وأكد مصدر من «قسد» في تصريح لــ«الوطن»، أنه «لا صحة لما يشاع عن استعادة داعش لحي الصناعة في الجبهة الشرقية لأن المعارك الآن تجري في حي الرميلة «تشرين» في الجهة الشرقية الشمالية للمدينة وهذا الحي يبعد عن سور الرقة أكثر من 2كم». وأضاف المصدر: إنه «مازال أمام «قسد» مسافة طويلة للوصول إلى السور الشمالي لمدينة الرقة وهناك عقبات كبيرة في وجهه تتمثل في أحد المواقع البارزة لداعش في معهد إعداد المدرسين ومبنى العيادات الشاملة بعد أن عزز داعش وجوده في دوار البتاني والمناطق المحيطة».
إلى ذلك، حذر عدد من المهتمين في المدينة القديمة من تدمير أسوار المدينة وباب بغداد والجامع الأثري نتيجة عمليات القصف الممنهج الذي تقوم به طائرات التحالف الأميركي خصوصاً أن هذه الأسوار مازالت تشكل خطوط النار الأساسية بين داعش وقوات «قسد».
وفي الجبهة الشمالية من المدينة، «لم تتغير خطوط الاشتباك» بين داعش و«قسد» حيث ما يزال التنظيم الإرهابي يسيطر على صوامع الحبوب وهي النقطة الإستراتيجة الأساسية وكذلك على مجففات الأعلاف والمنطقة الغربية وصولاً إلى فرع جامعة الفرات في الرقة. أما في الجهة الغربية، فما زالت خريطة القتال على حالها، حيث لم تتمكن قوات «قسد» من تجاوز دوار الباسل ومساكن الادخار في حي الدرعية وتدور الآن معارك طاحنة بين التنظيم و«قسد» هناك.
وفيما يتعلق في الجبهة الجنوبية، استطاعت قوات «قسد» الإطباق على التنظيم بعد سيطرتها الكاملة على قرى كسرة فرج وكسرة عفنان والدهموش، التي تشكل الضفة الجنوبية لنهر الفرات بمواجهة مدينة الرقة ما أفقد داعش أهم منفذ يمكن من خلاله أن يناور في إدخال وإخراج عناصره إلى خارج المدينة، وكذلك في استقدام العتاد الذي يعتقد مراقبون من داخل المدينة أن التنظيم ليس بحاجة إليه لأنه يخزن كميات هائلة من الأسلحة تكفيه للحرب لعدة أشهر.
وذكر مصدر آخر في «قسد» لـ«الوطن»، أن «التنظيم شارف على الانهيار وما هي إلا أيام وتصبح الرقة محررة بشكل كامل لأن التنظيم سينهار بشكل سريع بعد أن فقد قدرته على التواصل مع دير الزور ولن يصمد أكثر مما صمد في الموصل».
وفيما يتعلق بإمكانية تسليم مطار الطبقة العسكري إلى القوات الأميركية بحسب ما صرحت به «قسد»، رأى البعض من قادة قوات العشائر الذين يشاركون في قوات «قسد» أن «هذا الكلام غير صحيح وغير منطقي لأكثر من سبب، الأول: أن عمليات إعادة تأهيل هذا المطار تحتاج إلى فترة طويلة وهذا غير ممكن الآن، والأمر الأهم في هذا الجانب أنه لا يمكن أن تغامر واشنطن في وضع جنودها وطائراتها تحت مرمى مدفعية وصواريخ الجيش العربي السوري التي لا تبعد عن المطار سوى 4 كم كخط نظر».
من جانبها، ذكرت وكالة «أ ف ب» للأنباء أن الدواعش «استعادوا السيطرة» على حي الصناعة الجمعة، غداة شنهم هجوماً معاكساً على مواقع «قوات النخبة السورية» وهم مقاتلون عرب تدعمهم واشنطن يقاتلون بالتنسيق مع «قسد». ونقلت عن نشطاء معارضين أن «الاشتباكات وغارات التحالف الدولي لا تزال مستمرة في حي الصناعة وجبهات أخرى في المدينة» التي تعد أبرز معقل للتنظيم في سورية.
وخسر داعش حي الصناعة في 12 حزيران، أي بعد ستة أيام على دخول «قسد» مدينة الرقة. ويستمد هذا الحي أهميته الإستراتيجية من كونه على تماس مع المدينة القديمة التي يتحصن فيها مسلحو التنظيم الإرهابي.
في جانب آخر، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أنه «استشهد 5 مواطنين وسقط عدد من الجرحى جراء قصف طائرات التحالف الدولي بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، لمناطق في مدينة الرقة».
المصدر: الوطن السورية