هذا وقد ذكرت التقارير أنه جرت محادثات بشأن التعاون العماني وانضمام سلطنة عمان للتحالف السعودي بشكل مباشر بين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وأمير الكويت الشيخ “صباح الأحمد الصباح”. كما تشير بعض التقارير إلى أن ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حاول بالاستعانة بفريق عمل يتكون من أربعين ضابطا استخباريا أن يتفاوض مع شيوخ القبائل والشخصيات العمانية الذين يوجد بينهم بعض المرشحين لاعتلاء عرش السلطنة وإقناعهم للتخلي عن دعم السلطان قابوس.
ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد إذ جعل التوتر المتزايد الذي كانت تشهده العلاقات بين سلطنة عمان وبعض الدول المجاورة السلطان قابوس ليتولّى مسؤولية الانضمام إلى التحالف السعودي رغم حالته الصحية الصعبة، كما وعد بعدم توسيع العلاقات العمانية الإيرانية على الأقل لفترة من الوقت.
ومن جهة أخرى، إن التهديدات التي تعرضت لها سلطنة عمان من قبل السعودية بما فيها التهديد بطرد عمان من المجلس التعاون الخليجي كانت من شأنها تهميش السلطنة وحرمانها من الاتفاقيات الجمركية، كما فرضت السعودية مزيدا من الضغوط على أبوظبي لمنع عبور الأنابيب بين عمان وإيران من أراضيها.
وحسب تقرير نشرة “أنتلجنس أون لاين” الاستخبارية الفرنسية: بما أن جهاز المخابرات الداخلية العمانية استثمر لفترة طويلة في علاقته مع المكونات اليمنية تحت غطاء مراقبة الحدود بين بلدين، وأغمضت مسقط الطرف عن الدعم المقدم لأنصار اللهعبر محافظة ظفار الحدودية فلذلك تنازلت عمان عن مواقفها خلال المحادثات التي جرت بوساطة كويتية، ووعد السلطان قابوس بإرساء الأمن في حدودها.
إذن تمكنت السعودية من تطويع مسقط لصالحها عبر الوساطة الكويتية ونجحت في الحصول على موافقة السلطان قابوس في الانضمام للتحالف. وكذلك تعهدت سلطنة عمان بالمراقبة على العمليات والتحالفات الجديدة في منطقتي المهرة وحضرموت الواقعتين في الحدود العمانية الإماراتية.
والطريف أن جميع المحللين السياسيين والعسكريين في الشرق الأوسط يتفقون على أن منافسة خفية تجري وراء الكواليس بين السعودية والإمارات للهيمنة على مسقط.
والجدير بالذكر أن الأزمة الخليجية القطرية ومعاملة الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وأطماعهما اللا محدودة كلها ستؤدي إلى تفاقم الأزمة والقلق الكبير لدى الكويت وسلطنة عمان من إمتثال وخضوع قطر للمحمدين. كما يهدف البيان المشترك بين السعودية والإمارات ومصر والبحرين لقطع العلاقات مع الحكومة القطرية إلى السيطرة الكاملة على قطر وسلطنة عمان والكويت.