وإعتبر أبو الهيل أن الخيار العسكري في الأزمة الخليجية تم إستبعاده بعد مرور ثلاثة أيام من إندلاع الأزمة في الـ 5 من حزيران/ يونيو الماضي.
وتابع أبو الهيل بالقول بأن السعودية منشغلة في الجبهة التي فتحتها في اليمن ولديها مشاكل داخلية وإنقسامات داخل الأسرة الحاكمة فيها حيث أن هناك من يقول أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تعرض لمحاولة إغتيال وهذه كلها مشاكل تمنع السعودية من المغامرة في فتح جبهة جديدة.
أمريكا وغيرها مستفيدة نوعاً ما من الأزمة الخليجية
وعن الدور الأمريكي في الأزمة المفتعلة بين قطر والسعودية وحلفائها وعما إذا كانت قد فعلت ذلك من أجل بيع الأسلحة، أكد أبو الهيل أن أمريكا وغيرها من الدول المصنعة للسلاح مستفيدة من الحروب الحاصلة في العالم، لأن بقاء العالم خالياً من الحروب يعني إغلاق مصانع الأسلحة في أمريكا وغيرها لأبوابها.
وأضاف أن أمريكا لها مصالح إستراتيجية في العالم وأن منطقة الخليج (الفارسي) ليست إستثناءاً من هذه المصالح، موضحاً أن واشنطن وغيرها لهم أدوار بنسب متفاوتة في خلق الأزمات وإفتعال المشاكل في العالم تماماً مثلما يحدث في الشبه الجزيرة الكورية التي تشهد صراعاً أمريكياً – صينياً بينما الضحية في ذلك هي كوريا الشمالية.
لاتأثير على تنظيم قطر لمونديال العالم 2022
وفيما يخص تأثير الحصار على إستضافة قطر لمونديال العالم 2022، أكد الكاتب القطري علي أبو الهيل أن قطر قامت بتعويض الـ50 إلى الـ60 بالمئة من إحتياجاتها الغذائية التي كانت تدخل اليها عبر المنفذ البري الوحيد لها في العالم وهو منفذ سلوى السعودي عن طريق تركيا وإيران و الدول الشقيقة والصديقة في العالم.
وأضاف أن قطر دولة منخرطة في العولمة منذ زمن وإقتصادها مرن وهو إقتصاد السوق وهذا يمكنها من أن تشتري من كل مكان في العالم وهي لديها ما يكفيها من الأموال والعملة الصعبة وبالتالي فإن الحصار لم يؤثر حتى الآن على تنظيمها لمونديال العالم 2022 ولن يؤثر أبداً رغم كل المؤامرات التي تحاك ضد قطر من قبل السعودية ودول خليجية ومنظمات المانية وبريطانية لإعاقتها عن تنظيم هذا المونديال.
لا يحق للسعودية أو اي دولة أخرى منع قطر من إقامة علاقات مع إيران
وعما إذا كان يحق للسعودية أن تمنع قطر من أن يكون لها تعاون عسكري أو إقتصادي مع إيران، أجاب أبو الهيل بأنه ليس من حق السعودية وغيرها منع دولة أخرى من أن تقيم علاقات من اي نوع كان مع اي دولة لأن هذا قرار سيادي واي دولة لديها الحد الادنى من إحترام قرارها السيادي الوطني لا يمكن ان تقبل بأي املاءات أو أي فرض للوصاية عليها.
وفي رد له على سؤال عما إذا كانت المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التعاون بين قطر وإيران، ذكر أبو الهيل أن علاقات قطر قبل الازمة مع ايران كانت بروتوكولية وإقتصادية لأن قطر تشترك مع إيران في حقل الغاز في شمال دولة قطر، مؤكداً أن التعاون الإقتصادي سيزداد طبعأ بعد الحصار واذا كان هناك من مشكلة في هذا فهذا يرجع لدول الحصار لأنها هي التي الجأت قطر إلى إيران وإلى غير ايران بعد ان تم الحصار البري والبحري والجوي عليها من قبلهم.
إيران أسهمت في إفشال مسعى خنق الشعب القطري إقتصادياً
وأضاف أبو الهيل أن إيران وتركيا وكل الدول الصديقة في العالم مدت لدولة قطر جسور التعاون والتكافل والتكامل بعد الحصار أكثر مما كان قبل الحصار حيث أفشل ذلك الحصار.
