تاريخ آل خليفة.. من الكويت إلى احتلال البحرين (3)

الثلاثاء 1 أغسطس 2017 - 12:35 بتوقيت مكة
تاريخ آل خليفة.. من الكويت إلى احتلال البحرين (3)

استعرضنا في الجزئين السابقين تاريخ آل خليفة وأصول هذه القبيلة الغربية عن البحرين، وفي هذا الجزء نتابع تاريخهم حتى احتلالهم أرض أوال، أي البحرين.

إلى الكويت:

يظهر مما سبق أنّ العتوب وصلوا إلى الكويت على دفعاتٍ متفرّقةٍ ولم ينزلوا جميعًا دفعةً واحدة، وقد كانت الكويت قبل ذلك أرضًا فقيرة لا يسكنها إلّا لفيف من العشائر التّابعة لابن عريعر، وعند وصولهم الكويت استأذنوا بني خالد حكّام الأحساء سنة 1127هـ / 1715م بالإقامة فيها فأذنوا لهم، فاستقرُّوا فيها تحت حماية بني خالد حيث مارسوا التّجارة وامتهنوا الغوص لجمع اللّؤلؤ والتّجارة البحريّة من وإلى الهند، فازدهرت أعمالهم وتكاثر السّكان في المدينة وأقبلت عليهم قبائل مختلفة (القناعي ص92).

وفي سنة 1129هـ / 1716م تحالف ثلاثة من أهم زعماء القبائل التي سكنت الكويت وهم صباح بن جابر بن سلمان بن أحمد وخليفة بن محمد وجابر بن رحمة العتبي رئيس الجلاهمة على أن يتولّى صباح الرئاسة وشؤون الحكم وأن يتشاور معهم ويتولّى خليفة شؤون المال والتّجارة ويتولّى جابر شؤون العمل في البحر وتقسّم جميع الأرباح بينهم بالتّساوي (خزعل ص42)، بشرط أن يبقى كلّ ذلك تحت الحكم الخالديّ المباشر.

دخل العتوب في جمود سياسيّ لما لا يقل عن 50 عامًا وركّزوا جلّ اهتمامهم على التّجارة والشّؤون الماليّة، وقد ساعدهم الصّراع بين أفراد الأسرة الحاكمة من بني خالد عقب وفاة سعدون سنة 1722م على التمتّع بنوعٍ من الاستقلال الداخليّ وفي سنة 1752م أتاح الخطر الوهابي القادم من نجد على شرقيّ الجزيرة على الحصول على استقلال تام؛ نظرًا لمشاغلة الوهابيّون بني خالد.(أبو حاكمة، تاريخ الكويت الحديث ص27).

إلى الزبارة:

رغم الثّروة والاستقلال التي حقّقتها قبائل العتوب في الكويت إلّا أنّ آل خليفة قرّروا –فجأةً- عام 1766م ترك الكويت والهجرة منها إلى الزّبارة وهذا ما يطرح تساؤلات عن سبب هجرتهم، ولماذا الزّبارة بالذّات؟

هناك عدّة أسبابٍ ذكرت في الرّوايات وعلى لسان المؤرّخين، منها:

  • طموح وحبّ آل خليفة للانفراد بالحكم، ورغبتهم في تكوين مملكةٍ خاصةٍ بهم.
  • التّشاحن والحسد على الثّروة والمال اللذان أفرزتهما طبيعة الحياة القبليّة.
  • الطّمع في زيادة الثّروة والأرباح من خلال الاقتراب من مورد اللّؤلؤ الرئيسيّ فيكونون موردين للّؤلؤ بدلًا من شرائه والتّجارة به.

ولعلّ السّبب الأبرز هو تجدّد الأحلام القديمة بالسّيطرة على جزيرة البحرين عبر التّعاون مع الإنكليز من أجل تحقيق ذلك: في مطلع العام 1773م انتقل مرض الطّاعون من بغداد للبصرة وبدأ يستفحل فيه بشكل وباء قاتل، ممّا تسبّب في هلاك المئات هلاكًا يوميًّا، ولذلك هرب من البصرة خلقٌ كثيرٌ للقطيف والبحرين، وهو ما أدّى لانتشار الوباء فيهما.

