فجأة ارتدى الجميع “معطف” النصر الكبير الذي مرغ عنجهية العدو {ومن يصطف في فلكه} في الوحل وصارت الفضائيات العربية تنضح “وطنية” و”اخلاصا” وكل يغني على ليلاه وينسب “الفضل” لمن يقف خلفه.
لحظة انا هنا لا “أؤلف” من نسج خيالي البتة وانما اتماهى وانسجم مع الخط الرئيسي لوسائل الاعلام التي بقيت “معتكفا” على متابعتها وطبعا حصة الاسد للصحف الرسمية السعودية التي سنبدأ معها حيث صاغت عناوين عريضة على غرار “الاقصى في قلب سلمان” و”بالبنط العريض”.
كدت اصدق صوتا يردد هذه الكلمات بمنتهى “البلادة” أمامي { يا الله ما اسعدنا اذ بعد كل هذه العقود من الحرمان والجفاء والانكسارات دقت ساعة الحقيقة المنتظرة} ، حتى موقع “تويتر” غرق تحت وسم بالعنوان السالف الذكر والحقيقة ان ما “استفزني” ان الكثير من الاعلاميين العرب الذين احببتهم في طفولتي كشروا عن معدنهم “النفيس″ حقا.
{لا تفهموني غلط } فالقصد انهم مع القضية الفلسطينية قلبا وقالبا لكن المساحة المخصصة لهم في الفضائيات الممولة خليجيا لم تسمح لهم “بابراز″ ذلك الجانب و“الحمدلله” وجدوا الفرصة مواتية في ظل السوشال ميديا وتحديدا مع الوسوم التي يعشقها الحكام العرب بالذات.
وللامانة أعترف انني اشعر بالحيرة من الاحاطة بهذا الموضوع بالذات لانه “طويل وعريض ” فكل الفضائيات الرسمية {كنا حقا نظلمهم ونتجنى عليهم كثيرا} “تفاعلت” مع نصر اهلنا البواسل في القدس حتى “دوزيم” المغربية صاحبة السجل المشرف في “النضال” وتحديدا “ليلة كل سبت” {شاهدوا سهراتها عن القضايا الرئيسية للامة} .
اما الاخبارية السعودية بلونها الاخضر الزاهي “المحبب لقلبي” فخصصت تقارير مطولة للحدث، لكن ليست من قلب القدس وانما تلت البيانات الصادرة من الديوان الملكي {زي بعضو لطالما المصلحة واحدة } التي “أبلغتنا ” بالنتيجة النهائية التي انعشت الفؤاد والروح.
وقناة العربية طبعا لم تفوت الفرصة عبر برنامج “تفاعلكم ” المخصص للوسم الذي ملا الدنيا وشغل الناس {الاقصى في قلب سلمان ” وناقشت التفاعل “الرهيب ” من الجماهير العربية والسعودية السعيدة بالنصر الكبير {كدت أكتب الجيوش الالكترونية}.
اما قناة الجزيرة فزاغت عن الطريق و شككت في تقرير لزياد بركات تلاه السوداني الزبير نايل ” والله زمان يا زول ..كلما سمعت هذا الاسم اتذكر سنوات الدراسة الابتدائية بيني وبينكم كنت مخبولا بالمحطة واسماءها ليش الكذب}، وزكى أحمد منصور الطرح بتغريدة واضحة المعالم حول محاولة “بعض الحكام العرب سرقة النصر”.
لكن الاكثر مصداقية بالنسبة لي على الاقل كانت مسنة مقدسية على شاشة “الميادين ” حين قالت بالحرف “مصر والسعودية موكفوش معنا ” .
حقيقة أشعر بالضياع في صياغة هذا الموضوع، فهل اكتب ساخرا ام اواجهكم بالحقيقة المرة ؟
هل من يملك المال والاعلام يحق له تزييف الحقائق وتسويق الدجل بهذا الاسلوب الوضيع ؟
تحية اكبار واجلال لاهلنا في القدس من صانوا الوعد والعهد ..انتم الامل والشرف الوحيد ..
اما “لوطنيي الغفلة ” فاقول “عيب ” ..
للحديث بقية ..
“يا فضحتك يا مولانا ” :الدعاة يختبئون كالجرذان خوفا من الاقصى :
ومن الاعلام نتوجه صوب “شيوخ الفضائيات ” الذين تواروا عن الانظار مختبيئن كالجرذان حين يتعلق الامر بالقدس واهلها، هذا ليس كلامي وحدي فقط والدليل موجود ومحفوظ حيث كشفت قناة “الاقصى ” الفلسطينية على لسان احد اعلامييها انه جرى الاتصال بثلاثين “عالما ” و “داعية ” من اجل التعليق على ما يجري في القدس فكان الرد حاسما بالرفض نهائيا الدخول على خط الموضوع .
