وكتبت “المصري اليوم“ في عنوانها الرئيسي بالبنط الاحمر: “ترامب يدعم عزل قطر: بداية النهاية للارهاب”.
“الأهرام“ أبرزت تصريح ترامب في صدارة صفحتها الأولى، فكتبت “ترامب: عزل قطر بداية لنهاية الارهاب“.
الزلزال القطري
في السياق نفسه واصلت الصحف المصرية سلق قطر بألسنة حِدادٍ، فكتبت “الشروق“ في عنوان رئيسي بالبنط الاحمر: “قطر تحت القصف الدبلوماسي العربي”.
وكتبت “الأخبار“ في عنوانها الرئيسي بالبنط الاحمر: “العزلة تخنق قطر“.
“الجمهورية“ كتبت في عنوانها الرئيسي بالبنط الاحمر: “الحصار يخنق قطر“.
صحف أخرى تابعة للدولة وخاصة خاضت في سيرة الأسرة القطرية الحاكمة، وفي الأميرة موزة.
تيران وصنافير
ونبقى مع الأزمات، حيث عادت أزمة تيران وصنافير الى الواجهة من جديد، فكتبت “الدستور“ تقريرا بعنوان: “شهادات خاصة عن ملكية تيران وصنافير” وجاء فيها ك “أقدم لواء في الجيش: الجزيرتان سعوديتان”.
“المؤرخ عاصم الدسوقي: الرياض وافقت على تولي مصر حماية الجزيرتين خوفا من اسرائيل“.
“فاروق الباز: سعوديتان مائة في المائة جيولوجيا“.
“هدى عبد الناصر: مصر احتلتهما بموافقة المملكة“
إطفاء الحريق أولا
الى المقالات، ومقال فهمي هويدي “اطفاء الحريق أولا”، حيث استهله قائلا: “أكثر ما استوقفنى فى عناوين الصحف المصرية التى صدرت أمس (السادس من يونيو يوم النكسة الكبرى) عنوانان أحدهما «قطر تحت الحصار»، وقد نشر بحروف كبيرة وباللون الأحمر تعبيرا عن الحفاوة والبهجة التى بدت فى بقية العناوين ذات الصلة التى غطت كامل الصفحة الأولى للأهرام. العنوان الثانى نشرته صحيفة «المصرى اليوم» على صفحة داخلية وكان كالتالى «نتنياهو أمام قمة دول غرب إفريقيا: حققت حلمى بالمشاركة “ــ وتحت العنوان صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلى الذى وقف مبتسما ومنشرحا وسط رؤساء دول غرب إفريقيا الذين عقدوا اجتماعهم فى ليبيريا.”
وتابع هويدي: “جيلى أو بعضه على الأقل تشكل وعيه بحيث توقع أو تمنى أن تكون إسرائيل هى التى تحت الحصار فى حين أن الرئيس المصرى الذى يمثل أكبر وأهم دولة عربية هو الذى يقف وسط القادة الأفارقة. لذلك لك أن تتصور الصدمة التى أصابتنى حين وقعت على الوضع مقلوبا. ولعلك تعذرنى إذا لم أصدق لأول وهلة ما وقعت عليه عيناى، واضطررت إلى قراءة الكلام المنشور أكثر من مرة متمنيا أن أجد خطأ ما فى مضمون العناوين. وحين تأكدت من أن العناوين لم تخطئ خطرت لى على الفور العبارات التى استخدمها ابن الأثير فى كتابه «الكامل فى التاريخ»، الذى استعظم ما فعله المغول فى بغداد (القرن الثالث عشر الميلادى) فوصفه بالحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التى عقمت الأيام والليالى عن مثلها، وصدم من هول ما جرى حتى قال: يا ليت أمى لم تلدنى ويا ليتنى مت من قبل هذا وكنت نسيا منسيا“.