نتج عن وباء الطّاعون هذا، هلاك ما يقارب المليونين؛ وهو ما أدّى لتدمير تجارة البصرة تدميرًا شبه كامل ودمارًا هائلًا في البحرين والقطيف؛ ويعتقد بعض الباحثين أنّ انتشار هذا الوباء يمكن أن يكون مفتعلاً من قبل الاستعمار كنموذج عملوا به لإضعاف الشّعوب، أو أن يكون نتيجة ثانويّة لتخريبهم للنّظام الاجتماعيّ والاقتصاديّ عبر دعم القراصنة واستجلابهم للمنطقة. [راجع: الطّب الامبرياليّ والمجتمعات المحليّة]

في هذه الفترة، أي عام 1774م (1188هـ) بعد حوالي عام من انتشار الطّاعون الذي أضعف شعوب المنطقة، قام خليفة بن محمد بتأسيس بلدة الزّبارة في أرضٍ سبخة على الشّاطئ الشماليّ الغربيّ لقطر.

ولم يكن تأسيس الزّبارة كميناء ومركز استقرار للعتوب القراصنة بمعزل عن سائر الحوادث في المنطقة، حيث أن خطط شركة الهند الشرقيّة كقوّة استعماريّة تمارس التّجارة الاحتكاريّة بدأت تتّضح لشعوب المنطقة، حيث أرسل لاتوش وإبراهام من البصرة إلى مجلس المديرين للشّركة النّص التاليّ:

«إنّنا في بوشهر نتعرّض لنفس الضّغط الذي نتعرّض له في البصرة، فالشّيوخ في بوشهر يتدخّلون في كلّ صغيرة وكبيرة من شئون التّجارة بالميناء، وحتى أنّ التّجار المقيمين بها يرون أن لا طائل من وراء تجارتنا في تلك المدينة».

ولهذا، فإنّ تأسيس الزّبارة في هذا الوقت لم يكن محض صدفة، حيث أُقيمت العلاقات المباشرة بين ممثّلي شركة الهند الشرقيّة الإنجليزيّة والعتوب بشكل مُعلن؛ أمّا البضائع المشحونة لحساب شركة الهند الشرقيّة من الهند إلى حلب، والتي كانت تُنقل إلى بوشهر والبصرة أولاً، أصبحت تفرغ الآن في الزّبارة أو الكويت، ومنها تحمله قوافل العتوب وحلفائها إلى حلب عبر الطّريق الصحراويّ متجنّبة البصرة.

كلّ ما سبق، من ممارسة العتوب للسّطو على تجارة الأهالي، والتّحالف مع الاستعمار البريطانيّ متمثّلة في شركة الهند الشرقيّة أدّى لتراكم ثروة هائلة لديها، ساهمت بتوسعة أسطولها الحربيّ، والذي يدرّ المزيد من الثّروات عبر القرصنة أو التعاون مع الاستعمار (موقع ­ائتلاف 14 فبراير، http://www.14f2011.com).

لم يحاول آل مسلم حكام قطر آنذاك منع العتوب من سكن الزّبارة واتخاذها مقرًّا لهم رغم تجربتهم السّابقة معهم؛ ويعود سبب ذلك للعلاقة الطّيبة بين آل خليفة وبني خالد حكّام شرق الجزيرة والأحساء الذين يهابهم آل مسلم. على الرّغم من ذلك ألزم آل مسلم الخليفيّين بدفع إتاوةٍ سنوية لهم، وقد اعترف بالبداية خليفة بن محمد بسلطة آل مسلم باعتبارهم نوّابًا لبني خالد في قطر ودفع لهم الخراج إلى سنة 1186 هـ/ 1772م. عندما تمكّن من تحصين المدينة وفرغ من بناء قلعته الحصينة بالقرب من ماء مرير امتنع عن دفع الخراج وتحصّن في قلعته واستطاع ردّ المهاجمين والحفاظ على حكمه (محمد النبهاني، التحفة النبهانية ص121).

احتلال البحرين:

شكّلت الأحداثُ المتعاقبةُ قبيل احتلال البحرين طريقًا سهلًا يستطيع من خلاله آل خليفة بمعونة العتوب الحصول على موطئ قدمٍ لهم في أرض أوال الطّاهرة، ويتوهّم من يظنّ أنّ هذا وليد الصّدفة، إنّما هي خيوط لعبةٍ نسجتها الحكومة البريطانيّة ونفّذتها الأيادي الخليفيّة والعتبيّة من أجل تثبيت الاستعمار البريطانيّ في الخليج (الفارسي) وتحقيق أطماع البدو القبليّين، هكذا التقت المصالح بين الدّناءة الأوروبيّة والقبليّة البدويّة.

