يسيطر التنظيمان المتحالفان “جبهة النصرة” و “فيلق الرحمن” المدعومان قطرياً على كامل مدن وبلدات القطاع الأوسط لغوطة دمشق الشرقية ومن ضمنها عين ترما وجوبر وزملكا، التي انطلقت منها معظم الهجمات الفاشلة “ساعات الصفر” بإتجاه العاصمة، كان أخرها معركة المعامل شمال جوبر.
تزدحم سماء دمشق بالمقاتلات الحربية السورية، موجهة مئات الضربات الفردية والمزدوجة على مقار ومواقع والخطوط الخلفية للمجموعات المسلحة في القطاع الأوسط، والتي كان لحي جوبر وعين ترما وزملكا النصيب الأكبر منها، كونها تحوي معظم قادة ومقاتلي جبهة النصرة وأهم مستودعاتها وغرف عملياتها، كما يسمع نهيم الفيل بكثرة على مدار الساعة، خصوصاً بعد تطوير الجيش السوري لهذا الصاروخ، أصبح فعالاً على الكتل الإسمنتية والتحصينات المتينة ويستخدم الجيش السوري في معاركه كاسحة الألغام 77- UR ضد الأنفاق المتشعبة في هذه الجبهة.
تحركت وحدات الاقتحام المتمرسة من محور عين ترما – جوبر مدعومة بمدرعات T-72 و BMB-2 وبتغطية مكثفة من عربات الشيلكا والذراع الطويل مدافع ال 130 والرشاشات الثقيلة والمتوسطة لتهوي مقرات المجموعات المسلحة تباعاً على هذا المحور، مخلفة ورائها عشرات القتلى من النصرة وفيلق الرحمن، كما تحركت مجموعات في المقلب الآخر بنفس الدعم على محور جوبر – زملكا تمكنت من التقدم في عدة كتل في الأبنية الحاكمة.
خمسة عشر يوماً فقط من بدأ الجيش السوري لعمليته الأضخم في محور شرق العاصمة، كسر بها أهم قلاع الدفاع للمسلحين بمحور عين ترما - جوبر ومحور جوبرـ زملكا ، مسيطراً على مساحة تقدر ب1 كم، من ضمنها العقدة الاستراتيجة بمحيط مشفى عين ترما، وتم تصفية أكثر من 100 مسلح معظمهم من أتباع جبهة النصرة وتدمير عدة منصات لإطلاق الصواريخ وعدة مرابض للهاون وسيارات تحمل رشاشات ثقيلة.
تميزت هذه الجولة من المعارك باستماتة المجموعات المسلحة في الدفاع عن نقاطها التي دخلتها وحدات الاقتحام في الجيش السوري بأقل الخسائر رغم قساوتها، فالتكتيك العالي أرغم المسلحين على التراجع.
لايمكن التكهن متى سيفرض الجيش السوري سيطرته الكاملة على هذا المحور، فالمعارك على أشدها، ولكن التقدم لن يتوقف حتى تأمين العاصمة ومواطنيها.
المصدر : دمشق الآن