يعد القضاء على داعش وتحرير الموصل لحظة تاريخية لاهالي الموصل والعراقيين جميعا، مما ينهي ثلاث سنوات من الحكم القمعي والوحشي في ثاني اهم المدن العراقية.
إنني أشعر بالفخر للاحتراف والشجاعة وتصميم قوات الامن العراقية، وشجاعة ومرونة جميع الذين تحملوا المعركة. ويتحتم الآن على المصلاويين، وعلى حكومة العراق وشعبه والمجتمع الدولي ضمان ألا تذهب تضحياتهم سدى.
بدأت الحياة بالعودة إلى شرق الموصل: أكثر من 90٪ من النازحين من شرق الموصل عادوا إلى ديارهم. والمدارس والمقاهي اعيد فتحها؛ والمحلات إعادت المنتجات المحظورة سابقا؛ الأسواق مملوءة بالناس والمنتجات الطازجة. طيلة شهر يونيو/ حزيران، افرحتني صور العوائل التي اعيد شملها معا دون خوف للاحتفال برمضان والعيد.
ومع ذلك، هناك العديد من التحديات التي تحتاج الى معالجة قبل أن تعود الحياة في الموصل إلى كامل وضعها الطبيعي. داعش في تراجع ولكن، نية الدمار تركت وراءها الفوضى. وستبدأ عمليات التطهير في غرب الموصل وحولها في إزالة مئات المتفجرات التي كانت داعش تخبأها لتشويه وقتل المدنيين الأبرياء وتأخير عودتهم إلى ديارهم. وهذا سوف يستغرق وقتا طويلا ولكنني واثق من قدرة السلطات العراقية على جعل الموصل آمنة ومزدهرة لجميع مواطنيها.
وتضطلع المملكة المتحدة بدورها، وتقدم التدريب من خلال الجيش البريطاني، الذين هم في القيادة ضمن التحالف الدولي لمكافحة العبوات الناسفة. حتى الآن، ساعدت المملكة المتحدة تدريب أكثر من 55،000 جندي عراقي، وتوفير دورات ليس فقط في مكافحة العبوات الناسفة، ولكن كذلك المشاة والهندسة والمهارات الطبية القتالية. لقد التزمنا أكثر من 13 مليون جنيه استرليني حتى الآن لإزالة الألغام. وأيضا قدنا الجهود العالمية لتوفير المساعدات الانسانية للمواطنين الابرياء الذين هربوا من داعش، بتوفير 170 مليون جنيه استرليني للمساعدات الانسانية، وتشمل هذه المساعدات العناية الصحية العاجلة، مياه الشرب والصرف الصحي، وخدمات الحماية للنساء والشابات. وبالرغم من ذلك، يبقى الوضع الإنساني تحدي كبير.
إن تحرير الموصل يمثل خطوة كبيرة وهامة للامام للعراق والمجتمع الدولي كذلك، وهناك تحديات كبيرة تنتظرنا، من تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة إلى دعم المصالحة السياسية. ولكن الآن حان الوقت للاعتراف بنجاح والتزام العراق وقواته المسلحة.
المصدر: السومرية