مقالات / الكوثر
وتطرّق أبرامز إلى الحرب الإسرائيليّة المقبلة مع "حزب الله"، ناقلاً أبرز ما جاء في تقرير أعدّه رون تيرا وهو باحث إستراتيجي عمل طويلاً كضابط في سلاح الجو الإسرائيلي، وجدعون سعار وهو سياسي إسرائيلي مؤثّر وكان عضوًا في الكنيست عن حزب الليكود لـ11 عامًا.
وقال أبرامز: "خلال سنوات حكم الرئيس باراك أوباما، تركّزت مخاوف الإدارة الأميركية حول الوضع الأمني في إسرائيل على برنامج السلاح النووي الإيراني. أمّا اليوم تغيّر التركيز الى الوجود الإيراني المتزايد في سوريا، تطوّر قوة حزب الله العسكرية وإحتمال حرب مدمّرة بين إسرائيل وحزب الله". وأضاف: "هذا الموضوع نوقش في تقرير جديد للباحثين الإسرائيليين حول التقديرات الإستراتيجية، نشره معهد الدراسات الأمنية الوطنيّة في إسرائيل بعنوان الملامح العسكرية والسياسية للحرب المقبلة مع حزب الله".
وتابع: "من الصعب إختصار التقرير بكامله، لكن لا بدّ من التأكيد أنّ الحرب ممكنة والصراع قد يندلع بسبب أي حساب خاطئ، فشل في إستراتيجية ما أو أي تصعيد"، موضحًا أنّ "حزب الله يُراكم إمتلاكه أسلحة دقيقة، ويشكّل تهديدًا ضخمًا لإسرائيل، كذلك الأمر بالنسبة للتواجد الإيراني في سوريا. فالحزب وإيران يشكلان ميزانًا إستراتيجيًا بوجه إسرائيل، وأي ضربة يُمكن أن تؤدّي الى أضرار عسكرية ومدنية في إسرائيل".
ولفت إلى أنّ "حزب الله يُمكنه أن يقصف أنظمة الكهرباء بصواريخ دقيقة، الأمر غير المسبوق في إسرائيل، البنى التحتيّة للغاز الطبيعي، أنظمة تحلية المياه وغيرها من الأماكن".
كيف يُمكن أن تردّ إسرائيل؟
على إسرائيل تحديد الخطوط الحمر، بما في ذلك إمتلاك "حزب الله" للأسلحة الدقيقة، وخصوصًا مصانع الصواريخ على الأرض اللبنانية، كذلك الوضع في سوريا، والتأثير الكبير لأنظمة الأسلحة الإيرانيّة.
إضافةً الى ما تقدّم، فإنّ تواجد القوات الإيرانية في سوريا هو تطوّر جديد لم يكن خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة في تموز 2006. وعلى إسرائيل الأخذ بعين الإعتبار الوجود الإيراني في سوريا، وأن تكون جاهزة للتصعيد، هذا الأمر قد يلزم إسرائيل على أخذ التهديدات السورية واللبنانيّة كأمر واحد. كما على إسرائيل أن تقرّر بحسب الكاتبين، أن تواجه إيران مباشرةً أو عبر الحزب.
التطوّر الجديد الثاني الذي لم يكن أيضًا خلال حرب 2006 هو دور روسيا في سوريا. ويقول الكاتبان إنّ أي هجوم ضد إسرائيل على الحدود الشماليّة يُمكن أن ينسحب الى سوريا لأسباب عدّة. فالتواجد الروسي يجعل سياق الحرب مختلفًا، وبإمكان إسرائيل أن تشكّل تهديدًا حقيقيًا للنظام العلوي، لذلك يمكن لروسيا أن تحاول وضع حدّ للسياسة الإستراتيجيّة، السياسية وحتّى العملية لإسرائيل. كذلك فروسيا عنصر جديد يؤثّر في قيادة، كبح وانتشار الفرق، وتتحكّم أيضًا بطبيعة أي تسوية ممكنة في سوريا وآليات إنهاء الصراع الممكنة.
لذلك على إسرائيل أن تقرّر من هو عدوّها، فالظاهر هو "حزب الله"، لكن يُمكن أن يكون الدولة اللبنانية أو أن يحدّد بمحور إيران – حزب الله -النظام السوري.
وشدّد الباحثان على أنّ الحرب المقبلة لن ينتصر فيها حزب الله ولا تفوز بها إسرائيل، وبعد الحرب، الإفتراض الأبرز أنّ بإمكان "حزب الله" إعادة بناء نفسه، كما فعل بعد 2006. ولفتا الى أنّه سيحصل تدمير هائل في لبنان، والربح الذي سيحققه الحزب هو الضرر الذي سيصيب إسرائيل.
وختم الباحثان بالقول: "إذا إندلعت الحرب، ستحاول إسرائيل إلحاق الضرر بأسرع وقت ممكن بالحزب، ومحاولة الحدّ من الأضرار التي تصيبها وذلك للتقصير من طول مدّة الحرب".