والملاحظ في هذه الأحداث محاولة البريطانيّين تغييب أنفسهم عن المشهد وعدم الحديث عن هذه الفترة إلّا بلغة الشّاهد لا أكثر، والواقع أنّ أصابع الاتّهام تتّجه لهم في المستوى الأوّل، فكيف تُفسّر أطماع شركة الهند الشرقيّة ونشاط الأسطول الإنكليزيّ في الخليج (الفارسي)؟! كيف يفسّر امتداد جسور التّواصل بينهم وبين الخليفيّين المعروفين بالإجرام والقرصنة قبل احتلال البحرين؟.

قبل التعرّض للأحداث التاريخيّة في الاستيلاء على جزر البحرين لا بأس باستعراض الحالة الاجتماعيّة والسياسيّة التي لفّت البحرين آنذاك.

سكّان البحرين:

على عكس آل خليفة الذين يختلف الباحثون في نسبهم وأصولهم فإنّ سكّان البحرين الأصليّون لا يحتاجون لإثبات هويّاتهم؛ لأنّها حقيقة ناصعة لا يشوبها ظلام التّزييف، كلّ المصادر التاريخيّة تشير جميعها إلى أنّ سكّان البحرين هم من العرب الشّيعة ويُدعون بـ"البحارنة"، وممّا يثبت ذلك:

  • مقبرة أبوعنبرة هي كنزٌ من كنوز جزيرة البحرين، تاريخٌ وتراثٌ ثمينٌ لا يقدّر بثمن، فيها قبورٌ أثريّةٌ تختزلُ قرونًا من تاريخ جزيرة أوال، قبورٌ تضمُّ بين طيّاتها رفات أكابر العلماء والفقهاء والشخصيّات التاريخيّة التي ساهمت في كتابة تاريخ البحرين القديم، يكفي التأمّل وقراءة ما نحت على ساجات العلماء من أسماء وتواريخ لتكتشف التّاريخ العريق لسكّان هذه الجزيرة.
  • يقول شهاب الدّين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحمويّ الروميّ البغداديّ المتوفّى في القرن السّابع الهجريّ سنة (626 هـ)، في كتابه معجم البلدان (ج4 \ ص150) في باب (العين والميم وما يليها) في مادة (عمان)، قال:

"وأهل البحرين بالقرب منهم بضدِّهم كلّهم روافض سبائيون لا يكتمونه ولا يتحاشون وليس عندهم من يخالف هذا المذهب إلّا أن يكون غريبًا".

  • يقول مؤرّخ البلاط الخليفيّ النبهانيّ في كتابه التّحفة النبهانيّة: "كان غالب سكّان البحرين شيعة شديدي التّعصب على إخوانهم السنيّين" (التحفة البنهانيّة ص123).
  • نقود الدّولة العيونيّة المسكوكة في القرن السّادس الهجريّ حيث كُتِبَ عليها "عليٌّ ولي الله".

من ناحيةٍ اجتماعيّةٍ، يذكر مونيك كرفران (1988م)، ما كتبه المعلّم (القبطان) أحمد بن ماجد، عندما زار أوال في نهاية القرن الخامس عشر، إذ أشار إلى أنّ "أوال تحتوي على 360 قرية، ومياهها العذبة متوفّرة في كل مكان، وأنّها تحتوي على مكانٍ في البحر ينبع منه الماء العذب وهناك حول البحرين مصائد اللّؤلؤ وتجارتها التي تعتمد على 1000 سفينة. وفي البحرين قبائل عربيّة وتجّار وعدد كبير من النّخيل والخيول والجمال والماعز والغنم، والرّمان، والتّين واللّيمون، وغيرها". وذكر ابن ماجد أنّ تجار هرمز يقصدون البحرين لشراء اللّؤلؤ ثم بيعه في الهند بأرباح طائلة. وذكر محمد علي العصفور (مجلّد مخطوط باليد 1901) "قال بعض مشايخنا كان عدد قرى البحرين في زمان السّابق بعدد أيام السّنة".

