الأول: اسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة اسرائيلية بدون طيار يوم امس الثلاثاء في محافظة القنيطرة جنوب سورية.
الثاني: ابلاغ ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريس يوم امس أيضا، ان الجانب الروسي هو الذي يقرر مصير الرئيس الأسد، من حيث استمراره في السلطة او عدمه.
التطور الأول يعكس بداية حدوث تغيير استراتيجي في موازين القوى في ميادين القتال على الجبهة السورية الإسرائيلية، والثاني يعكس انقلابا في المواقف السياسية الامريكية تجاه خريطة الصراع المستمر منذ ست سنوات، وتراجع الإدارة الامريكية الحالية عن مواقفها التي عبرت عنها اكثر من مرة حول ضرورة رحيل الرئيس الأسد، والتسليم دون مواربة بانتصار الحلف الروسي السوري الإيراني.
القيادة السورية التي صبرت طويلا على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية لها في محافظة القنيطرة، ولمصلحة دعم إسرائيلي لبعض فصائل المعارضة المسلحة، حذرت في الأيام الأخيرة بأن ردها سيكون مختلفا في المرة القادمة، الامر الذي دفع بعض خصومها الى الرد بسخرية على هذه التحذيرات.
اسقاط الطائرة الإسرائيلية فور اختراقها الأجواء السورية امس، واطلاق صواريخ على اهداف عسكرية، جاء ليؤكد مدى جدية التحذيرات السورية أولا، وحدوث تغيير في قواعد اللعبة العسكرية يضع حدا للغطرسة الإسرائيلية.
الروس، مثلما هو واضح من هذه الحادثة وملابساتها، قرروا تزويد حليفهم السوري بمدافع الكترونية يمكن ان تشوش على الطائرات الإسرائيلية مما يؤدي الى شل فاعليتها واسقاطها، وقالت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” الروسية ان الموديلات الجديدة من هذا المدفع الالكتروني الذي يمكن تركيبه فوق سيارات مدرعة، يملك عددا كبيرا من الهوائيات يمكن من خلالها رصد الطائرات الإسرائيلية الحديثة المصنوعة من البلاستيك على عكس أجهزة الرادار التقليدية.
لا نستبعد ان تكون القيادة الروسية اتخذت قرارات جريئة أخرى، من ضمنها تزويد الدفاعات الأرضية والجوية السورية بصواريخ من طراز "اس 300" للتصدي لاي طائرات حربية إسرائيلية تحاول اختراق الأجواء السورية، وضرب اهداف في العمق السوري مثلما كان عليه الحال طوال السنوات الماضية، بل واسقاط طائرات أمريكية اذا ما حاولت العدوان على طائرة او تجمعات للجيش السوري.
القيادة الروسية، بتزويدها الحليف السوري بمثل هذه المدافع الالكترونية المتطورة، ربما ارادت توجيه رسالة مزدوجة الى دولة الاحتلال الإسرائيلي وداعمها الأمريكي أيضا، تقول ان أي عدوان على القوات السورية الحليفة سيواجه برد سوري قوي، وان الكيل قد طفح.
هل ستستوعب الدولتان هذه الرسالة، وتفهم مضمونها جيدا، وتوقف اعتداءاتها على سورية؟
نعتقد ان تصريح تيلرسون الذي قال فيه ان مصير الرئيس الأسد في يد الروس، وان أولويات أمريكا باتت محصورة في محاربة “داعش”، وتوقف الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف العمق السوري ربما يؤكدان وصول هذه الرسالة واستيعاب التحذيرات، بل التهديدات التي تحتويها.
“راي اليوم”