“يا فضحتك يا مولانا “، رغم انني شخصيا كنت اتمنى من القناة ان تجاهر بنشر لائحة تضم اسماء الرافضين كي “يتعظ ” الكثير من مدمني متابعة برامجهم الرمضانية و اليومية على القنوات الفضائية العربية “المكتنزة ” من حيث الاعلانات والعقود .
لكن احقاقا للحق وبعد التفكير مليا وجدت ان الامر يتعلق بقناة فلسطينية تسير في مجملها بامكانيات لا توازي حجم ما يصرف على برنامج واحد لاحد “الدعاة ” الداعيين للزهد والورع، فما الذي سيجبر “شيخنا الجليل ” اذن على قبول “العرض ” والتقليل من اسمه اللامع ؟
خلاصة القول ان بطولات المرابطين والمرابطات في الاقصى لم تكشف عورة المحتل الغاصب فحسب بل أسقطت ورقة التوت الاخيرة عن الاعلام العربي و”شيوخه ” الذين يتاجرون بالدين حسب الدفع وبناءا على الاوامر العليا من “ولاة الامر ” .
الخزي والعار للخونة المطبعين ..
عودة “البطولة العربية ” لكرة القدم لتكريس الهوة العربية : لماذا تستهزئون بالاندية المغاربية ولاعبيها ؟ :
لطالما كانت “البطولة العربية ” {اطمنئوا اقصد المسابقة الخاصة بكرة القدم فقط ذلك ان هذا العنوان فضفاض ولا يليق استخدامه حاليا } مرتبطة عندي بالكثير من الذكريات السيئة في فترة من الفترات وتحديدا حين كانت برعاية السعودية وامراءها وقنوات {اي ار تي ” حيث كانت الاندية التي احبها تتعرض “لظلم تحكيمي ” في واضحة النهار ولا احد بامكانه ان يرفع صوته ولا حتى القنوات التلفزيونية بامكانها القدرة على المجاهرة بذلك وكيف لا و “المكافات ” المالية المرصودة “دسمة ” للغاية وكفيلة “باسكات ” الجميع حتى من ارتكبت في حقهم “مجازر تحكيمية ” .
المهم بعد انقطاع دام لخمس سنوات عادت “البطولة ” مجددا وتنظم حاليا في مصر، لكنها ورغم كل “الشعارات المتهالكة ” التي يسعى لبعض لتصديرها حولها مازالت تحتفظ بنفس “الروائح العفنة ” واسالوا فريق “نفط الوسط ” العراقي مثلا او “الفتح الرباطي ” المغربي في مباراته الاولى ضد الزمالك .
اما اعلاميا فقد حظيت قناتي “أبوظبي الرياضية ” و “اون سبور ” المصرية “بشرف ” البث الحصري للمباريات، لكن الملاحظ والكارثي بالنسبة لي شخصيا يكمن في “الجهل ” الفاضح الذي اظهرته تلك القنوات تجاه أندية المغرب العربي بالذات والتي مثلتها “نصر حسين داي ” الجزائري و “الفتح الرباطي ” المغربي ” و العريق التونسي “الترجي الرياضي ” .
للامانة التغطية وساعات البث المخصصة “للبطولة ” كبيرة لكن مع “اهمال ” مفرط للاندية المذكورة وأخطاء فادحة في نقل اسماء لاعبيها والمعلومات عنهم بالاضافة الى استصغارهم من لدن المعلقين تحديدا والدليل يمكن استنتاجه في لقاء الفتح مع النصر السعودي والذي انتهى بنتيجة ساحقة للفريق المغربي لكنها لم تعجب المعلقين المصريين والاماراتيين “الحريصيين ” على “مشاعر ” الفريق “العالمي ” السعودي .
عن اي “اخوة ” وروابط نتحدث في ظل هذا “التفاوت ” و هذه “الهوة العميقة ” التي تزداد يوما بعد الاخر بفعل هذه “الاهانات ” المتكررة في كل “مناسبة ” مشابهة ؟
المشاهد العربي والمغاربي ذكي للغاية ويمكن استخلاص “عتبه ” وانزعاجه عبر السوشال ميديا حتى ان الكثيرين طالبوا “بالابتعاد ” اصلا عن مثل هذه “التظاهرات “، والحقيقة انه اذا ظل هذا الاسلوب قائما فالاولى والاجدر استمرار الغياب لسنوات اخرى “ارحم ” من كل هذه الاكاذيب ..
مقال بقلم : عادل العوفي