لا زالالسفير السعودي في القاهرة يعيش دور سفير القوة العظمى ويطلق تصريحات بالغة الخطورة والأذى لدولته اعتقادا منه بأنه فوق الحساب.
القطان استدعى ثلة من الصحفيين المصريين حسب جريدة الأهرام المصرية (وأوضح فى حوار مع «الأهرام» وعدد من الصحف القومية أن...) والحوار منشور في جريدة الأهرام بتاريخ 21-7-2017.
المعنى أن الأهرام بجلالة قدرها ذهبت ضمن وفد لإجراء حوار مع جلالة السفير المعظم وبالتالي فهو ليس حوارا بل مؤتمر صحفي أو مجرد (لمة) اجتمع فيها الأحباب والأصحاب لنقل تصريحات كان من الممكن استلامها عبر البريد الالكتروني، إلا أن (الحبكة الصحفية) اقتضت أن يذهب وفد ليلثم الأعتاب ويشرب القهوة ولعل هناك كيمياء للعلاقة بين هؤلاء لا يعرفها من هو مثلي!!.
نسي السفير السعودي أن العلاقات الدولية تقوم على أساس المعاملة بالمثل وأن ما يحق لك (إن كان يحق لك) يحق لغيرك، كما أن مصر تعاني من العنف والإرهاب التي قد يسميها البعض معارضة مسلحة، بينما نسميها نحن إرهابا.
المندوب السامي السعودي قال بالحرف الواحد والنص من الأهرام (فى الوقت الذى كانت تدعم فيه المملكة القوى الوطنية السورية والجيش الحر، اختارت قطر دعم جماعات مسلحة تم تصنيفها دوليا كجماعات إرهابية، وهذا امتداد لما تفعله قطر فى ساحات حرب أخرى بدول المنطقة).
ولأن جلالة السفير لم يكن في حوار حقيقي بل كان في جلسة مع الأحبة فأحد لم يلاحقه بالسؤال التالي (وهل من حقكم دعم معارضة مسلحة ضد دولة ذات سيادة؟؟)!!.
كنا سنحترم إجابة السفير (صدقا أو كذبا) لو أنه زعم أن دولته لم ولن تدعم أي معارضة مسلحة لكنه اعترف بدعمه لما يسمى بالجيش الحر الإخواني، ورغم أنهم يزعمون أن قطر إرهابية لأنها دعمت جماعات مصنفة إرهابية ورغم أنهم هم من صنف الإخوان ضمن الجماعات الإرهابية!!.
صحفيون أم مساطيل؟!
بينما تبدي الخارجية المصرية (اليوم) أسفها واستياءهامنتمييز نظيرتها الأمريكية بين جماعات إرهابية وما يُسمى «جماعات معارضة سياسية عنيفة»، معتبرة ذلك تمييزا غير مقبول، نظراً لأن «كل جماعة سياسية تستخدم العنف هي جماعة إرهابية»، وفقاً للمتحدث المصري.
ورغم أنها حقيقة بديهية معلومة إلا أن المساطيل ابتلعوا ما قاله جلالة السفير ربما لأنهم يعتقدون أنه لا ينطق عن الهوى وأن أكاذيبه إن هي إلا وحي يوحى!!.
ماذا لو أن أحدهم قرر دعم (الجيش السعودي الحر) واضعا إياه ضمن (جماعات المعارضة السياسية العنيفة)؟!.
ألن يكون هذا تطبيقا لمبدأ المعاملة بالمثل؟!.
وماذا يومها عن مساطيل الصحافة المصرية الذين ابتلعوا تصريحات القطان؟!، هل سيكون من حقهم الإعراب عن رفضهم المطلق لاستخدام القوة المسلحة لتغيير النظم؟!.
أم أن آل سعود وسفيرهم يشكلان حالة استثنائية في السياسة الدولية؟!.
* احمد راسم النفيس/ قناة آفاق