واذا صحت الرواية فهي لها دلالات ومعاني ما زالت قائمة, حيث يحكى ان مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا الراحله قد سُئلت عام 1982 عن عدم توجهها للامم المتحده قبل شنها او بدأها حرب فوكلاندز مع الارجنتين فاجابت ببساطه ان هيئة الامم للعرب وليس لها, وهي تعني ان بريطانيا القويه ليست كالعرب الضعفاء العاجزين الذين كانوا يتقدمون انذاك الى الامم المتحدة بشكوات متتاليه ضد الكيان الاسرائيلي دون ان يفعلوا شيئا, والامر الاخر الذي لم تتطرق له تاتشر انذاك هو ان الامم المتحده كانت دوما العصا الامريكيه اللتي يُضرب بها العرب تحت البند السابع والمفارقه ان هذه الاخيره هي التي قسمت فلسطين وهي التي دمرت العراق وكامل الدول العربية, والامر الاخر ان العرب هم انفسهم من رقصوا العرضة مع المجرم بوش ورقصوها مؤخرا مع ترامب الذي حظي باستقبال في السعودية يرقى الى خيال حكايا الف ليلة وليلة ” السعودية”, وما هو لافت للنظر ان حرم الرئيس الامريكي وابنتة لم يغطيا راسهما احتراما لبلاد الحرمين المقدَسين قبلة اكثر من مليار مسلم حول العالم, وما حصل هو ان النظام السعودي مرَر الامر واحتفى بضيوفه وملأ جيوبهم بالمليارات وهؤلاء ذاتهم لم ينسوا باعتبار حركة حماس “حركة ارهابية” قبل ان يغادروا الاماكن المقدسة متوجهين الى القدس المحتلة اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الذي يزعم النظام السعودي انه حاميها وبالتالي ماجرى هو ببساطة ان ترامب زار بلاد الحرمين الشريفين من اجل المليارات وزار حائط البراق بهدف تثبيت وضعية اكذوبة ” حائط المبكى” ومن ثم ذهب الى بيت لحم لساعة واحدة مهينة ولم يذكر لا من بعيد ولا من قريب القضية الفلسطينية وكما وصفت سيدة فلسطينية زيارة ترامب: جاء الى بيت لحم ك”شمام هوا” شطاح.. لا اكثر… زيارة تثبيت شرعية الكيان وسحب شرعية الحق الفلسطيني..في الرياض وجد ترامب قوم من الانبطاحيين وفي بيت لحم قابل واحدا من صفوف هؤلاء الذين شوهوا التاريخ العربي وسددوا افظع الاهانات الوطنية للشعوب العربية والمسلمة!!
يحكى ان باننا نحن العرب اصحاب ذاكرة قصيرة ويحكى ان اننا نحمل القاب بلا احقية ولا افعال ومن بينها ” حامي الحرمين” و”امير المؤمنين” الخ من القاب, وحتى نصل معا الى حقيقة كذب وتضليل الانظمة العربية الرجعية, فهاكم هذه المقارنة بين دولة الفاتيكان المقامة على مساحة اقل من كيلومتر” 0,44كيلومتر” مربع داخل العاصمة الايطالية روما وعد سكانها لا يتجاوز ال800 نسمة , ودولة ال سعود المقامة على اكثر من ثلاثة ارباع مساحة الجزيرة العربية وتتجاوز مساحتها ال مليوني كيلومتر مربع وعدد سكانها تجاوز ال 32 مليون نسمة، الاولى وهي الفاتيكان يراسها البابا الاب الروحي للكنيسة الكاثوليكية في العالم والتي يربو عدد أتباعها على 1.147 مليار نسمة فيما تعد مكة المكرمة والحرمين الشريفين اهم معلم اسلامي مقدس اتباعه اكثر من مليار مسلم، والحقيقة الصادمة ان بابا الفاتيكان الحالي فرنسيس الاول قد انتقد ترامب بسبب عنصريته ضد المسلمين لا بل انتقد البابا ايضا القنبلة الامريكيه المسماه ”ام القنابل” التي القاها ترامب على افغانستان بقوله ” ان الام تمنح الحياة فيما القنبلة تؤدي للموت” و الاهم من هذا وذاك ان زوجة ترامب وابنته غطيا رأسيهما أمام بابا الفاتيكان بموجب البروتوكول المعتمد في الفاتيكان، فيما لم تفعلا ذلك في بلاد الحرمين الشريفين بلاد الاسلام والحجاب واطهر بقعة اسلامية في العالم كما هو الفاتيكان الاقدس بالنسبة لمسيحيي العالم ,هنا تغطي شعرها احتراما وهناك تكشف رأسها احتقارا لان مضيفها لايهمه مشاعر مليار مسلم ومايهمه هو ابساط ترامب ورقص العرضة وحماية كرسي الحكم في السعودية ومع هذا يلقب ذاته ب”حامي الحرمين” فيما البابا لا يحظى بلقب حامي الفاتيكان لكنه يحماه و يفرض هيبته ويجعل ترامب ينتظر اكثر من ربع ساعة للقاءه, وعلى الطرف الاخر ترف سعودي وركض على اربعة واحتفاء بترامب ومرافقيه دون اي التزام ببروتوكول “الاسلام” وهو ضرورة ارتداء المرأه حجابا او غطاءا راس مع التاكيد على ان كاتب هذه المقالة يجري فقط مقارنه بروتوكولية ولا يمثل رايه الشخصي ما يخص حقوق وحرية المرأة.. نحن هنا نقارن حرفيا اكذوبة حامي الحرمين حامل هذا اللقب زورا وواقع حامي الفاتيكان الذي لا يحمل لقب الحامي!!
