخرى ، والتي تكشف الحقد الاعمى الذي ينخر في صدور التكفيريين ضد اتباع اهل البيت عليهم السلام..
من المؤكد ان الارهاب التكفيري سيواصل جرائمه ضد اتباع اهل البيت عليهم السلام والاخرين ، ما لم يتم تجفيف المنبع الذي تستمد منه الجماعات التكفيرية افكارها الفاسدة والظلامية والعدمية ، ولا يجب الاستهانة بهذا المنبع ، وهو الكتب الصفراء المتخمة بالحقد والكراهية ، فأساليب القتل ، والفتاوى التي تحلل القتل ، وهوية الضحايا ، والطقوس التي تعتمد في القتل والسلب والنهب ، كلها تؤكد ان القاتل واحد ، الامر الذي يؤكد ضرورة مكافحة الفكر التكفيري نظريا ، كما يتم مكافحته عسكريا وامنيا.
* شفقنا