الصورة التي أبكت الملايين في العالم، وسالت على إثر مشاهدتها دموع مذيعة أخبار المساء في محطةCNN صورة الطفل عمران دقنيش وهو يجلس في سيارة إسعاف بعد قصف الطيران السوري لإحياء حلب صيف العام الماضي حسب رواية المعارضة السورية، هي الصورة التي أخرجها الصحفي السويسري من جيبه ليعطيها للرئيس الأسد خلال مقابلة تلفزيونية معه طالبا منه التعليق عليها، وهي الصورة التي رفعتها مندوبة واشنطن السابقة سامثا بور في وجه المندوب الروسي الراحل فيتالي تشوركن في مجلس الأمن . صورة اثارت الرأي العام في حينها تعود اليوم إلى الواجهه من جديد بعد إعلان شركة زين للاتصالات في الكويت الذي استخدم الصورة في مشهد تمثيلي لإدانة الإرهاب التكفيري، وعلى اثر نشر الاعلان الرمضاني.
أطلقت المعارضة السورية حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد شركة زين للاتصالات في الكويت وقدمت عريضة إلكترونية على موقع “آفاز″ العالمي احتجاجاً على استخدام الشركة صورة الطفل عمران في إعلانها خلال شهر رمضان على أنه ضحية الإرهاب والجماعات التكفيرية بينما حسب المعترضين فإن الطفل كان رمزا للعمليات القصف الوحشي الذي يقوم بها النظام السوري، وطالبت الحملات المكثفة شركة زين بالاعتذار وسحب الإعلان، اطلقوا هاشتاغ # زين – تشوه الحقيقية. وقالت الحملات انه من المعيب على شركة زين تشويه الحقائق.
وتزامنا مع شدة الحملة قام التلفزيون السوري الرسمي بعرض مقابلة مع الطفل عمران وأسرته، الذين يعيشون اليوم بأمان في كنف الدولة السورية، وهو ما شكل صدمة لكل المتابعين، والمعترضين، وقال والد الطفل عمران خلال المقابلة “الأمور معروفة، صوروا وأصبحوا يتاجروا بدمه (عمران) ويفبركوا له صور، وأنا حلقت شعره وغيرت اسمه كي لا يكملوا تمثيليتهم، ورغم ذلك يفبركوا صور ليكملوا تمثيليتهم”.
وأضاف “دفعوا لي مبالغ كبيرة، ومن أكثر من جهة، من طرف موسى العمر، وكان الوسيط مراسل المسلحين أبو الشيخ، وأنا رفضتها”.وأضاف والد عمران أن تلك الليلة التي التقطوا فيها الصورة ، لم يكن هناك أي قصف جوي أو صاروخي ، لم يكن هناك طيران ولا إثر الصاروخ، إنما انفجار داخل المبنى.
الأب كشف أن ملتقط الصورة هو محمود رسلان الملقب بأبو الشيخ وهو ناشط في حركة نور الدين زنكي وهو الشخص ذاته الذي صور عملية قطع رأس الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى على يد مجموعة من عناصر نور الدين زنكي، وكشف والد عمران أن عناصر حملوا ابنه إلى سيارة الإسعاف ولكن كان هناك طفل آخر يجلس على الكرسي ويقومون بتصويره، قام العناصر على الفور وابعدوا الطفل الآخر سريعا ووضعوا عمران مكانه لأنه أصغر سنا.
واضاف والد عمران، استفزني مقطع فيدو انتشر ضمن حملة المعارضة على شركة زين للاتصالات التي استخدمت صورة عمران في إعلانها الرمضاني للمدعو محمود رسلان يدين فيه تشويه الإعلان للحقيقة ولهذا قررت ان اتكلم، وأوضح الأب انه رفض أن يعطيهم أي تصريح في وقتها ورفض الكلام لأنه كان مدرك أن ما يقومون به هو حملة للإعلام وليس واجب إنساني تجاه ابنه.
في مقابلة مع التلفزيون السويسري مع الرئيس السوري بشار الأسد خلال هذا العام قال الأسد أن الصورة “مزورة” بعد أن قام مذيع التلفزيون خراج صورة للطفل عمران من جيبه قائلا :
“هذا الطفل أصبح رمزا للحرب، وأعتقد أنك شاهدت صورته، اسمه عمران، عمره 5 أعوام، إنه مغطى بالدم وخائف ومصدوم، هل لديكم أي شيء تقولونه لعمران وأسرته؟
فرد عليه الأسد قائلا: “ثمة ما أريد أن أقوله لك أولاً وقبل كل شيء، لأني أريدك أن تعود بعد هذه المقابلة وأن تبحث عبر الانترنت عن الصورة نفسها للطفل نفسه مع شقيقته، أنقذا كلاهما من قبل ما يسمى في الغرب “القبعات البيضاء” والذين هم في الواقع الوجه المجمل لـ “جبهة النصرة”، لقد تم إنقاذهما مرتين، كل مرة في حادث منفصل، فقط من أجل الترويج لمن يسمون “القبعات البيضاء”، لم تكن أي من هذه الحوادث حقيقية، يمكن التلاعب بالصور، وهذه الصورة تم التلاعب بها، سأرسل لك هاتين الصورتين وهما موجودتان على الانترنت، فقط لترى أن هذه الصورة مزورة وليست حقيقية، لدينا صور حقيقية لأطفال تعرضوا للأذى لكن هذه الصورة بالتحديد مزورة.