آن الاوان لهدم مسجد ضرار الخليجي

الجمعة 16 يونيو 2017 - 12:13 بتوقيت مكة
آن الاوان لهدم مسجد ضرار الخليجي

جميعنا يعرف قصة مسجد ضرار الذي بناه منافقوا المدينة من بني غنم بن عوف لابي عامر الراهب الذي سماه رسول الله ( صلى الله عليه واله ) بالفاسق.. والذي يقول فيه: لا أجد قوما يقاتلونك الا قاتلتك معهم!.

هذا المسجد الذي اريد له ان يكون نداً لمسجد شريف هو مسجد قباء.. كانت نهايته الهدم والحرق على يد رسول الله  )ص)و  بأمر مباشر من السماء.. لانه لم يكن قد بني على اساس التقوى، بل كان هدفه غير الله وبث النفاق ومحاربة الحق.

فكم مسجد ضرار في عالمنا الاسلامي اليوم.. وكم منظمة ورابطة واتحاد ومجلس لا بد من هدمها وتدميرها لأنها لم تبن على حق.. بل كان الهدف منها هو محاربة الحق ونصرة الظلم وقوى الاستكبار العالمية؟!

ولا شك ان ما يسمى بمجلس التعاون الخليجي هو احد تلك الوجودات الضارة التي لم تبن على حق.. بل جرى تأسيسه في مطلع ثمانينيات القرن الماضي (1981) بدفع اميركي لمواجهة حالة الصحوة الاسلامية والوقوف امام الثورة الاسلامية وتنسيق المواقف لدعم العدوان الصدامي على الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد ان استطاعت الجمهورية الاسلامية استيعاب العدوان الصدامي والتحول نحو الهجوم.

لا نريد هنا ان نلغي المشتركات الاجتماعية والثقافية والتاريخية والاقتصادية الموجودة بين المجتمعات الخليجية الستة، بالعكس يفرحنا اتحادها واجتماعها اذا كان لدوافع طبيعية واهداف شريفة ومن منطلق التعاون الحقيقي...

لكنها لم تكن وليست كذلك..  والدليل فشلها في اغلب البرامج التي وضعتها باستثناء استجلابها للقوات الاجنبية الى المنطقة واستخدامها المال الحاصل من البترول لتدمير هذا البلد العربي وذلك، وزعزعة امن هذا النظام وذلك ممن يخرجون على الارادة السيادية الاميركية والصهيونية.. والا مالذي قدمه مجلس التعاون للعرب والمسلمين على مدى قرابة اربعة عقود من قيامه؟.. فاموال البترودولار تذهب الى الغرب وتستثمر هناك، او الى المجموعات الارهابية وجيوش المرتزقة فيما تئن حتى الدول المتحالفة مع المجلس من ضيق اليد والعسر الاقتصادي، ولعل الاردن والمغرب واليمن اقرب واوضح الامثلة على ذلك.. بل حتى سلطنة عمان وهي احدى الدول الاعضاء لم يقدم لها المجلس اياً من تعهداته المالية، بل واجه المقترحات التي قدمتها باستهجان ونبرة فوقية احيانا!.

مجلس التعاون وفي ظل محاولات السعودية والامارات للاستفراد بالقرار الخليجي والعربي وعدم اقامة اي وزن لدوله الاخرى، ومع وجود معاهدات الأمن والحماية بين بلدانه والقوى الدولية على انفراد، فقد الكثير من فلسفة وجوده وتحول الى محورين أو أكثر في ظل النزاعات القائمة بين مكوناته: المحور السعودي - الاماراتيالبحريني  حالياً  (لان الامارات ايضا على شفا جرف قد ينهار بينها وبين السعودية في اية لحظة!) والمحور القطري.

وكذلك تبلور محور جديد تشكل كل من سلطنة عمان ودولة الكويت عماده.. هذا المحور الذي يعبر عن الرؤية المعتدلة داخل المجلس ويريد المحافظة على اطاره العام وابعاد طرفيه الاخرين من اية خطوة تنتهي به الى التفرق والنهاية.

لكن السؤال الى متى سيستمر هذا الامر.. وما جدوى اطار فارغ من اي مضمون؟ وكيف يمكن لتكتل ان يستعين بدولة من خارجه ضد واحد من الدول الاعضاء فيه، كما حصل في التحالف الرباعي ضد قطر مؤخرا والتي جرى فرض الحصار عليها.. او في محاولات الامارات تدبير انقلاب ضد حكومة سلطنة عمان، او تهميش سلطنة عمان بسبب ابتعادها عن سياسة التدمير والمغامرة التي تنتهجها القيادة السعودية ازاء بعض البلدان العربية..؟

ناهيك عن الخلافات بشأن اداء ما كان يعرف بدرع الجزيرة الذي لا يعلم احد هل بقي له وجود خارجي ام ان وجوده يقتصر فقط على قمع الشعب البحريني الاكثر اصالة بين الشعوب الخليجية!!.. وحول المعاهدات الامنية المنفردة وملاحقة المجرمين والعملة الموحدة والوثائق الموحدة والاتحاد و...الخ.

اعتقد ان الفلسفة التي قام عليها المجلس انتهت... فقد ثبت للجميع ان ايران ليست عدوانية وان الشرور مصدرها بعض الانظمة الموجودة في المجلس نفسه، بل إن استقرار نصف بلدان المجلس سببه العلاقة مع الجمهورية الاسلامية والدعم الذي تتلقاه منها سياسيا واحياناً امنياً.. على عكس السعودية والامارات التي لم تترك فرصة الا وحاولتا فيها تدبير انقلاب ضد شقيقاتهما الاخريات!.

ان افضل نهاية لمسجد ضرار هو تدميره وحرقه وانهاء دوافع الشر التي اقيم على اساسها.. وهي النهاية لما ينتظر مجلس ضرار الخليجي الذي بني ليصلي فيه نظام آل سعود المتصهين نفاقا وبغظاً بالجمهورية الاسلامية في ايران.

بقلم: علاء الرضائي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الجمعة 16 يونيو 2017 - 12:13 بتوقيت مكة