واختتم قائلا: “ليس لدى ما أقول فيما ينبغى عمله للخروج من المأزق، لكننى أزعم بأننا يجب أن ننفق على ما لا ينبغى فعله. كما أننى لست فى موقف يسمح لى بتحديد المخطئ والمصيب، لكن ما أفهمه أنه عندما يشب أى حريق، فإن إطفاءه يصبح المهمة الأولى، وذلك واجب الوقت الذى ينبغى أن ينشغل به العقلاء على ندرتهم فى زماننا. صلوا من أجل أن تنجح الوساطة الكويتية فى تحقيق مهمة الإطفاء. “.
قطر خارج الخدمة
ونبقى مع المقالات، ومقال د. محمود خليل في “الوطن“ “قطر خارج الخدمة”، وجاء فيه: “لم تكن قطر تعبّر، وهى تتبنى جماعة الإخوان، عن قناعة بأفكارها، المسألة فى الأول والآخر عكست مصالح ومطامح فى استثمارات كانت قطر تخطط لها فى مصر فى ظل الحكم الإخوانى، وهى المطامح التى أطاح بها المصريون صبيحة 30 يونيو. قدمت قطر مساعدات لجماعة الإخوان طمعاً فى مصالح محددة، لكنها أبت أن تقدم شيئاً لمصر، بل كانت تطمع فيما لدى مصر“.
وتابع خليل: “منذ ثلاث سنوات واتهامات السلطة فى مصر لقطر برعاية الإرهاب لا تتوقف، وهى اتهامات كان لها ما يسندها فى الواقع، كما ذكرت لك، لكن التحرك جاء متأخراً، المهم أنه جاء، فقررت الدولة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، فى سياق قرار جماعى اتخذته كل من السعودية والبحرين واليمن ودول أخرى بقطع العلاقات مع قطر. هناك أمران أساسيان لا بد من التحسب لهما فى هذا القرار، أولهما يخص مصر، وثانيهما يخص منطقة الخليج (الفارسي). أما ما يخص مصر فيتعلق بالمصريين العاملين فى قطر، ويتراوح عددهم ما بين 250 ألفاً و300 ألف، وهو عدد ليس بالقليل بحال من الأحوال، وعودة بعضهم أو جُلهم سوف تشكل عبئاً على الاقتصاد المصرى الذى ينوء بالأعباء. الحكومة مطالبة بمتابعة دقيقة لأوضاع العاملين هناك والاستعداد للتعامل مع أية مشكلة يمكن أن تترتب على القرار المصرى، وإن كنت أقدّر أن الحكومة القطرية لن تقدم على أية خطوات حمقاء فى هذا السياق، فى وقت هى أحوج ما تكون فيه إلى ترميم الصدع الذى أحدثته سياسة الأسرة الحاكمة هناك فى العلاقة بمصر، أكبر دولة عربية“.
واختتم قائلا: “ثمة خطر أيضاً يتهدد منطقة الخليج (الفارسي)، وحقيقة الأمر فإن هذا الخطر ليس مرده قرار عزل قطر جرّاء ما ارتكبته من حماقات فى حق العديد من الدول العربية، بل هو أقدم من ذلك. الخليج (الفارسي) -كما تعلم- يواجه أزمة اقتصادية عاتية جرّاء الانخفاض فى أسعار البترول والاقتراب من لحظة أفول زمن النفط الخليجى، كما تتوقع العديد من التقارير، وإذا أضفت إلى ذلك جملة الصراعات التى تشهدها الأسر الحاكمة للعديد من العروش الخليجية، والتهديدات الإيرانية للمنطقة من خلال مجموعة الأذرع التى تحركها إيران فى اليمن ولبنان وسوريا، والطمع الغربى الصريح فى مليارات الدولارات التى تختزنها الصناديق السيادية بدول الخليج (الفارسي)، فسوف تجد أن حاصل جمع كل هذه المتغيرات يساوى زلزالاً قريباً يمكن أن تشهده منطقة الخليج (الفارسي)، ولا يخفى على أحد أن اهتزاز هذه المنطقة مرده تعمُّد الخليج (الفارسي) تغييب رمانة الميزان فى المنطقة.. مصر!“.
المصدر: راي اليوم