صحيفة بيلد الألمانية، كشفت حقيقة الفتاة التلميذة ليندا التي تبلغ من العمر 16 عاماً، وتنحدر من ولاية ساكسونيا. وقالت المتحدثة باسم مكتب الشرطة الجنائية الألمانية أن الشرطة الجنائية الألمانية تجري المزيد من التحقيقات بشأن الفتاة.
كيف وصلت ليندا إلى العراق؟
منذ سنة، فرت ليندا من منزل والديها ببلدة بولسنيتز بمدينة دريسدن، علماً بأن والديها كانا في السابق يخشيان من انضمام ابنتهما إلى تنظيم "داعش" بعد أن كانت اعتنقت الإسلام وبدأت تصطحب المصحف معها إلى المدرسة. كانت الأجهزة الأمنية قد اقتفت آثار هذه الفتاة التي غادرت مدينة دريسدن في اتجاه مدينة فرانكفورت في مطلع تموز/يوليو من سنة 2016، لتسافر إلى مدينة إسطنبول. وإثر ذلك، توارت ليندا عن الأنظار.
ووفقاً لمعلومات صحيفة بيلد، سافرت ليندا إلى سوريا بعد وصولها إلى تركيا. فقد أفادت حركة أحرار الشام الإسلامية للصحيفة أنها عثرت في مطلع شهر آب/أغسطس الماضي على مراهقة ألمانية على المعبر الحدودي في باب الهوى في مدينة إدلب، الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة. وقدمت الحركة صورة تثبت عثورها على المراهقة الألمانية.
بقيت الفتاة بضعة أيام في المعبر. ومن المرجح أن يكون عناصر تنظيم "داعش" كانوا في انتظار المراهقة الألمانية، المكناة بأم مريم، في سوريا، حيث كان في استقبالها أفراد من مجموعة جند الأقصى بعد أيام من وصولها إلى سوريا. وبتاريخ 15 آب/أغسطس من سنة 2016، توجه عناصر من مجموعة جند الأقصى إلى أفراد حركة أحرار الشام ليعلموهم بأن المراهقة الألمانية تنتمي لحركتهم. وبعد مفاوضات، تم تسليم المراهقة الألمانية إلى مجموعة جند الأقصى. ويذكر أن حركة أحرار الشام لا تملك أي معلومات بشأن كيفية وصول مجموعة جند الأقصى إلى ليندا.
من الممكن أن تكون التلميذة الألمانية قد أخبرت وسطاء على شبكة الإنترنت بشأن سفرها إلى سوريا. أو يمكن أن يكون عناصر جند الأقصى قد هربوا الفتاة الألمانية إلى معقل التنظيم. وتعتبر مجموعة جند الأقصى بمثابة حركة تابعة لتنظيم "داعش"، حيث تقدم المساعدة اللوجستية في نقل الأسلحة والتهريب، فضلاً عن الهجمات التي تستهدف قوات المعارضة.
وبعد أن شنت مجموعة جند الأقصى عدداً من الغارات على حركة أحرار الشام في بداية سنة 2017، تصاعد الخلاف بين الحركتين، حيث تحالفت حركة أحرار الشام الإسلامية مع مجموعات من الجيش السوري الحر ضد مجموعة جند الأقصى، لتندلع جملة من المعارك انتهت بحل مجموعة جند الأقصى. ونتيجة لذلك، فر عدد من عناصر هذه المجموعة إلى مدينة الرقة.
فرت ليندا من سوريا إلى مدينة الموصل العراقية
وقعت مدينة الموصل، التي تعد ثاني أكبر مدينة عراقية، منذ سنة 2014 تحت سيطرة تنظيم "داعش". ومنذ أيام، أعلنت الأجهزة الأمنية العراقية عن تحرير المدينة بعد تسعة أشهر من العمليات العسكرية.
ومؤخراً، راجت على مواقع التواصل الاجتماعي صور توثق لحظة اعتقال فتاة من قبل القوات العراقية في مدينة الموصل. وفي الأثناء، أفادت بعض المصادر أن هذه الفتاة شيشانية أو معتقلة إيزيدية. كما أفادت مواقع إخبارية عراقية أنه تم اعتقال فتاة ألمانية، ومن المؤكد أنها ليندا.
فيان دخيل، النائبة عن التحالف الكردستاني في العراق نشرت على حسابها في تويتر صورة للفتاة وقالت إنها ألمانية عملت قناصاً لدى "داعش" في معركة الموصل الاخيرة.
النائبة العراقية قالت في مقابلة مع DW أن الفتاة ألمانية الجنسية وأن مصادر موثوقة من المخابرات العراقية أبلغتها شخصياً بذلك. وقالت دخيل إنها شخصياً أرسلت وفداً إلى بغداد للتأكد من جنسية الفتاة بعد أن شكك البعض بأنها فتاة إيزيدية مختطفة من قبل "داعش"، وليست مقاتلة، ما أكسبها الكثير من التعاطف على الشبكات الاجتماعية.
وقالت السياسية العراقية لـ DW عربية إن الأجهزة الأمنية لا تزال تحقق مع الفتاة ولمعرفة إذا ما كان لديها شركاء، ولذلك فإن أية معلومات أخرى وبياناتها الخاصة لا يزال محظور تداولها.