وقال السيد نصر الله في كلمة له الجمعة خلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة يوم القدس العالمي ان “هدف إنهاء القضية الفلسطينية هو هدف قديم ولكن في كل مرحلة يكون له ادواته واساليبه وطرقه”، واضاف “نحن نعتقد ان الحراك الشعبي في اكثر من بلد عربي كان حراكا شعبيا مخلصا وطنيا صادقا ولم يكن بفعل مخططات او مؤامرات من هنا او هناك”، وتابع “لكن بسبب غياب الاطر والقيادة الحكيمة والتعاون ولاسباب عديدة ولقدرة الولايات المتحدة الاميركية وادواتها في المنطقة تم استيعاب الحراك الشعبي وتم اخذ المنطقة الى مكان اخر لانتاج اهداف عديدة منها السيطرة على خيرات المنطقة ومنها القضاء وانهاء القضية الفلسطينية”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “يراد من وراء ما يجري إنهاء هذه القضية ودفع الامور باتجاه تسوية معينة في المنطقة ودفع الامور لتسوية بين الصهاينة و الانظمة في المنطقة على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”، وتابع “منذ سنوات بالحد الادنى منطقتنا دخلت في مرحلة مختلفة تماما وفيها الكثير من المخاطر والتهديدات ولكن بالمقابل فيه الكثير من التضحيات والانجازات والانتصارات”.
واشار السيد نصر الله الى “ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ضغوطات في داخل وخارج فلسطين، وبالاخص في الداخل حيث يمارس عليه التجويع وقطع الكهرباء بما يضر المستشفيات وغيرها من المرافق بالاضافة الى الاعتقالات والقتل بتهم محاولة القيام بعمليات من قبل الفلسطينيين ناهيك عن تقطيع اوصال الضفة الغربية وتهويد القدس وهدم المنازل وتجربف الاراضي وانسداد الافق السياسي امام الفلسطينيين”، ورأى ان “كل ذلك وغيره يشكل ضغطا نفسيا كبيرا عىل الفلسطينيين ويتم استغلاله من قبل الصهاينة والهدف ايصال الشعب الفلسطيني الى اليأس للقبول بالفتات باعتبار ان لا امل ولا افق لقضيتهم في المنطقة بهدف الوصول لانهاء القضية الفلسطينية”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “ايران أيضا يتم الضغط عليها كداعم اساسي لفلسطين وللمقاومة في المنطقة وتفرض عليها عقوبات سياسية واقتصادية”، وتابع “اليوم تنسج محاولة جديدة لمحاصرة ايران وعزلها وهذا ما تم تقريره في قمة الرياض الاخيرة والعمل لنقل الحرب الى داخل ايران بواسطة الجماعات التكفيرية الوهابية التكفيرية وهذا ما اعلنه ولي العهد السعودي قبل تعيينه بفترة وتحويل العداء من اسرائيل الى ايران”، مشددا على ان “النظام السعودي اضعف من ان يشن حربا على الجمهورية الاسلانية الايرانية”، وشدد على ان “إيران لم تهزم وصمدت وأصبحت أقوى حضورا في الإقليم وأشد تأثيرا في معادلات المنطقة”.
وشدد السيد نصر الله على ان “ايران ستبقى داعمة لفسلطين وللقضية الفلسطينية ولحركات المقاومة في المنطقة مهما كانت الظروف”، وأكد ان “ايران لن تتسامح مع الارهاب وسترد بقوة وأثبتت ذلك بقصف الجماعات الارهابية في دير الزور وأصابت أهدافها بدقة فقتلت ودمرت”، ولفت الى ان “معركة الإرهاب مع ايران خاسرة وفاشلة ولن تؤدّي الى نتيجة بل ستكون لها نتائج عكسية”.
وبالنسبة للتطورات في المنطقة، أشار السيد نصر الله الى ان “الهدف من الحرب على سوريا هو إسقاطها والإتيان بقيادات ضعيفة للسيطرة على هذا البلد”، ولفت الى ان “داعش صناعة أميركية وتمويل سعودي وخليجي وتسهيلات تركية”، واكد ان “سوريا دولة مركزية في محور المقاومة وعقبة كبيرة أمام أي تسوية عربية شاملة”، ورأى ان “سوريا ستتجاوز خطر التقسيم ومحاولات عزلها جغرافيا فشلت وهي ثابتة في موقفها السياسي في محور المقاومة”، وسأل “أليس من الهوان أمام خمسين رئيس دولة عربية وإسلامية أن يقف ترامب ليتهم حركتين مقاومتين في فلسطين ولبنان بالإرهاب؟”.
وأكد السيد نصرالله ان “الحرب على اليمن هي محاولة لاستئصال القوى والتيارات والقيادات التي تؤمن بالوقوف الى جانب فلسطين”، وشدد على ان “العراق أظهر إرادة سياسية واضحة أنه لن يكون جزءا من الإرادة الأميركية لتصفية القضية الفلسطيني”، ولفت الى ان “الإسرائيليين أجمعوا في مؤتمر هرتسيليا على رفض عودة لاجئ فلسطيني واحد إلى فلسطين”، واضاف ان “ما تطالب به اسرائيل اليوم هو علاقات ديبلوماسية واقتصادية كاملة مع الدول العربية وهذا تطور خطير جدا في المنطقة”.
