وتقول صحيفة نيويورك تايمز عن سبب تنحية ابن نايف، إنه تم استدعاء الأمراء البارزين على عجل للقصر لمقابلة الملك، وجرى أخذ الأمير ابن نايف إلى غرفة أخرى، حيث جرد من هاتفه النقال، وطلب منه التخلي عن ولاية العرش ووزارة الداخلية.
ويشير التقرير إلى أنه تمت دعوة أعضاء مجلس البيعة، وقيل لهم إن الأمير بن نايف غير صالح للحكم بسبب مشكلات إدمان الدواء، في إشارة إلى المسكنات التي يتناولها بسبب آثار محاولة الاغتيال التي ظل يعاني منها، حيث إنه كان يعاني من آلام مبرحة، فكان يتناول دواء أدمن على ما يبدو عليه.
ونقلت رويترز عن مصدر سعودي مقرب من الأمير أن: "الملك جاء للقاء محمد بن نايف وكانا وحدهما في الغرفة، وقال له: أريدك أن تتنحى، لأنك لم تستمع للنصيحة بأن تتلقى العلاج من إدمانك الذي يؤثر بصورة خطيرة على قراراتك".
وقال مسؤول سعودي كبير للوكالة إن محمد بن نايف أُعفي من منصبه لاعتبارات المصلحة الوطنية، ولم يتعرض لأي "ضغط أو عدم احترام". وأضاف المسؤول أن أسباب الإعفاء "سرية".
وحاول تنظيم القاعدة في اليمن، وفيه الكثير من السعوديين وعائلاتهم، اغتيال الأمير محمد بن نايف وكان وقتها مساعدا لوالده الذي كان على رأس وزارة الداخلية، وكان الرجل الثاني في المملكة من الناحية الأمنية.
منصب شاغر
كما تم تفسير استحداث منصب ولي ولي العهد في السعودية على أنه طريقة للتخلص من ولاة العهد الذين لا يرغب بوصولهم إلى العرش، بدءا من الأمير مقرن بن عبد العزيز الذي كان وليا لولي العهد الأمير سلمان، الذي قيل إنه سيخرج من ولاية العهد لصالح الأمير مقرن، إلا أن الملك عبدالله توفي وتسلم سلمان الحكم، وتابع بالطريقة نفسها وعين محمد بن نايف وليا لولي العهد، ونجح بإزاحة الأمير مقرن من ولاية العهد.
ثم كرر الملك سلمان السيناريو السابق نفسه مع ابن نايف، وعين نجله وليا لولي العهد، الأمر الذي هيأ الرأي العام لاستقبال نبأ إزاحة محمد بن نايف وصعود ابن سلمان لولاية العهد.
وحاول ابن نايف مقاومة إزاحته من ولاية العهد كما نشرت نيويورك تايمز، لكنه رضخ أخيرا.
ولا يزال منصب ولي ولي العهد شاغرا منذ انتقال ابن سلمان إلى ولاية العهد، بعد أن أمر الملك سلمان بن عبد العزيز بإعفاء الأمير محمد بن نايف من منصبه.
جاء الأمر ضمن حزمة أوامر ملكية تضمنت تعيين وزير للداخلية خلفا لمحمد بن نايف، الذي كان يشغل المنصب نفسه أيضا، إضافة إلى تعيين عدد من الأمراء مستشارين في الديوان الملكي وسفراء بالخارج.