في الوقت الذي تتجه انظار العراقيين الى القوات المسلحة العراقية بينها قوات الحشد الشعبي وهي تنطلق من ناحية القيروان بعد تحريرها قرى في شمال وشرق وغرب الناحية ، نحو قضاء البعاج ، آخر جيب ل”داعش” بمدينة الموصل ، حتى تناهى الى مسامعهم خبر استشهاد ضابط ايراني كبير في تلك المعركة ، في تأكيد عملي على دعم ايران للعراق في حربه ضد الارهاب التكفيري والقوى الساعية لتقسيم هذا البلد.
العميد شعبان نصيري احد كبار قادة حرس الثورة الاسلامية كان يعمل مستشارا عسكريا لدى الحكومة العراقية ، لم تمنعه اصابته في المعارك السابقة مع “داعش” من مواصلة حضوره في الخطوط الامامية للقتال مع اعداء الدين والشعب العراقي ، لتحرير قضاء البعاج والقرى والمجمعات السكنية التابعة له ، بعد ان تمكنت القوات العراقية من الوصول إلى مجمع دوميز المحاذي لجبال سنجار، كما تم قطع الطريق الرابط بين بلدتي سنجار والبعاج ، الا انه استشهد في معارك تحرير البعاج ليلة الاول من شهر رمضان المبارك.
تحرير قضاء البعاج ، التي تؤكد الانباء وجود زعيم “داعش” ابوبكر البغدادي فيها ، سيضع نهاية ل”خلافة الدواعش” في العراق التي أعلنها كبيرهم قبل ثلاث سنوات من جامع النوري في الموصل ، كما سيجعل العراقيين يحكمون سيطرتهم على الحدود مع سوريا ومن ثم تكثيف التعاون العسكري مع الجانب السوري لاجتثاث “الدواعش التكفيريين” والى الابد.
الاستشاريون العسكريون الايرانيون وقفوا الى جانب العراقيين منذ الايام الاولى التي دخل “الدواعش” الموصل والمحافظات الغربية واخذوا يهددوا العاصمة بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف ، وكان لهؤلاء المستشارين دورا بارزا في وقف زحف “الدواعش” الى جانب الحضور الكبير لقوات الحشد الشعبي التي كان لها الدور المحوري في كسر ظهر “الدواعش” وتطهير ارض العراق منهم.
هذه الحقيقة يعرفها العراقيون فهم عاشوها بكل تفاصيلها ، لذلك رفضوا الاملاءات الامريكية وبعض القوى الاقليمية التي حاولت ان تفرض عليهم رؤيتها المشوهة للارهاب ، عبر وضع ايران وحركات المقاومة الاسلامية في المنطقة في خانة الارهاب ، من اجل التستر على الارهابيين الحقيقيين وهم التكفيريون والجهات الاقليمية والدولية الداعمة لهم.
انطلاقا من هذه الحقيقة الواضحة ، قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، في مقابلة مع صحيفة “أي بي سي” الإسبانية ، ردا على سؤال حول سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتشكيل جبهة جديدة ضد إيران وعما إذا كان العراق سيشارك فيها ،: إن “العراق لن يكون في الجبهة المعادية لإيران، لأنه يرفض سياسات المحاور في المنطقة”.
واضاف الجعفري أن “إيران لم تهاجم حتى الآن أو تحتل شبرا من الأراضي العراقية، بينما الجارة الشمالية تركيا توغلت بقواتها العسكرية 110 كم داخل العراق، وعلى الرغم من ذلك واصلت بغداد علاقاتها مع أنقرة.
الحقائق على الارض وتطورات الحرب الدائرة بين الارهابيين التكفيريين والجهات التي تدعمهم وبين شعوب المنطقة والقوى المحبة للسلام الداعمة لهم ، هي التي تفرض على هذه الشعوب عدم الثقة بموقف امريكا وبعض حلفائها في المنطقة في حربهم ضد “الدواعش” وباقي الجماعات التكفيرية ، واولى اسباب عدم الثقة هذه تعود الى اصرار امريكا وبعض حلفائها الى تسويق ايران ومحور المقاومة على انهم يمثلون “الارهاب” الحقيقي الذي يجب مواجهته ، بينما الشعبين العراقي السوري ، وهما من اكبر ضحايا العصابات التكفيرية ، لم يجدا من يقف معهم امام الغزو التكفيري الا ايران ومحور المقاومة ، وهذا الوقوف ليس بالشعار وبالتحالفات الاستعراضية ، بل هو وقوف معمد بالدم.
شفقنا