بالفعل هو أمر مُضحك، وعلى قدر ما هو مُضحك، هو مُبكي، لأننا وصلنا أو أوصلونا إلى كل هذه السطحية في التفكير، للإمعان في الخُصومة، وتبيان خطأ الآخر، وإظهار عُيوبه، بطريقة أشبه بتلك طريقة الخُصومة الطفولية، والتي كنّا نمتنع فيها عن تناول أطعمة بعضنا، وفي حالة العداوة الكُبرى، كنّا نمتنع عن الجُلوس مع بعضنا في “الفُسحة” أو “الفُرصة” بين الحصص الدراسية، ألم نصل إلى ذلك المستوى في خُصومة الدّول الأربع المُقاطعة لقطر؟!
لا نعلم حقيقةً إن كان المُتّصل بالفعل يُصدّق تلك الدراسات التي أثبتت أن الأمير تميم هو البغدادي، أم أن الجيوش الإلكترونية “الجرّارة” التي تتحكّم بالاتصالات، والمنشورات والتغريدات، هي من “افتعلت” ذلك الاتصال، أو أخبرته بما تمخّض عن “المُتابعة”، وإن كان كذلك، أي عاقل هذا الذي سيُصدّق أن “تميم” هو ذاته البغدادي، على الأقل لو عقد مُقارنة بين الصّورتين، ربّما الشبه الوحيد الذي يجمعمها هو أنّهما “رَجُلين”!
* خالد الجيوسي/ راي اليوم