لن نطيل عليكم هذه المرة وخير الكلام ماقل ودل وهو ان العرب ما زالوا يعيشون في زمن الاساطير والكذب وهذا الذي يزعم بحماية الحرمين ماهو الا حرامي آخر وليس حامي واللتي تهون عليه القدس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تهون عليه مكة المكرمة والحرمين الشريفين والحقيقة ان موقف بابا الفاتيكان من القدس والقضية الفلسطينية اشرف بالف مرة من موقف كل من جمعهم النظام السعودي ليجتمعوا مع ترامب ويحرفوا اتجاه البوصلة من نحو فلسطين الى ايران وما يسمى بالارهاب اندماجا مع المطلب الامريكي والصهيوني الذي يطالب العرب بتطبيع علاقتهم دون قيد اوشرط مع الكيان الاسرائيلي دون حل القضية الفلسطينية… حرامي الحرمين يغدق بالمليارات على ترامب فيما فلسطين محتلة واليمن الذي يقصفها بطائرات”حزمه” تموت جوعا ومرضا..البابا يدافع عن حقوق رعيته حتى في فلسطين فيما ما يسمى حامي حرامي الحرمين يفرط بكامل العالم العربي والاسلامي لضمان امن مملكة ال سعود..!!
القضية لا تتعلق بغطاء راس زوجة وابنة الرئيس الامريكي بقدر ما تتعلق بواقع الانظمة العربية العميلة التي تجرجر الشعوب العربية الى مربع الاهانة الدينية والوطنية من اجل كسب ود امريكا والكيان الصهيوني… المقارنة واقعة وشئتم ام ابيتم وشئنا ام ابينا..الفاتيكان ممثلا بالبابا دافع عن الاسلام والمسلمين اللذي منعهم ترامب من دخول امريكا وقابل هذا الاخير في الفاتيكان بكل هيبته وبرودة اعصاب وقليل من الابتسام وكامل الالتزام بالروتوكول البابوي,, فيما ال سعود قد احتفوا بترامب ورقصوا معه العرضة وباعوا العرب والمسلمين للمرة الالف مقابل حماية النظام السعودي.. يحكى ان الحقيقه صادمة وهي ان للفاتيكان حامي ووراءه شعوب متقدمة ومسلحة ايضا ولنقل انها امبريالية وتمارس هذا الدور ايضا فيما يحكى حقيقة ان الحرمين بدون حامي”سوى الله سبحانه وتعالى” ولا يقف وراءها لا شعوب متقدمة ولا مسلحة، والانكى من هذا هو ان هذا هو هدف ال سعود : حرمين للتجارة وشعوب مضطهدة ومهمشة ولا دور لها في تقرير مصيرها الذي يلعب ويتلاعب به ال سعود وجماعة جامعة احمد ابوالغيط.. لكن علينا ان لانحبطكم ونقول لكم يحكى ان هذا حدث في فلسطين حقيقة وهو : *ان فريق ترامب الذي زار القدس قد اشترط على فريق كشافة ابناء الارثوذكس الذين استعدوا لاستقبال ترامب عند مدخل المدينة القديمة في القدس في طريقه لزيارة كنيسة القيامة تبديل قمصانهم بسبب وجود علم فلسطين صغير على كل قميص,فاجابوا لن نخلع قمصاننا ولن نبعد علمنا الفلسطيني و نتنازل عن ” شرف” استقبال ترامب.. قالوا لا لترامب ونعم لفلسطين…قالوا لا ;فيما حامي الحرمين المزعوم وكل هذه الهيصة الذي جمعها حول ترامب لم تقل لا واحدة .. لا اعتراضا على وصم “حماس” بالارهاب ولا على اعتبار القدس عاصمة الكيان… يحكى ان : حامي الفاتيكان وحامي الحَرمين ؟!!..الاول حامي حقيقي والثاني حرامي محترف..!!
* د.شكري الهزَيل/ شفقنا