تعتمد ذخائر الفسفور الأبيض على انفجار قذيفة تحمل مادة الفسفور، تتفاعل مع الهواء وتخلق سحابة دخان أبيض سميك، وما إن تتصل باللحم حتى تشوهه وتقتل الإنسان، ويمكن أن تصل إلى الحرق حتى العظم.
وينص القانون الدولي الإنساني على أنه يجب حماية المدنيين من جميع العمليات العسكرية، وخاصة في حال استخدام مادة الفسفور الأبيض، التي تعتبر مادة محرمة، فهي تسبب إصابات خطيرة وغير إنسانية، وذلك ما دفع جماعات حقوق الإنسان إلى التحذير من استخدام هذه المادة حتى ضد العدو في حال توفر أسلحة أخرى.
نشطاء نشروا، الخميس، لقطات تظهر استخدام الفسفور الأبيض في الرقة، والتي تعتبر معقل مقاتلي تنظيم داعش في سوريا.
العقيد ريان ديلون، المتحدث باسم قوات التحالف في العراق وسوريا، لم يؤكد استخدام هذا النوع من الذخيرة، إلا أنه أشار إلى أن استخدام هذا النوع من الذخائر يستخدم أيضاً للتعتيم ووضع علامات، وليس له آثار عرضية على المدنيين والمنشآت المدنية.
وتابع: "التحالف يأخذ كل الاحتياطات المعقولة لتقليل خطر الإصابة العرضية لغير المقاتلين".
وزارة الدفاع الأمريكية نشرت صوراً لمدفع هاوتزر ضمن الأسلحة التي تم نشرها في سوريا لدعم عملية تحرير الرقة، والذي يمكن استخدامه في عملية إطلاق ذخائر الفسفور الأبيض.
ماري وبرهام، رئيس قسم الأسلحة في منظمة هيومن رايتس ووتش، قال في رسالة بالبريد الإلكتروني إنه يتم حالياً فحص الأشرطة التي تظهر عملية استخدام الفسفور الأبيض في الموصل.
ويضيف: "لا ينبغي استخدام الفسفور الأبيض فوق المناطق المأهولة بالسكان، إلى الآن نحن نحقق هل تعرض المدنيون حقاً لهذا النوع من الذخائر".
تنظيم "داعش" ما زال يسيطر على عدد قليل من الأحياء في الجانب الغربي من مدينة الموصل، وهي مساحة صغيرة تضم الآلاف من المدنيين، و هو ما أثار مخاوف جماعات حقوق الإنسان؛ لما يمكن أن يسببه القتال من مآس على المدنيين.
في الرقة تكرر ذات السيناريو، حيث أظهرت لقطات فيديو بثها نشطاء تعرض المدينة لقصف بذخائر الفسفور الأبيض، دون أن يكون من الواضح هل كان هناك مقاتلون يتبعون تنظيم الدولة أم لا، علماً أن الرقة تغص بالآلاف من السكان المدنيين.
وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اعترفت في بيان لها أن قوات التحالف قتلت نحو 500 مدني منذ انطلاق العمليات ضد تنظيم "داعش" قبل ثلاث سنوات، في حين تشير تقارير منظمة مراقبة الحرب، ومقرها لندن، إلى أن أكثر من 3800 مدني قتلوا على يد قوات التحالف منذ انطلاق العمليات العسكرية.
المصدر: آسيا نيوز