وأكد مقدسي في بيان نشره على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، ابتعاده عن العمل السياسي متمنياً التوفيق للجميع، مبرراً قراره بأنه “لأسباب تتعلق بظروف العمل والحياة التي لطالما حكمت الظروف الشخصية” مضيفاً أن “القرار لم يكن سهلاً أبداً”.
وفي تصريحات لـ “الميادين نت” كشف مقدسي أن استقالته تأتي في وقت “يُحاك لسوريا سيناريو قذر” وهو لا يودّ أن يكون جزءاً منه.. معتذراً عن تقديم تصريحات إضافية حالياً.
وأكّد مقدسي في بيانه الذي نشره على صفحته الشخصية أنّه حاول المساهمة على مدى السنوات الخمس الماضية في دفع الحل السياسي قدماً لـ “تحقيق انتقال سياسي مشترك مبني على قراءة واقعية غير عاطفية ومرجعية بيان جنيف و القرار 2254″، مضيفاً “لم تكن سنوات سهلة, بل ازدادت صعوبة مع كارثة التدويل والإرهاب”.
وأشار مقدسي في سياق بيانه أنه “تحمّل -كغيره- الكثير بسبب الثقافة السيئة التي ترافق العمل في الشأن العام السوري، لا سيما في هذه الأجواء الدامية و المشحونة”، مؤكداً أنه على الدوام كان هاجسه أن يبقى منسجماً مع ذاته و قناعاته السياسية، وألا يخسر احترام العقلاء من أبناء سوريا, مؤكداً أن هؤلاء هم حتماً “الغالبية الصامتة أو ربما الضائعة بين الطرفين”.
وقال في بيانه “تشرفت بالعمل مع بعض الشخصيات السورية التي انسجمت مع المطلب الأصلي للمجتمع السوري بالتغيير البنيوي غير الثأري والمبني على أسس دولة المواطنة”، مضيفاً “تعلّمت الكثير، واكتشفت جانباً حزيناً ومنسياً من الحياة السياسية المنشودة في بلادي، وتكرست قناعتي بأن الوسطية هي خلاص سورية”.
وتمنّى مقدسي “التوفيق لأصحاب الضمير لدى الطرفين، في هدم هذا الجدار الفاصل بينهما، لكي يعبروا معاً لسوريا الجديدة التي يحلم بها و يستحقها جميع السوريين”.
كما أكد أنه “سيبقى متابعاً ومهتماً بشأن سوريا كأي سوري مغترب يعمل بالشأن الأكاديمي”.
واختتم مقدسي بيانه “قد تضيق بِنَا أوطاننا … ٫فيصبح للآسف الموقف السياسي هو المدخل الوحيد للوطن عوضاً عن شرط الانتماء لسوريا، لكن رغم ذلك لم ولن نتعامل بالمثل مع الوطن بظل ظروفه المؤقتة وسيبقى ذلك الوطن -الذي في وجداننا- هو مصدر فخرنا و كرامتنا”.