وأضاف الموقع في تقرير ترجمته وطن أنه وفقا للمعايير الدولية الأساسية للقنوات التلفزيونية المهنية ووسائل الإعلام، يجب على الصحف والمذيعين الالتزام بقواعد متواضعة من الحياد والصحافة الموضوعية، لكن كل هذا بدون شك يتبدد مع سطوة السعودية والإمارات على الكثير من وسائل الإعلام العربية.
والأهم من ذلك أن البث الإذاعي من منطقة عربية وإسلامية يجب أن يهدف إلى التخلي عن نشر الأكاذيب واختلاق قصص لا أساس لها من الصحة حول بلد مجاور (قطر) وإلا ما هي المسؤولية الاجتماعية، باعتبارها قيمة أساسية لممارسة الصحافة إذا لم تعزز الفهم والسلام والاستقرار؟
إن حملة التشويه الحالية التي يقوم بها عدد من وسائل الإعلام الخليجية تجاوزت جميع حدود الصحافة الأخلاقية والمهنية، فقد يفهم المرء انحطاط الإعلام المصري نظرا إلى أن حرية التعبير قد تم تقليصها، وتوقفت الديمقراطية، وتعاني البلاد كلها من حكم شمولي منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في يوليو 2013، ولكن ما يثير الدهشة هو الوجه المفاجئ لبعض وسائل الإعلام الخليجية التي ظهرت بأسوأ محتوى إعلامي من أجل إرضاء حكامها.
فعلى سبيل المثال منذ إطلاقها في عام 2003 كافحت قناة العربية من أجل الحفاظ على الحياد والالتزام بالمعايير الدولية للصحافة المهنية، لكن موقفها المتحيز في تغطية ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا في عام 2011 شوه مصداقيتها بين جمهورها العربي في جميع أنحاء العالم.
ومنذ ذلك الحين أصبحت القناة معروفة بجدول أعمالها المناهض للديمقراطية في العالم العربي بعد ظهور تحيزها الأيديولوجي الواضح.
وينطبق نفس الشيء أيضا على قناة سكاي نيوز العربية وهي فرع من إمبراطورية وسائل الإعلام الخاضعة لسطوة أبناء زايد وتبث من الإمارات العربية المتحدة.
وكانت تغطيتهم لمحاولة الانقلاب في تركيا في يونيو 2016 فشل آخر، فلا يمكن التغاضي عن دعمهم الواضح لمحاولة الانقلاب وشيطنة حكومة أردوغان، وكانت الصدمة الكبرى عندما أصبحت أداة للتلاعب السياسي ومصدر التضليل بعد وقت قصير من القرصنة الأخيرة التي تعرضت لها وكالة الأنباء القطرية. وقد أصبح واضحا الآن أن هذا الحدث تم تنظيمه لتعمد استهداف قطر وقيادتها.
وقد كشفت حملة التشويه التي لا تكل من قبل العربية، وسكاي نيوز وقلة أخرى من وسائل الإعلام في دول الخليج "الفارسي" ومصر عن استراتيجية زعزعة استقرار قطر.
وهناك بعض الجوانب التي تشير إلى سقوط القناتين جنبا إلى جنب مع العديد من الصحف الأخرى والقنوات التلفزيونية في المنطقة إلى أدنى مستوى من الاحتراف. فعلى سبيل المثال، بدلا من تركيز اهتمامهم على نضال الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي، فإن هذه الوسائل الإعلامية الآن حولت بنادقها إلى قطر دون سبب وجيه.
ولا تزال وسائل الإعلام العربية الأخرى، التي تشن الآن الحروب ضد قطر والجزيرة، في أسفل القائمة من حيث الصحافة المهنية والنزيهة. وبينما جميع هذه القنوات تضخ الفيضانات من المعلومات الخاطئة، تم منع الجزيرة من العمل في السعودية والإمارات والبحرين.
وفي الوقت الذي اختارت فيه العربية وسكاي نيوز على امتداد وعشرات الصحف الأخرى الصادرة بالعربية أن تكونا جزءا من هذه الحملة الموحلة، فإننا لا نرى لها تقريرا عن الفظائع التي يمر بها الفلسطينيون كل يوم على أيدي المستوطنين والجنود الإسرائيليين.