وشدد السيد نصر الله على انه “بفعل ثبات وتضحيات العراقيين نحن نشهد الانتصارات الحاسمة في هذا العام”، ولفت الى ان “المسألة في الموصل وبقية داعش في العراق مسألة وقت”، وأكد انه “لا مجال ولا مكان لداعش في العراق”، وتابع “هذا المشروع الاميركي سقط في العراق بل واكثر من ذلك بات في العراق احساس هائل وانهم جزء لا يتجزأ من هذا المشروع المقاوم في المنطقة وهذا خبر سيء للعدو الاسرائيلي”.
وقال السيد نصر الله إنه “في اليمن رغم كل العصوبات بما يقارب الثلاث سنوات هذا الشعب اليمني يقاتل الجيوش والدول ومن ضمنهم كيان العدو الاسرائيلي الذي يشارك تحت عنوان اسم التحالف العربي”، واضاف ان “سلاح الجو الإسرائيلي كان في السابق يقدّم معلومات والآن أصبح يشارك في ضرب أهداف في اليمن تحت مسمى التحالف العربي”، ولفت الى ان “هذا الشعب اليمني لم يضعف ولم يتخل وهم كانوا يراهنون ان الشعب اليمني سيجد نفسه وحيدا كي يتخلى عن مسؤولياته إلا ان هذا الشعب لم يترك القضية الفلسطينية رغم كل شيء”، وتابع “مئات الآلاف من كل الشرائح وتحت المخاطر بالقصف والقتل يتظاهروا في مسيرة نظمت اليوم في اليمن بمناسبة يوم القدس العالمي يكفي هذا المشهد لنؤكد الفشل الاميركي الاسرائيلي السعودي في اليمن وان الشعب اليمني يؤكد انه لم ولن يتخلى عن فلسطين والقضية الفلسطينية”، وشدد على ان “اليوم اصبح للمقاومة قوة شعبية سياسية وعسكرية حقيقية وممتحنة وصلبة في اليمن هي جزء من هذا المحور ونحن نفتخر ان يكونوا جزءا من هذا المحور ونحن نفتخر أن يكونوا جزءا من هذا المحور وأن ننتمي اليهم”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “في البحرين ايضا يخرج الشعب ليتظاهر نصرة للشعب الفلسطيني ومع ذلك تخرج قوات نظام آل خليفة لتطلق النار على الناس وتمنع التضامن والتأييد لفلسطين”.
واكد السيد نصر الله ان “محور المقاومة يزداد قوة وانطلاقا من كل ما يجري من ميادين القتال وميادين السياسة وميادين التظاهرات والتضامن مع القدس نقول على الشعب الفلسطيني وكل المؤمنين بهذه القضية ان لا ييأسوا رغم كل الصعوبات وان لا يتعبوا وان يصبروا وان يواصلوا لان امامنا الكثير من الانجازات والامال والافاق المفتوحة ولا يجوز لنا ان نتعب او ان نستسلم”.
وقال السيد نصر الله “ليعرف الجميع، الصديق والعدو، الصديق يحتاج الى الطمأنة والدعم وعلى العدو ان يهرف ان محور المقاومة قوي جدا وهو اليوم استعاد زمام المبادرة في اكثر من بلد وموقعة”، وتابع “هذا المحور لم ولن يخلي الساحة”، واضاف “قبل سنوات كان هذا المحور هو ايران ومعها حركة مقاومة في لبنان واخرى في فلسطين اما اليوم فأضيف الينا التطور في العراق والتطور في اليمن”، واشار الى انه “يجب على العدو ان يعرف انه اذا شن حربا اسرائيلية على سوريا او لبنان فمن غير المعروف ان تبقى المواجهة محصورة في بلد معين”، وتابع “أنا لا اقول ان هناك دولا ستشارك مباشرة في الحرب لكن الاكيد ان الاجواء ستفتح كي يشارك في هذه المعارك مئات الآلاف من المقاومين من لبنان وفلسطين والعراق واليمن واباستان وافغانستان”.
وشدد السيد نصر الله على ان “كل المخططات التي حيكت لهذه المنطقة فشلت على مختلف الصعد العسكرية والسياسية والاعلامية وان من واجه وقدم الدم سيواصل العمل لتغيير كل المخططات”، وأوضح “كل الانظمة الرسمية باتت مكشوفة اليوم”، وذكّر “بما اعلنه الامام المغيب السيد موسى الصدر حيث قال إن شرف القدس يأبى ان تتحرر الا على ايدي المؤمنين، واليوم الوجوه اصبحت عارية ولعبة النفاق انتهت وكذلك اللعب فوق الطاولة او تحتها مع اسرائيل انتهى”، وتابع “ما يجري بين بعض الدول العربية واسرائيل هو دليل خير لانه عندما يخرج المنافقون من صفوفكم هذا يعني اننا نقترب من الانتصار فالقدس تتحرر على ايدي المؤمنين وهذا مؤشر خير وهذا الفرز هو مؤشر ممتاز جدا وينقل المعركة الى مرحلة جديدة ومتقدمة”.