ساعدت "أحلام محسن علي" وهي واحدة من أخطر نساء جماعة "داعش" الإرهابي، مجرمة من الطراز الأول، في استيلاء الجماعة على الموصل "كبرى مدن العراق سكاناً"، في منتصف عام 2014، وكذلك على قريتها وناحية القيارة وجلب الموت والخراب للأهالي في حياتهم البسيطة.
اعتقلت أحلام مع أخيها وهو عنصر بارز بجماعة "داعش"، وفقا لمعلومات استخبارية، في عملية نوعية للقوات العراقية على الجسر الرابط بين الساحلين الأيمن والأيسر للموصل، أثناء عمليات تحرير المدينة واستعادتها بالكامل وإعلانها منتصرة في 10 تموز/ يوليو الجاري.
وحصلت "سبوتنيك" من مصدر أمني عراقي على اعترافات الداعشية "أحلام" التي أدلت بمعلومات عن عملها كعنصر للخلايا الإرهابية النائمة، واستخبارية وطباخة وزعيمة للنساء، بجماعة "داعش" الإرهابي، ولجماعات الإرهاب منذ سنوات طويلة بعد سقوط النظام السابق عند الاجتياح الأمريكي للبلاد عام 2003.
ويقول المصدر الأمني الذي تحفظ الكشف عن اسمه، وهو من منتسبي الأجهزة الأمنية بناحية القيارة، "شاهدت "الداعشية أحلام"، لمرة واحدة في حياتي، عام 2006، عندما داهمنا منزل أسرتها بسبب عملية إرهابية نفذها أحد أشقائها في الموصل.
وخلال التحقيق، تمسكت أحلام بفكرها المتطرف وتمجد بجماعة "داعش" رغم المجازر والهلاك الذي تسبب به لأهالي الموصل والقيارة وباقي المدن التي استولى عليها في شمال وغرب العراق، والجارة سوريا، حتى إنها توعدت القوات بالانتقام وكأنها لن تنال جزاءها القضائي على من ساهمت بإعدامهم ودفنهم بمقابر جماعية في قريتها.
واعترفت "أحلام" أنها ساعدت "داعش"، قبل سقوط الموصل في إيصال وجمع المعلومات له عن المنتسبين في الشرطة والضباط في قرية الحود، ومنحته أسماءهم، وعناوين منازلهم لاعتقالهم وتعذيبهم وإعدامهم باعتبارهم يشكلون خطرا على الجماعة الارهابية إما بالانتفاض عليه أو التآمر ضده.
زوجها لم يسلم من حقدها على الأجهزة الأمنية، كان منتسب في سلك الشرطة سابقاً قبل احتلال الجماعة للمدينة، ولأنه لم يبايع معها "داعش"، تركته وهربت إلى الموصل مع بناتها وابنها عند بدء عمليات تحرير القيارة في آب/ أغسطس 2016.
وطالما تبجحت أحلام، في الكثير من المناسبات العائلية، وتتكلم عما تسميه بـ"بطولات الدواعش" أمام أقربائها من ذوي زوجها - كانوا يجهلون أنها تنتمي لهذه الجماعة المجرمة، وفي الوقت نفسه في المدة التي سبقت احتلال "داعش" للموصل، كانت هي تتلقى دورات في أصول "الدين" في قرية الزاوية.
وخرجت أحلام وهي من عائلة فقيرة، أبيها عسكري متقاعد، ولها أربعة أشقاء وأربع شقيقات، إلى العلن وأعلنت بيعتها في العاشر من حزيران/ يونيو 2014، التاريخ المشئوم لبدء دمار الموصل وسفك دماء أهلها على "داعش".