وعما إذا كان ممكناً أن يكون لقطر تعاون عسكري وأمني مع إيران مثلما هو حاصل مع تركيا، أجاب أبو الهيل بأنه يوجد تعاون إقتصادي بين دولة قطر والجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال الغاز المسال الطبيعي ومراقبة السواحل ومكافحة التهريب ومكافحة المخدرات وكل دولة هي التي تختار دولاً معينة للتعاون معها وهذا قرار سيادي يتعلق بالسياسة القطرية، مؤكداً أنه لا يعبر عن السياسة القطرية وانما يعبر عن الراي العام القطري ونبض الشارع القطري.
السعودية تريد لمجلس التعاون أن يكون جزءاً من وزارة خارجيتها
ورداً على سؤال عما إذا كانت السعودية تستغل مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي لصالحها أم لا، أكد أبو الهيل أن هذا شيء بديهي على إعتبار أن السعودية هي المقر لهذا المجلس والدول التي تعتبر مقراً، دائماً ما كان لها تأثير مثلما للقاهرة تأثير على الجامعة العربية ولأمريكا تأثير على الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وأضاف الكاتب القطري أن الرياض تريد لمجلس التعاون أن يكون جزءاً من وزارة الخارجية السعودية وهذا لا يمكن ان يحصل وأن الشعوب الخليجية لم تستفد من مجلس التعاون على الإطلاق وبعض الانظمة السياسية في دول الخليج (الفارسي) هي من إستفادت من هذا المجلس فقط.
لا مشكلة لقطر في الإنسحاب من مجلس التعاون إن رُبط ذلك في تخليها عن قرارها السيادي
وعما إذا كانت قطر ستنسحب من مجلس التعاون مثلما تحدث وزير خارجتها عن ذلك مؤخراً، أكد الكاتب القطري أنه إذا كان الخيار بين أن تظل دولة قطر تحتفظ بقرارها السيادي وترفض الإملاءات الخارجية وفرض الوصاية أو أن تخرج من مجلس التعاون فإن الدوحة لا مشكلة لديها في الانسحاب من مجلس التعاون لدول الخليج (الفارسي) لأن دولة قطر تمتلك كل مقومات النهوض ولديها شركائها التجاريين اقليمياً ودوليا.
قطر ضد الحروب التي تشنها السعودية والإمارات في اليمن
وعن إتهام السعودية لقطر بدعم الإرهاب في الوقت الذي تمارس فيه هي الإرهاب ضد الشعبين اليمني والبحريني وتدعم الجماعات الإرهابية في سوريا وكيف يمكن أن يوصف هذا، أجاب أبو الهيل بأن دولة قطر تعارض الحروب التي تشنها الرياض وأبو ظبي في اليمن، لافتاً إلى أن الدوحة كانت جزءً من التحالف الذي تقوده السعودية إلا أنها كانت لديها تحفظات ودورها كان محدوداً في ما يسمى بالتحالف العربي والإسلامي في اليمن.
وأضاف أن دولة قطر ضد قتل الإبرياء لأن الحروب حتى لو كانت "حروباً عادلة" لابد وأن يقع فيها ابرياء وضحايا، لافتاً إلى أنه إذا كانت لدى السعودية وحلفائها ادلة دامغة على أن دولة قطر تدعم الارهاب فلتقدمها.
كان يمكن تفادي الحرب في اليمن بدلاً من اللجوء الى الخيار العسكري
وعن طبيعة شخصية الملك سلمان وإبنه محمد وعما إذا كانا هذين الرجلين يؤمنان حقاً فقط بالحروب والنهج العسكري من خلال تدخلاتهما في اليمن والبحرين وسوريا والفظائع التي إرتكبوها هناك وأنه اليس من الأفضل لو إنتهجت السعودية سياسة العين الحمراء و"عاصفة الحزم" ضد "إسرائيل" بدل أشقاء عرب ومسلمين، أكد أبو الهيل على أنه كان يمكن تفادي الحرب في اليمن بدل اللجوء إلى الخيار العسكري، لافتاً إلى أن السياسة المكيافيلية (المكر والازدواجية والخداع) موجودة في الشرق الأوسط والخليج (الفارسي) وموجودة لدى السعودية والإمارات والتي تعني أن الغاية تبرر الوسيلة.
وأضاف أبو الهيل أن قطر ترى ان الوسائل غير المشروعة إتبعت في اليمن واتبعت في سوريا وإتبعت ضد قطر و البحرين وأن هذه كلها وسائل غير مشروعة لتحقيق غايات دنيئة من قبل السعودية والإمارات، مؤكداً أن السياسة الميكافيلية للاسف هي المتحكمة في المشهد السياسي العام لدى السعودية.