على الصّعيد الآخر في الجانب السياسيّ الذي مرّت به البحرين قبل احتلال آل خليفة لها ارتأينا أن نستعرض ما أورده لوريمر في موسوعته دليل الخليج (الفارسي) حتى يستنبط القارئ منها الجو العام آنذاك (مع الأخذ بعين الاعتبار أن الإنكليز من المشاركين الأساسيّين في احتلال البحرين لذلك لابدّ وأنّ التّاريخ سيكتبونه على هواهم وبطريقة تبعد السّهام عنهم، إلّا أنّ تغييب كلّ الحقيقة ليس بالأمر الهيّن) :

الإيرانيّون يطردون البرتغاليّين من البحرين حوالي سنة 1602م:

ليس ضروريًّا ونحن نتتبّع مجرى الأحداث في البحرين أن نرجع لتاريخها قبل سنة 1602م، ففي هذا الوقت تقريبًا قام الإيرانيّون بطرد البرتغاليّين من الجزر وما زالت أطلال القلعة القائمة حتى اليوم على السّاحل الشماليّ للجزيرة الكبرى في البحرين والمعروفة باسم قلعة العجاج شاهدة على احتلال البرتغال لها.

ويبدو أن الإيرانيّين قد استعادوا ملكيّة الجزر بعد فترة مؤقّتة، وفي سنة 1622م لابدّ أنّه كان لهم موقع عسكريّ فيها لأنّهم جلبوا من هناك كميّة كبيرة من البارود لاستخدامها لحصار هرمز.

احتلال إمام عمان للبحرين 1718م:

وفي سنة 1718م تقريبًا نزل عرب مسقط إلى جزر البحرين، وكانت مسقط في ذلك الوقت تحت حكم سلطان بن سيف الثانيّ أحد أئمة اليعاربة. ولا يتضح لنا ما إذا كانت جزر البحرين مهملة في ذلك الوقت أم أنّ حامية إيرانيّة كانت مقيمة فيها، لكنّ مستعمريها على أيّة حال لم يكونوا يواجهون أيّة صعوبات في تأكيد سيطرتهم عليها. ويبدو أن احتلال عمان لهذه الجزر لم يدم إلا وقتًا قصيرًا فقط، ويقال أنّ هذا الاحتلال قد انتهى نتيجة هجرة أهل البلاد الأصليّين من موطنهم وإقامتهم في مناطق أخرى هربًا من المظالم الأجنبيّة الواقعة عليهم.

سيادة عرب الهولة على البحرين 1715 – 1753م:

وفي منتصف القرن الثّامن عشر كان عرب الهولة –الذين ما يزالون ممثّلين تمثيلًا قويًّا في الجزر حتى اليوم- هم أكبر القبائل المستقرّة فيها وهم الذين يتحكمون في سياسة الأرخبيل كلّه، لكن الانقسامات والخلافات الداخليّة فيما بينهم كانت قد أنهكتهم في سنة 1753م إلى حدّ يسّر احتلال الجزر لأيّة دولة أجنبيّة.

ضمّها لإيران حوالي سنة 1753م:

ويبدو أنّه في نفس هذه السّنة أغرت الحالة الداخليّة في البحرين الشّيخ ناصر حاكم بوشهر من قبل الحكومة الإيرانيّة –على النّزول إلى الجزر، وبمعونة المير ناصر- زعيم ريق- استطاع تدعيم سلطته هناك. وهكذا أصبحت الجزر مرّة أخرى تابعة لإيران، اسميًّا على الأقل.

وكيل شيراز وعائدات البحرين 1755 – 1767م:

وفي سنة 1755م أمر الوكيل كريم خان في شيراز بسجن الشّيخ ناصر نظرًا لامتناعه عن دفع مبلغ خمسة آلاف تومان لحساب عوائد البحرين في السّنوات الثّلاث التي كانت تحت إمرته فيها، ويبدو أنّ الوكيل أصرّ على أن يدفع الشّيخ ناصر أربعة آلاف تومان كلّ سنة عن عوائد بوشهر والبحرين معًا.