وقالت إنها استمرت بالعمل مع جماعة "داعش"، في إعداد الطعام لعناصره وقادته، في منزلها، وحصلت على ترقية بمنحها عضوية ما يسمى بـ"ديوان الحسبة"، وديوان الأمن والمعلومات ومن خلاله قاما بالشكوى على الكثير من أهالي قرية الحود، ومنهم عائلة شخص معروف يدعى غالب أحمد وأولاده حتى وصل الحال بهم إلى ترك منزلهم والهرب بأعجوبة إلى كركوك، شمال بغداد.
وبسببها اعتقلت جماعة "داعش" مئات المدنيين من الحود وقرى جنوب الموصل، بعدما اتهمتهم هي بالعمالة للدولة العراقية، وتحديد إحداثيات مواقع الجماعة لطيران التحالف الدولي ضد الإرهاب ليقصفها، وأدلت "أحلام" خلال التحقيق، عن أماكن مقابر جماعية ارتكبتها جماعة "داعش" بحق منتسبي الأمن، والمدنيين من جنوب الموصل، الذين اشتكت عليهم واتهمتهم بالتآمر على الجماعة، ولم تكشف عددهم لأنها لا تتذكر بسبب كثرتهم، لكنها ذكرت شخصيتين بارزتين تم قتلهما هما "أبو صفوك مختار قرية الحود"، والعقيد منعم عبد الله جاسم الجبوري، مدير الشرطة والدوريات والنجدة في محافظة نينوى سابقا، على يد أخيها "محمد" في شهر آب/ أغسطس 2012.
ولم يدم حال طغيان "أحلام" طويلاً، حتى ثار أهالي قريتي الحود، واللزاكة، وانتفضوا على "داعش"، وقتلوا شقيقها "محمد"، الحال الذي دفعها للهرب نحو الموصل عندما كانت تحت سطوة الجماعة، مع باقي أخوتها وبناتها الصغار، وتركت زوجها.
وكان ينتظرها في الموصل، حدث قصم ظهرها، وهو مقتل ابنها وحيدها "حسن" الذي جندته معها بالجماعة، بضربة لطيران التحالف الدولي ضد الإرهاب في حي الشهداء أولى أحياء الساحل الأيمن للمدينة.
واستمرت أحلام، بإطلاق التهديدات متوعدة أهالي جنوب الموصل بالعقاب على قتل أخيها على يد المنتفضين الذي كان لهم الفضل في تحرير قريتهم بالكامل دون مشاركة للقوات العراقية.
وأثناء محاولتها التسلل للهرب بين النازجين من المدينة القديمة للموصل، كانت شبكة من المنتسبين والضباط، شكلوا خصيصاً لمراقبة تحركات أحلام وأشقائها، إلى أن تم إلقاء القبض عليها مع أخيها الداعشي "سامي" الذي نصبته الجماعة مختاراً لقرية الحود بدل المختار فواز عبد العزيز وكاع الجبوري الذي قتله "الدواعش".
ويقول المصدر الامني إن القوات العراقية اعتقلت احلام على الجسر الرابط بين الساحلين الأيمن والأيسر للموصل، تحديدا ًقرب فندق أوبروي الشهير، مع أخيها الداعشي، أثناء عمليات إجلاء المدنيين من المدينة القديمة، وتمت إحالتهما إلى التحقيق والقضاء لتنال جزاءها.
ومحيت ملامح الجمال من وجه أحلام، وما أصبحت عليه الآن، امرأة شريرة جداً عن التقدم في العنف والعمر سوية، وهي واحدة من العديدات اللواتي اخترن هذا الطريق مع "داعش" واستعرضن ما لديهن من قدرة على تعذيب النساء وملاحقتهن على أبسط الأمور الشخصية الخاصة بالنقاب، وقتل أزواجهن واختطاف أطفالهن وتجنيدهم لعمليات إرهابية ولجيل متطرف كقنبلة موقوتة للمستقبل.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، بيان النصر في الموصل وتحريرها بالكامل من سيطرة جماعة "داعش" الإرهابي في 10 تموز/ يوليو، بعد قتال بدء من 17 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.