وجاء في الدراسة التي أعدها المستشرق البروفيسور عيدو كوهين، وجاءت بعنوان: "هل ثمة ربيع عربي جديد على الأبواب في الخليج الفارسي؟" التي صدرت عن "مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية"، التابع لجامعة "بار إيلان" ونشرها الخميس على موقعه، فإن الأزمات الاقتصادية غير المسبوقة التي تعصف بمنطقة الخليج الفارسي "إلى جانب القرارات السياسية غير الحكيمة، تعزز المخاوف بقرب اندلاع هبات جماهيرية ستؤدي إلى تعميم الاضطراب في المنطقة".
ونوهت إلى أن "الأزمات الداخلية يمكن أن تقود إلى ربيع عربي جديد، قد يفضي إلى سقوط بعض الملكيات الخليجية".
واستنتجت الدراسة الإسرائيلية أن نظام الحكم الحالي في السعودية بشكل خاص، يواجه خطر السقوط، نتاج مفاعيل تراجع الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير.
وأشارت إلى أن الاقتصاد السعودي تدهور في الأعوام الأخيرة بشكل غير مسبوق، بسبب تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وبفعل ضخ مساعدات مالية ضخمة لنظام السيسي، منذ أن تولى على الحكم عام 2013، إلى جانب فاتورة تكاليف الحرب في اليمن الباهظة، علاوة على حرص أفراد العائلة المالكة مراكمة ثرواتهم الشخصية.
وأعادت الدراسة للأذهان، حقيقة أن السلطات السعودية أقدمت على خطوات من شأنها إثارة الجمهور السعودي ضد نظام الحكم، ويمكن أن تسمح بانفجار مظاهرات غضب، تماما كما حدث في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا، أواخر 2010 ومطلع 2011.
وعددت الدراسة بعض الإجراءات التي أقدمت عليها السعودية، وتمثلت في تخفيض رواتب الموظفين في الجهازين المدني والعسكري بـ 900 ريال (300 دولار) جزءا من خطة تقشف في القطاع العام، إلى جانب إلغاء الزيادات والعلاوات على الرواتب، علاوة على فرض ضرائب على السجائر ومشروبات الطاقة، بحيث تبلغ الضريبة 100%، من كلفة إنتاجها.
وشددت الدراسة على أن ما يدلل على الحد الذي وصلت إليه خطورة الأوضاع الاقتصادية في السعودية، حقيقة أن حكومة الرياض قررت فرض رسوم على استخدام الشوارع في منطقة الرياض، ورسوم على المسافرين من الدول العربية المجاورة وإليها.
وبحسب الدراسة، فإن تدهور الأوضاع الاقتصادية في السعودية سيترك آثارا سلبية على دول عربية أخرى، لا سيما البحرين، التي تواجه أزمة اقتصادية خانقة.
وحذرت من أن تحقق السيناريو أعلاه سيفضي إلى إضعاف مكانة الولايات المتحدة في منطقة الخليج الفارسي.
وأوردت الدراسة أنه على الرغم من أن الأزمة الخليجية ليست مرتبطة بإسرائيل، إلا أنه يتوجب على صناع القرار في تل أبيب أن يراقبوا تداعياتها بشكل دقيق لان النتيجة ستكون سيئة لكيان الاحتلال.
ووجهت انتقادات لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرة إلى أن كل ما يعني هذه الإدارة في الأزمة الخليجية هو توظيفها، من أجل زيادة مبيعات السلاح لدول المنطقة.
وحثت الدراسة واشنطن على التحرك للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، قبل أن تقع تحت طائلة "ربيع عربي جديد".
المصدر: عربي 21