أحداث في البحرين 1757 – 1783م:

ولا تتوفّر لنا المعلومات عن الأحوال الداخليّة للبحرين (من غير المعقول عدم توفّر معلومات في هذه الفترة التي كان الاستعمار الإنكليزيّ على شكل شركة الهند الشرقيّة موجودًا في الخليج الفارسي وهذا ما يعزّز الحقيقة القائمة بمسؤوليّة الإنكليز في الأحداث آنذاك) في عام 1771م هاجم قراصنة خارج سفينتين ترفعان العلم البريطانيّ وسفنًا أخرى عديدة، وحملوها إلى البحرين حيث أبقوها هناك حتى تيسّرت لهم فرصة نقلها إلى ريق. وفي 1779م قام شيخ من البحرين يدعى ناصر كان جاء على سفينته له بدور في استعادة بوشهر لحساب شيخها المدعو ناصر أيضًا – ممن يدعى باقر خان الذي كان قد سيطر عليها. وهذه الأحداث التي لا تكاد تتعلّق بالبحرين نجدها بالتّفصيل في أماكنها الصّحيحة.

العتوب يغزون البحرين 1782م:

كذلك يمكننا القول بأنّ الصّراع في البحرين أثاره (هجوم) إيران على الزّبارة (كان لزامًا على لوريمر توضيح سبب (هجوم) إيران وقوى المنطقة على الزّبارة لما كانت تشكّله من تهديد حقيقيّ على الشّعوب الموجودة هناك بسبب تصرفات العتوب فيها). وهي مستوطنة مزدهرة أقامها العتوب واستقرّوا فيها بعد هجرتهم من الكويت على ساحل قطر المواجه للبحرين، وكان كريم خان زند قد كلّف الشّيخ ناصر شيخ بوشهر والبحرين بإخضاع الزّبارة، ويبدو أنّه قام بمحاولة سابقة 1777م لتنفيذ هذه التّعليمات.

وبعد موت كريم خان، وفقدان الحكومة الإيرانيّة قدرتها على العمل وقتًا ما، انتقم عرب الزّبارة لأنفسهم –في سنة 1782م على الأرجح- بأن نزلوا على جزيرة البحرين وأوقعوا الهزيمة بالشّيخ ناصر في ميدان القتال، وطاردوه حتى الجأوه إلى قلعته، ونهبوا مدينة المنامة ودمّروها، واستولوا على سفن بوشهر وعادوا بها إلى الزّبارة.

للوقوف على تفاصيل أكثر عن هذه الفترة راجع كتاب خالد الهارون، تاريخ عرب الهولة والعتوب ص38-44.

سبق احتلال البحرين عدّة اصطداماتٍ وحوادثَ بين العتوب وأهل البحرين منها الحادثة التي ذكرها الشّيخ يوسف البحرانيّ في كتابه "لؤلؤة البحرين" سنة 1700م، ومنها ما يذكره الوكيل الوطنيّ لبريطانيا في البحرين أبوالقاسم عباس ابن المونشي في رسالته إلى القنصل البريطانيّ في الخليج الفارسي عام 1783م يذكر: "أنّ سبب قيام حاكم البحرين بمحاربة أهل الزّبارة (آل خليفة) هو أنّهم قتلوا واحدًا من غواويص البحرين" (تسجيلات المكتب الهندي). كذلك يُشير لاتوش المقيم البريطانيّ في البصرة أنّ العتوب استولوا في مطلع عام 1782م على عدّة سفن تابعة لبوشهر وبندر ريق، ويذهب إلى القول أنّ العتوب استولوا على البحرين ونهبوها (أبو حاكمة، تاريخ الكويت ص16).

ومنها ما يذكره آل خليفة أنفسهم أنّ في بعض الأيام جاء خدم لآل خليفة إلى البحرين بالتّحديد جزيرة سترة لشراء جذوع النّخيل فحدث عراك بين الخدم وأبناء البحرين الأصليّين -لأنهم جاؤوا كلصوص وليس ضيوف- ممّا أدى لمقتل خادم لآل خليفة يسمّى إسماعيل، فأرسل آل خليفة قوّةً صغيرةً إلى الجزيرة قامت بقتل خمسة أشخاص من سكانها وعادت سالمة (محمد النبهاني، التحفة النبهانية ص123-124).

المصدر: كتاب آل خليفة الأصول والتّاريخ الأسود

يتبع..

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 1 أغسطس 2017 - 12:20 بتوقيت مكة